اخبار وتقارير

الثلاثاء - 16 يونيو 2020 - الساعة 09:38 م بتوقيت اليمن ،،،

كتب/ علي منصور الوليدي




في ظل وجود الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في ضيافة العاصمة السعودية الرياض التي رعت اتفاق الرياض في 5 فبراير 2020م والذي تعثر تنفيذه الى الآن .. تدخل اليوم المواجهات الحربية الدامية بين الطرفين شهرها الثاني مخلفة مزيدا من الأرواح والضحايا وتدمير العتاد والاليات وترويع المواطنين الابرياء في محافظة أبين وقطع الطريق العام الذي يربط عدن بباقي المحافظات الجنوبية الشرقية.

حتى اليوم لم نرى أي موقف ايجابي حاسم من قبل رعاة أتفاق الرياض ودول التحالف العربي في عاصفة الحزم لوقف نزيف الدم بين طرفي النزاع والذي استخدم فيها نفس السلاح الذي قدمته لكل منهما السعودية والامارات ، خاصة وانهما شركاء التحالف العربي في عاصفة الحزم .. وما زالت قواتهما تخوض معارك مشتركة واسعة في مواجهة تمرد المليشيات الانقلابية الحوثية ومن يقف خلفها من القوى الاقليمية الطامعة في الهيمنة على المنطقة والسيطرة على الممرات المائية الدولية في البحرين الأحمر والعربي.

والذي ليس سرا أذا قلنا أن تلك المواجهات الدامية بين طرفي أتفاق الرياض "الشرعية والانتقالي" شركاء التحالف العربي الرئيسيين في عاصفة الحزم والصمت المريب عن اطالة امدها ، قد اثرت سلبيا على الروح المعنوية والقتالية لكافة المقاتلين على امتداد جبهات المواجهات الميدانية مع قوات مليشيات الحوثي الممتمدة من مكيراس الى يافع والى الضالع والى كرش والصبيحة وباب المندب والساحل الغربي .. رغم صمود مقاتلي تلك الجبهات ونجاحاتهم القتالية الميدانية المشرفة.. وما جرى من فشل في معركة مكيراس قبل أسبوعين الا أنموذجا سلبيا ، عكسته تداعيات المواجهات الدامية التي تجري بين شركاء اتفاق الرياض على أرض أبين التي كان يمكن لها ان تمثل العمق الاستراتيجي الداعم لجبهة مكيراس التي لا تبعد عنها سوى 120 كيلو متر تقريبا.

هذا الصمت السلبي والمريب لدول التحالف العربي وتحديدا الرياض وأبو ظبي تجاه معارك أبين التي تدخل شهرها الثاني من المواجهات الدامية بين طرفي أتفاق الرياض وباحدث الاسلحة السعودية والاماراتية .. ووجود الرئيسين الشرعي والانتقالي - هادي والزبيدي- في عاصمة أتفاق الرياض.. وممارسة كل منهما لنشاطه السياسي والرسمي واللقاءات البروتوكولية والدبلوماسية مع السفراء المعتمدين كل على حده.. تثير جملة من التساؤلات المشروعة في الشارع الجنوبي العام الذي صارت دماء ابناءه الاخيار تسفك بدم بارد على مدار الساعة .. في ظل هذا الصمت المؤسف والغريب .. الذي باتت بوادر الوعي الجمعي الجنوبي تتشكل وتنتظم وتقترب من تفسيرات اهدافه ومراميه وابعادها الخفية والمكشوفة التي تستوجب يقظة وتحرك كل أبناء الجنوب الشرفاء الاخيار لوقف هذه المهزلة القذرة والتصدي بحزم لكافة المشاريع الخفية والمفضوحة التي على ما يبدو ان يراد لمعارك أبين أن تكون انموذجا من الفتنة يؤسس لبداية سيناريو تقسيم الجنوب والتهام ثرواته .. وما يدار اليوم في اروقة قوى النفوذ الاقليمي والدولي عن الاعلان عن مؤتمر استوكهولم شقرة.. يبقي المواجهات مستمرة .. محلك سر .. ويمنع التقدم نحو عدن أو التقدم نحو شقرة .. واخضاع تلك المساحة في قلب الجنوب للتدويل .. لغرض في نفس يعقوب.

وهذا ما يستدعي من الجميع العمل بروح وطنية جامعة تضع مصلحة الجنوب فوق كل اعتبار في الحفاظ على كافة الانتصارات المحققة في المناطق الجنوبية المحررة وفي مقدمتها العاصمة عدن التي تحققت بفضل تضحيات الشهداء الابرار والجرحى الميامين .. التي لا ينبغي أن تذهب سدى .. والحليم تكفيه الاشارة!