عرض الصحف

الجمعة - 21 فبراير 2020 - الساعة 02:09 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/الشرق الاوسط:

في تصعيد جديد للجماعة الحوثية ضد موظفي الأمم المتحدة اتهمت الجماعة الموالية لإيران المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث بعدم الحياد في مهمته وبالانحياز إلى جانب الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها.

ويأتي الهجوم الحوثي الجديد من بوابة مساعي الجماعة للاستثمار في الجانب الإنساني لجهة الحصول على مكاسب سياسية أو ميدانية كما يتزامن مع تصاعد الاتهامات الدولية للجماعة بسرقة المساعدات الإنسانية وعرقلة وصولها إلى مستحقيها.

وزعمت الجماعة في بيان صادر عن وزارتها الانقلابية لحقوق الإنسان يوم (الخميس) أن «المبعوث الأممي لا يعمل بالحيادية المطلوبة منه في مهمته الأممية لجهة أنه يتجاهل ما تتعرض له مديرية الدريهمي في الحديدة، كما يتجاهل التصعيد العسكري شرق صنعاء في نهم والجوف».

ويبدو أن الجماعة تحاول أن تتنصل من تصعيدها الميداني الأخير في جبهات الساحل الغربي ونهم والجوف، بإلقاء اللائمة على الشرعية والتحالف الداعم لها، متناسية أنها احتفلت على الملأ بانتصاراتها المزعومة في نهم والجوف.

وفي حين تسعى الميليشيات الحوثية فيما يخص مديرية الدريهمي لفك الحصار عن عناصرها المحاصرين في مركز المديرية جنوب مدينة الحديدة تحت لافتة الحالة الإنسانية، كانت القوات المشتركة أحبطت عشرات الهجمات للجماعة خلال الأشهر الماضية.

ووصفت الجماعة عدم تدخل المبعوث الأممي غريفيث إلى صفها بـ«الصمت المخزي» كما اتهمته بأنه لم يطالب بمحاسبة القوات الحكومية المشتركة التي تزعم أنها تعرقل تنفيذ اتفاق «استوكهولم».

ويذكر الهجوم الحوثي على المبعوث الأممي غريفيث بسلوك الجماعة مع سلفه الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ ومع رئيس البعثة الأممية الأسبق في الحديدة الجنرال باتريك كاميرت إلى جانب غيرهما من الموظفين الأمميين.

وكانت الميليشيات الحوثية رفضت استمرار إسماعيل ولد الشيخ في مهمته وقامت بإطلاق النار على موكبه في صنعاء قبل أن تقرر عدم السماح باستقباله، زاعمة أنه غير محايد وينحاز للشرعية والتحالف الداعم لها.

وسبق أن دعا القيادي البارز في الجماعة ووزيرها في حكومة الانقلاب للشباب والرياضة حسن زيد إلى طرد رئيس المراقبين في الحديدة وإشعال القتال مجددا، وقال إن كومارت يحاول تسليم المدينة وموانئها إلى أعداء الجماعة من الأميركيين والبريطانيين والسعوديين والإماراتيين، على حد زعمه.

وقال زيد مخاطبا جماعته: «احذروا الهولندي وتباً له وللترتيبات الممهدة للاحتلال» (على حد زعمه)، مشيرا إلى أن القوات الحكومية والتحالف الداعم لها عجزت عن أخذ المدينة والموانئ بالقوة وهو ما لا يمكن منحه للهولندي كومارت.

ودعا القيادي زيد وهو من المطلوبين للتحالف الداعم للشرعية ضمن قائمة الأربعين إلى طرد رئيس المراقبين الأمميين من الحديدة، وقال: «فليرحل من اليمن ولندافع عن كل شبر حتى آخر قطرة من دمائنا».

إلى ذلك، كان المتحدث باسم الجماعة الحوثية محمد عبد السلام فليتة وصف في تصريحات سابقة مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث بأنه «ليس مبعوثا لهيئة الأمم المتحدة وإنما هو مبعوث إنجليزي يمثل بريطانيا». على حد زعمه.

ودائما ما تقوم الجماعة الحوثية في صنعاء باستقبال الموظفين الأمميين والاحتفاء بهم ومنحهم الهدايا التذكارية، حين يكون قادتها على وفاق معهم لكنها سرعان ما تنقلب عليهم فجأة عندما يرفضون تلبية رغباتها.

وترفض الجماعة منذ اتفاق «استوكهولم» في 13 ديسمبر (كانون الأول) 2018 تنفيذ أي من بنوده الخاصة بالانسحاب من الموانئ الثلاثة، ورغم تعاقب ثلاثة جنرالات على رئاسة البعثة الأممية، فإن ما تحقق من الاتفاق لا يعدو التهدئة الهشة ونشر خمس نقاط مراقبة في محيط المدينة.

وسبق أن نجحت الجماعة العام الماضي في الضغط على غريفيث ليصدر بيانا مشتركا مع وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك لاسترضائها، عقب أن اتهمها الأخير بعرقلة الوصول إلى مخازن القمح في الحديدة.

وحينها اتهمت الحكومة الشرعية الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن بـ«التلاعب وعدم الجدية» في التعامل بحزم مع الجماعة وقال وزير الإعلام معمر الإرياني إن «صبر الحكومة الشرعية على هذا التلاعب الأممي لن يطول» بحسب قوله.