اخبار وتقارير

الإثنين - 13 يوليه 2020 - الساعة 01:33 م بتوقيت اليمن ،،،


كشف السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون أن قرار فصل جنوب اليمن سيكون ممكنا بعد فترة انتقالية تلي إنهاء الحرب التي تعصف باليمن منذ أكثر من خمسة أعوام.
واعتبر آرون أن الوضع الذي تمر به اليمن الآن "ليس مناسبا لاتخاذ قرار مهم كانفصال الجنوب"، مؤكدا، في الوقت ذاته، أن المرجعات الثلاث التي يعمل عليها المبعوث الأممي مارتن جريفيثس "ليست قرآنا" تلتزمه جميع الحلول السياسية.
وقال آرون، في حوار بثه موقع المشهد اليمني على صفحته بموقع فيسبوك، إن "المشروع السعودي الجديد بشأن تنفيذ اتفاق الرياض جيد ومهم، وأعتقد أن الرئيس عبدربه منصور هادي اتفق مع السعودية وقدم بعض التنازلات وهناك مناقشات مع المجلس الانتقالي، وأنا متفائل بأن يكون هناك اتفاق تحت رعاية المملكة حول هذا المشروع".
وشدد آرون على ضرورة وقف إطلاق النار خاصة في أبين، وانسحاب القوات من مواقعها.
وقال "نحتاج إلى توحيد "الشرعية"، ونحن نعترف بالشرعية وإذا أراد المجلس الانتقالي الجنوبي الاعتراف به فيجب أن يكون جزءا من الشرعية".

بريطانيا والانتقالي
وحول علاقة بريطانيا مع المجلس الانتقالي الجنوبي قال السفير البريطاني مايكل آرون: "علاقتنا مع الانتقالي جيدة والتقيت عدة مرات معهم وهم أصدقاؤنا ولديهم مكتب في لندن ونتحدث معهم كجزء من القوى السياسية اليمنية".
وفيما يتعلق بالاستقلال الذي يرفعه الانتقالي قال السفير البريطاني: "الانتقالي له دور مهم داخل المجتمع اليمني وخاصة في الجنوب".

وأضاف: "الوقت ليس مناسباً لاتخاذ قرار مهم كـ "الانفصال"، فهناك قضية إنهاء الحرب بين الشرعية والحوثيين، ومن ثم إذا انتهت الحرب سيكون هناك فترة انتقالية وبعد ذلك كل شيء ممكن".
وتابع آرون: "على جميع الأطراف مسؤولية ومرونة وتنازلات ليس ممكنا أن نقدم حلولاً ولا يتم تقديم تنازلات، فالحوثيون، والشرعية، والانتقالي، والأحزاب السياسية يجب أن يقدموا تنازلات ويتفقوا فيما بينهم".
وأردف قائلاً: "إذا اتفق الانتقالي مع الشرعية فنحن سنتحدث معهم، وبالنسبة لأهدافهم طويلة المدى فهذه تُحل بين اليمنيين".
وأكد السفير البريطاني أنه "من المهم جداً بالنسبة للانتقالي أن يكون لديهم علاقات جيدة مع السعودية، ولذلك أنا متفائل بشأن اتفاق الرياض".

طرف معقد وصعب
ورداً على سؤال حول رفض الحوثيين لعملية السلام في اليمن وعلاقتهم مع إيران، قال السفير البريطاني "الحوثيون أمام خيار إما الحرب أو السلام. ونحن نعتقد أنهم مسؤولون عن اندلاع الحرب واستمرارها، وذلك بسبب رفضهم لعملية السلام".
وأضاف آرون: "إذا كان خيارهم السلام يجب عليهم أن يتعاونوا مع اليمنيين الآخرين. وأنا لا أعتقد أن أغلبية اليمنيين يريدون علاقات مع إيران".

مشاكل إيرانية
وحول التدخل الإيراني في الشأن اليمني قال آرون: "إيران ليس لها تاريخ مع اليمنيين دينياً أو سياسياً، وإذا أراد الحوثيون أن يتعايشوا مع اليمنيين الآخرين عليهم أن يقدموا تنازلات وهي أن يسمع الحوثيون آراء أغلبية اليمنيين الذين لا يريدون علاقة مع إيران".
وأردف آرون قائلاً: "إيران ليست لديها مصالح في اليمن، والخلاف بين الاثني عشريين والزيديين كبير في الماضي كما سمعت، إن العلاقات التاريخية بين الزيديين اليمنيين والآخرين كانت جيدة وليس هناك فرق بينهم".
ورداً على سؤال حول مصلحة إيران من الصراع في اليمن قال آرون: "إيران تريد أن تفتعل المشاكل للمملكة العربية السعودية، فهي تستخدم اليمن كجزء من عملياتها ضد المملكة، وهذا طبعاً سيئ جداً".
وأكد أن "إيران ليست لديها مصالح داخل اليمن كما هو في سوريا ولبنان والعراق، ففي هذه الدول شيعة اثنى عشرية، والإيرانيون يعتقدون أن لديهم مسؤولية للدفاع عن مصالحهم، ولكن في اليمن هذا غير وارد".

الإعلان المشترك
وأشار السفير آرون إلى أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن البريطاني مارتن جريفيثس يعمل من أجل إنشاء علاقات مناسبة مع عبدالملك الحوثي والرئيس عبدربه منصور هادي للوصول إلى إنهاء الحرب في اليمن.

ولفت السفير آرون إلى أن المبعوث الأممي لديه الآن مشروع أسماه "الإعلان المشترك" يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية، الجزء الأول؛ وقف إطلاق النار وتفاصيل أخرى عن تنفيذه، مؤكداً أن الشرعية اليمنية والحوثيين متفقان على هذا الجزء من الاتفاق.
وأضاف آرون: "الجزء الثاني؛ فيه بعض الإجراءات الإنسانية والاقتصادية مثل فتح مطار صنعاء، وتسهيل دخول الواردات في ميناء الحديدة، وفتح الطرق في تعز ومدن أخرى في الشمال، ودفع مرتبات جميع الموظفين اليمنيين، وكذلك حل مشكلة الناقلة المتهالكة "صافر" الراسية في منياء رأس عيسى بمحافظة الحديدة الساحلية (غرب اليمن)، معتبراً هذا الجزء مهما جداً "ونحن نحتاج ذلك منذ وقت طويل".

وتابع آرون: "الجزء الثالث ينص على بدء المفاوضات وتسوية سياسية شاملة".

وكشف آرون أن "الشرعية اليمنية اتفقت مع المبعوث الأممي على نص معين في (الإعلان المشترك) بعد ذلك ذهب المبعوث الأممي إلى صنعاء وإلى مسقط ليناقش التفاصيل مع الحوثيين وكانت نقاشاته صعبة جداً، ولكن في النهاية كان هناك شبه اتفاق من الحوثيين على نص مع بعض التعديلات على النص الذي أقرته الشرعية".

وقال إن جريفيثس عاد مع التعديلات التي وضعها الحوثيون إلى الشرعية، مؤكداً عدم وجود أي خلاف كبير بين النص السابق والنص المعدل، مضيفاً: "أنا متفائل إذا كانت هناك نوايا جيدة من الطرفين سيكون هناك اتفاق".

ليست قرآنا
وحول المرجعيات الثلاث وما إذا كانت أساسية في بناء عملية السلام في اليمن، قال آرون: "المرجعيات الثلاث ليست قرآنا، فيجب دراستها كوثائق مهمة وأهدافها واضحة، ولكن التفاصيل هي مسؤولية الوساطة الأممية، وجريفيثس يعمل على هذه المرجعيات، ولكن ليس بكل تفاصيلها فالمبعوث لديه مرونة في تنفيذ الاتفاقات".
وأكد السفير البريطاني مايكل آرون أن "المبعوث الأممي يبني الحل بناء على المرجعيات الثلاث وهي التي انبثق منها (الإعلان المشترك) والذي يفاوض طرفي الحكومة الشرعية والحوثيين عليه".

وقال آرون: "المبعوث هو رجل وليس ملكاً أو إلهاً، وبدون إرادة من الأطراف اليمنية لن يستطيع العمل أو النجاح".
وعما إذا كانت هناك حاجة لقرار دولي جديد من مجلس الأمن لإلزام الأطراف بتنفيذ الاتفاق قال السفير البريطاني: "لسنا بحاجة إلى قرار دولي جديد من مجلس الأمن، ولكنا نحتاج إلى اتفاق حول (الإعلان المشترك) وسوف يتم دراسة إصدار بيان بعد الاتفاق على الإعلان".

واعتبر آرون أن الحوار بين السعودية والحوثيين "مهم جداً"، مؤكداً أن "السعوديين يريدون السلام والاستقرار في اليمن وهم مقتنعون تماماً بذلك".

وقال "الرئيس هادي يريد السلام، والحوثيون يقولون إنهم يريدون السلام ونحتاج منهم برهانا على ذلك".

بريطانيا واليمن
وتعليقاً على ما يردده اليمنيون بأن بريطانيا وراء إيقاف تقدم القوات الحكومية في محافظة الحديدة الساحلية (غرب اليمن)، قال آرون: "واهمون. إيقاف القتال في الحديدة لم يكن قراراً بريطانياً أو من مجلس الأمن الدولي ولكن كان اتفاقا في ستوكهولم بين الطرفين لوقف القتال".

وحول علاقات بريطانيا مع اليمن، قال آرون: "نمتلك تاريخاً طويلاً مع اليمنيين ونريد الاستقرار في شبه الجزيرة ككل واليمن بشكل خاص".

وأشار آرون إلى العبارة التي أوردها مستشار الأمن الوطني الأميركي السابق، جون بولتون، في كتابه الجديد حين قال: "البريطانيون مجانين بالنسبة لليمن"، مضيفاً: "هذا صحيح اليمن مهمة بالنسبة لنا