عرض الصحف

الإثنين - 26 أكتوبر 2020 - الساعة 10:00 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/وكالات:

يحيي المتظاهرون العراقيون الذكرى السنوية الأولى لاحتجاجات أكتوبر 2019، بتظاهرات جديدة في مناطق متعددة من العراق لإعلاء أصواتهم المطالبة باستعادة حقوقهم المنهوبة، ومحاكمة قتلة المحتجين على يد الميليشيات الإرهابية المدعومة إيرانياً والتي ما زالت تعبث بأمن واستقلالية القرار في العراق.
وفي صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن المطالبات بحسم ملف السلاح المنفلت والكشف عن قتلة المحتجين العراقيين باتت تسبق مطلب الانتخابات المبكرة.

العراق المختطف

في صحيفة "العرب" اللندنية، عبّر سياسي عراقي معارض للوجود الإيراني في بلده عن صعوبة تمكن التظاهرات الشعبية، التي عادت إلى الساحات في بغداد والمحافظات الأخرى أمس الأحد، مما أسماه تحرير "العراق المختطف" من الخاطف الإيراني. وقال السياسي في تصريح للصحيفة، بالتزامن مع تجدد التظاهرات العراقية المطالبة باستعادة قرار البلاد السيادي من إيران في الذكرى الأولى لأكبر موجة احتجاج شهدتها محافظات العراق في الـ25 من أكتوبر (تشرين الأول) 2019، "المختطف سيتحرر من الخاطف، لكن لا أتوقع أن الانتفاضة الحالية ستتمكن من ذلك لأن دماءها المسالة الآن وستسيل غداً هي التي ستنير الطريق للموجة التالية من الغضب الذي سيحرر المخطوف من قبضة الخاطف".
وتساءل السياسي الذي يترأس كتلة برلمانية في مجلس النواب العراقي، "متى وأين سيتحرر العراق المخطوف؟"، معبراً عن توقعه بالقول "ليس ذلك ببعيد".
ورغم استطاعة احتجاجات أكتوبر العراقية من الإطاحة بحكومة عبدالمهدي الموالية لإيران، وتمكين مصطفى الكاظمي من رئاسة الحكومة الذي برهنت الأشهر الأولى له في الحكم صعوبة التغيير في العراق، فيما كشفت بعض الأحداث عن حجم النفوذ الذي تملكه الميليشيات الموالية لإيران في البلاد، والمخاطر الجمة التي تكتنف أي مواجهة مفتوحة معها.

الحاكم العسكري

يقول الإعلامي عبدالرحمن الراشد، في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط"، "تكفي نظرة إلى إيراج مسجدي، بلباسه العسكري، لنعرف أنه ليس بالدبلوماسي المألوف في العالم. هو سفير إيران في بغداد، لكن على أرض الواقع يعتبر نفسه الحاكم العسكري المكلف في العراق. والحرس الثوري أصبح مكلفاً بإدارة كل مناطق الفوضى، مستخدماً سفاراته، حيث تم تعيين زميله حسن إيرلو أيضاً سفيراً مطلق الصلاحية في صنعاء، لدى حكومة الحوثي الانقلابية ليتولى إدارة اليمن المحتل".
ويضيف الراشد، "على كثرة الأخطار التي مروا بها، العراقيون يواجهون أخطرها. فإيران تسارع الخطى للسيطرة على العراق مستغلة انشغال عدوتها الرئيسية، الولايات المتحدة، بالانتخابات، تريد أن تستبق وصول جو بايدن رئيساً لتفرض عليه واقعاً جديداً، يقول العراق خارج المفاوضات المقبلة، إنه ولاية تابعة لإيران. وفِي حال عاد ترمب رئيساً فإنها ستحاول أن تفاوضه بما كسبته في بغداد".
ويؤكد، "الحقيقة لا يجهل العراقيون النشاط الإيراني المتسارع. ويعرفون أنه خلف الفوضى، ووراء خسائرهم الاقتصادية، وعجز حكومتهم عن العمل، وأن إيران تدير الميليشيات المسلحة التي عطلت تطوير التعليم والتوظيف والحياة الاقتصادية والاجتماعية. كلها حقائق ليست غائبة عن معظم العراقيين، لكن ما باليد حيلة أمام قوة مسلحة متغلغلة. أمام هذا الوضع، لا الدولة العراقية، بمؤسساتها المدنية والعسكرية، ترغب في قتال الإيرانيين، ولا الأمريكيون أيضاً".

هيبة الدولة

صحيفة "الصباح" العراقية، أكد أن "التظاهرات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد ومحافظات وسط وجنوبي البلاد حظيت بدعم وتأييد حكومي، وسط تأكيدات للحفاظ على السلمية ومنع حمل السلاح داخل ساحات التظاهر"، وقالت الصحيفة، "لم تتخلل التظاهرات أعمال عنف وتصادمات كبيرة باستثناء قيام بعض الخارجين على القانون برمي رمانات يدوية على القوات الأمنية المكلفة بتأمين التظاهرات".
وأكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي "أحقية التظاهر السلمي وفقاً للحريات التي نص عليها الدستور، وأهمية حماية الممتلكات العامة والخاصة في الأماكن التي تجري فيها

التظاهرات".

وقال الكاظمي، إن "الحكومة توصي المتظاهرين بالحفاظ على السلمية وفرز المندسين الذين يحاولون تشويه هذه الصورة التي يفخر بها الشعب العراقي، والحكومة مسؤولة عن حماية التظاهرات". وأضاف، أن "الحكومة عليها بسط الأمن وردع الوقحين عن التخريب وزعزعة الأمن، وعلى الحكومة فتح الطرق وإرجاع هيبة الدولة".

تعنت شعب بوجه إيران

يقول الكاتب باسم الشيخ في مقال له بصحيفة "الدستور" العراقية، "يحاول البعض تسفيه ثورة أكتوبر وتفريغها من مضامينها الوطنية الكبيرة، بل ويسخرها لتحقيق مصالحه الحزبية بدعاوى كثيرة وأبسطها حين يسلمها لأتون التقاطعات السياسية ويتهمها أنها ساحة يمارس فيها الفرقاء العابهم للضغط السياسي".
ويضيف الشيخ، "يفوت هؤلاء أن ثورة أكتوبر ستبقى ناصعة البياض في كل أحداثها وما تخللها من عنف وحوادث سلبية مرفوضة من قبل الثوار قبل غيرهم، وهي أفعال لا تمثل الثورة، بل وتحصل في أرقى الدول المتحضرة التي شهدت احتجاجات شعبية، حركتها النقمة على الأوضاع المنحرفة، مثلما يفوت هؤلاء أنها الثورة العراقية الوحيدة التي أعطت آلاف الشهداء والجرحى وتعرض الثوار العزل فيها إلى أقسى أساليب القمع والبطش والتنكيل والتغييب والتشويه والترهيب على يد السلطة فكانت بذلك ثورة المعدمين والمظلومين والمهمشين والمحرومين الذين أدركوا حجم السرقة التي تعرضوا لها وحجم التضليل الذي وقعوا ضحيته عندما وضعوا ثقتهم بمن توهموا أنهم على قدر المسؤولية الأخلاقية والشرعية والقانونية، لكنهم اكتشفوا أن هؤلاء لا يراعون بهم ذمة وغير معنيين بما أصابهم، من جور وأذى وما لحق بهم من ضرر لا ينجبر".
ويتابع قائلاً، "ثورة أكتوبر التي يحاول بعض المرتزقة تشويه صورتها الناصعة ليخدم أسياده ليبقوا متسيدين على رقاب العراقيين يسومونهم الذل والفقر والإفلاس بينما يكتنزون هم الملايين في خزائنهم من دون أن يرف بهم جفن على ما آلت اليه حال الناس جراء فشلهم وضعفهم وسوء أخلاقهم وسرقاتهم واحتيالهم وتزويرهم"، وقال أيضاً: "يأتي هؤلاء المرتزقة ليعيدوا إنتاجهم مرة أخرى لكنهم يصطدمون بهذا الرفض الشعبي الهائل الذي أقض مضاجعهم، فما كان منهم إلا التصدي لهذه الثورة الكبيرة باستخدام أدواتهم التسقيطية القذرة وأساليبهم الرخيصة المكشوفة".