اخبار وتقارير

الإثنين - 10 أغسطس 2020 - الساعة 02:08 م بتوقيت اليمن ،،،

(تحديث نت ) العرب

انهارت منازل مسجلة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في صنعاء القديمة بفعل الأمطار الغزيرة وذلك بعد شهور من السيول والعواصف في بلد يئن بالفعل تحت وطأة الحرب والمرض ونقص المواد الغذائية.

وتعاني المنازل التراثية المميزة المبنية بالطوب اللبن باللونين البني والأبيض في الأحياء التاريخية في صنعاء والتي يرجع تاريخها لما قبل القرن الحادي عشر من تداعيات الصراع والإهمال.

وتعد صنعاء القديمة إحدى أقدم المدن العربية، حيث تجاوز عمرها آلاف السنين وفق مؤرخين‎، وتم إدراجها عام 1986 ضمن قائمة التراث العالمي، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم يونسكو.

وتهدم جزء من منزل محمد علي الطلحي يوم الجمعة مع سقوط أمطار غزيرة على صنعاء لتصبح عائلته المكونة من ست نساء وستة أطفال بلا مأوى.

قال وهو يقف وسط الركام والطين طالبا مساعدته في إيجاد مأوى إن كل ما كان يمكله أصبح تحت الركام.

وقال عقيل صالح ناصر نائب رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية إن المواطنين لا يجرون أعمال الصيانة لهذه المباني القديمة في الوقت الحالي مثلما كان يحدث في الماضي الأمر الذي أدى إلى إصابتها بالشروخ والضعف.

وأضاف أن سقوف حوالي 5000 من المباني العالية في المدينة القديمة تتسرب منها المياه وإن سقوف 107 مباني تهدمت جزئيا. وتعمل الهيئة مع منظمة اليونسكو وصناديق أخرى للحفاظ على بعضها.

وقد أدت الأمطار الغزيرة على غير العادة هذا العام والتي بدأت في منتصف أبريل وتستمر حتى أوائل سبتمبر إلى تعقيد ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وسقط في الحرب الدائرة منذ خمس سنوات أكثر من 100 ألف قتيل وجعلت الحرب 80 في المئة من السكان يعتمدون على المساعدات ودفعت بالملايين إلى شفا المجاعة.

وبخلاف وباء فايروس كورونا المستجد الذي يعتقد أنه ينتشر على نطاق واسع دون أي عمليات رصد، تسببت الأمطار الغزيرة في انتشار أمراض مثل الكوليرا وحمى الدنج والملاريا.

ووجهت جماعة الحوثي، الثلاثاء، نداء استغاثة لإنقاذ مدينة صنعاء القديمة من أضرار سيول الأمطار إثر انهيار بعض مبانيها التاريخية.

وجاء ذلك في بيان صادر عن “الهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية” الواقعة ضمن سلطة الحوثيين الذين يديرون من العاصمة اليمنية حكومة موازية غير معترف بها دوليا.

وتعوّل الجماعة على إثارة فزع المجتمع الدولي بشأن معالم صنعاء ذات القيمة التراثية والثقافية المرموقة عالميا نظرا لتفرّد طابعها وأصالته.

ودأبت الجماعة المسيطرة بقوة السلاح على عدد من مناطق اليمن على رأسها العاصمة صنعاء، على التعويل على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحمّل جزء كبير من أعباء الأوضاع الإنسانية والاجتماعية السيئة التي ساهمت الجماعة ذاتها في خلقها، بينما تصرف هي اهتمامها لتمويل مجهودها الحربي الذي لا يفتقر للموارد رغم ارتفاع تكاليفه.

ويأتي نداء الجماعة، في وقت طالبت فيه الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الأمم المتحدة، بإغاثة المتضررين جراء السيول في محافظات عدة بالبلاد.

ويعاني اليمن ضعفا شديدا في البنية التحتية، ما جعل تأثيرات السيول تعمق مأساة السكان الذين يشكون من هشاشة الخدمات الأساسية.

وتتّهم الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي الحوثيين بإهمال المعالم التراثية الثمينة في مدينة صنعاء، وتعريضها لخطر الحرب بجعلها مخبأ لأسلحتهم وملاذا لمقاتليهم.

وخلال الأسبوعين الماضيين، لقي العشرات من سكّان اليمن حتفهم جراء السيول التي ضربت محافظات يمنية عدة، فيما تضررت الآلاف من الأسر ودمرت الآلاف من المنازل بينها منازل نازحين، وفق تقديرات رسمية.

وتعتبر الأمم المتحدة أن الوضع في اليمن أسوأ أزمة إنسانية بحيث يحتاج أكثر من 80 في المئة من السكان أي 24 مليون شخص، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية.