عرض الصحف

السبت - 24 يوليه 2021 - الساعة 10:18 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/وكالات:

استمرت الاحتجاجات على نقص المياه لليلة الثامنة على التوالي في عشر مدن بمحافظة الأحواز جنوب غربي إيران، فيما أرسلت السلطات الإيرانية آلافاً عدة من قوات الأمن والوحدات الخاصة إلى مناطق المظاهرات، واستخدمت الغاز المسيل للدموع وأطلقت النار، واعتقلت عشرات المحتجين.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، فإن المظاهرات تسبب رعباً لنظام خامنئي، خاصة مع توسعها، واستمرارها يوماً بعد يوم رغم محاولات الاحتواء بالاعتقالات والترهيب.
مطالب مشروعة
واعتبر متابعون للشأن الإيراني، وفقاً لصحيفة العرب الدولية، أن المحتجين نجحوا في نقل صورة حية عن معاناتهم بالرغم من أن المنطقة التي يعيشون فيها غنية بالنفط، وهو ما دفع بالرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني إلى الخروج وإطلاق تصريحات للتهدئة وبعده بيوم جاءت كلمة خامنئي بنفس الهدف.
ويعتقد المتابعون أن إيران لم تنحن من قبل أمام الاحتجاجات التي شهدتها في السنوات الماضية بالرغم من أنها رفعت مطالب اجتماعية مشروعة وقابلتها بالعنف وبمحاكمات جائرة، لكن هذه المرة نجحت احتجاجات الأحواز في أن تجلب التعاطف، وتظهر أن إيران في وضع صعب من الداخل، وأن النظام لم يعد يمتلك شرعية كافية، وذلك ما تظهره الشعارات التي تنادي بالموت لخامنئي.
ويتحسس الإيرانيون من اهتزاز صورة النظام في الوقت الذي يجري فيه مفاوضات مع الغرب لتثبيت مكاسبه سواء في الملف النووي أو في الاعتراف بنفوذه الإقليمي المتزايد، وسعى النظام لتطويق مشكلة العطش من خلال نقل المياه بالصهاريج، لكنّ المتظاهرين اعتبروا أنها خطوة ظرفية لن تفعل شيئا لمعالجة المشكلة الأساسية.
تعاطف شعبي
واعتبر زهير الحارثي في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط أن هناك تعاطفاً شعبياً مع المحتجين ودعماً دولياً لهم أيضاً.. ولكن هل يكفي ذلك؟ يجيب قائلاً: "المسألة حقوقية بامتياز ولها أبعاد سياسية وأمنية وليست فقط قضية مياه، والغرب دائماً ما يطرح ملف حقوق الإنسان والتعددية وحقوق الأقليات، فأين هم الآن من ذلك؟ ولماذا غضّ البصر؟ أليس الوضع في إيران أسوأ من كوبا؟ ألا يستوجب مع ما يحدث من انتهاكات موقف جاد وعقوبات؟ الموضوع خطير وصدى ما تتعرض له الأقليات في إيران وصل إلى مناطق كثيرة في العالم بسبب السوشيال ميديا التي فضحت النظام ودفعت بأعضاء في الكونغرس إلى المطالبة بضرورة محاسبته ومعاقبته".
وأضاف أن "ملف حقوق الإنسان في إيران يعد الأسوأ، وفق تصنيف المنظمات الحقوقية الدولية، حيث يعاني السُّنة من التهميش والمتابعة الأمنية والملاحقة والاعتقالات والتعذيب، علاوة على عدم تمكينهم من ممارسة العبادة وبناء المساجد، وقد بلغ عددهم أكثر من 20 مليون شخص. وقد شاهدنا إلى أي مدى وصل الصلف الإيراني في الأحواز وإقليم بلوشستان وغيرهما، ما يعكس حجم التضييق والتكبيل في ملاحقة السُّنة، الأمر الذي دفع مجلس حقوق الإنسان الأممي في السنوات الماضية ليستمر في تغطية الوضع هناك".
وأوضح أن "الأحواز كانت ولا تزال تمثل مركز المظاهرات النابض في إيران منذ سنوات. أي حراك شعبي تجد له صلة ما بمحافظة الأحواز. في قصص الثورات عادة ما تبدأ بحادثة معينة ثم تتطور لتصل إلى تفاعل الكثيرين معها، وبالتالي تنتقل من مدينة لأخرى والمحصلة هي مطالب شعبية يرتفع سقفها يوماً تلو آخر كما يحدث اليوم. تصاعدت الاحتجاجات وتوسعت فواجهتها القوات الأمنية الإيرانية بالنار والغاز والرصاص الحي والقمع والقتل كما فعلت سابقاً حتى لا تنتقل وتنتشر في مدن أخرى، ولكن لم تستطع منعها ويبدو أنها هذه المرة في طريقها للتوسع والانتشار".
الموت للديكتاتور
من جهته، قال فريد أحمد حسن في مقال له بصحيفة الوطن البحرينية، إن هذه "ليست المرة الأولى التي يهتف فيها الإيرانيون الذين بلغ ظلم الملالي لهم الحلقوم بـ "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" لكنها المرة الأولى التي يكون فيها الصوت أقوى وأعلى والناس أكثر جرأة، والمرة الأولى التي تبدو فيها المرأة الإيرانية كأنها هي التي تقود الحراك والمواجهة. يحدث ذلك رغم محاولات النظام إخماد الاحتجاجات بتعبئة قوات الأمن وإطلاق أيديهم ليفعلوا ما يريدون فعله وينقذوا النظام".
وأوضح أن "هناك أسباباً عديدة تدفع كثيرين إلى الاعتقاد أن هذه الاحتجاجات بداية نهاية النظام الإيراني، وأسباباً عديدة تدفع كثيرين أيضاً إلى الاعتقاد أن هذه هي القاضية؛ فالاحتجاجات هذه المرة غير، والمرأة الإيرانية أيضاً هذه المرة غير".
وأشار إلى أن "الاحتجاجات التي تشهدها منذ أيام العديد من المدن الإيرانية أمر متوقع؛ فهي نتيجة طبيعية للأحوال التي يعيشها الناس هناك، وليس مستغرباً أن تصل الإيرانيات إلى حد أن يهتفن في الشوارع ومحطات المترو بالموت لخامنئي من دون خوف. ورغم أن هذا كله ليس بجديد فإنه لفت العالم بقوة إلى معاناة المواطن الإيراني المستمرة منذ أكثر من أربعين سنة بسبب حكم الملالي الذين صاروا أنفسهم يعترفون بتفشي الفساد".
اعتراف خامنئي
وأشارت صحيفة عكاظ السعودية، أنه في إشارة إلى أن انتفاضة الأحواز احتجاجاً على سرقة مياههم وتردي أوضاعهم باتت مقلقة ومرعبة للنظام الإيراني، خرج المرشد الإيراني علي خامنئي الذي هتف المتظاهرون ضده عن صمته، داعياً المسؤولين للإسراع بمعالجة المشكلة في الأحوا، واعترف بأن مسألة المياه في خوزستان تمثل مصدر قلق للسلطات، مضيفاً أنه لو تم الاهتمام بمسألة المياه في خوزستان مسبقاً لما واجهت البلاد المشاكل الحالية.
وتوقع المعارض البارز في طهران حشمت طبرزدي، وفقاً للصحيفة، أن تتحول انتفاضة الأحواز إلى ثورة وطنية. وقال أمين عام الجبهة الديموقراطية الإيرانية القيادي السابق بالحركة الطلابية في تصريح له، «لقد دخلنا مرحلة ثورية، ولدى ثورة خوزستان إمكانية أن تصبح ثورة وطنية». وشدد على أنه «لا يمكن إسقاط هذا النظام إلا بثورة ديموقراطية».