تحقيقات وحوارات

الأربعاء - 06 ديسمبر 2023 - الساعة 08:19 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث/خاص


تقرير/ الخضر الهيثم:

يواجه المواطنون ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية بما فيها أسعار الدجاج واللحوم مع تدني مستوى دخل الفرد .. في ظل أوضاع معيشية قاسية في بلد يدخل، بعد شهر ونصف السنة العاشرة من الحرب.
فوجئ المواطنون مؤخرا، بارتفاع جديد في أسعار الدجاج بنسبة 100 بالمئة، ليصبح سعر الدجاجة البلدي الكبير (7000) ريال والمتوسط ( 5000) والصغير بحجم الحمام (4000) في الأسواق بعدما كان سعرها اقل من ذلك بكثير.
يأتي هذا الارتفاع المهول مع توقف صرف المرتبات الحكومية لمعظم موظفي الدولة، وتراجع فرص الأعمال الحرة مع كساد اقتصاد البناء، وتسريح القطاع الخاص لكثير من العاملين في شركاته.
يأتي ارتفاع الأسعار في ظل دخل بسيط جداً لغالبية المواطنين مع توقف صرف المرتبات الحكومية لمعظم موظفي الدولة، وتراجع فرص الأعمال الحرة وتسريح القطاع الخاص لكثير من العاملين
يمكن قراءة ما يعني ارتفاع أسعار الدجاج من خلال الاقتراب قليلا من قاع المجتمع، وما صارت إليه الحياة المعيشية للناس بعد 9سنوات من الحرب.

العزوف عن شراء الدجاج

كان الكثير من المواطنين يعتمدون على الدجاج كجزء مهم في وجبة الغداء؛ وكانت أوزان الدجاج قبل الحرب بأحجام اختفت تدريجيا خلال الحرب، فعلى الرغم من تراجع أوزان الدجاج خلال الحرب إلا أنه قلما تجد مَن يشتري الدجاجة بوزن الكيلوغرام كاملة.
ودفعت الحرب كثيرا من الناس لشراء ربع دجاجة مذبوحة لتتمكن الأسرة من طبخها، والاستفادة من حسائها في تناول طبق آخر كالعصيد مثلا.
بل وقد دفعت ظروف الحرب بالكثير من الناس لاستبدال الدجاج بوجبة تعتمد بدرجة رئيسية على خضروات، التي بدورها شهدت ارتفاعا في أسعارها نتيجة تزايد الطلب عليها؛ ما اضطر العائلات إلى التقليل من استخدامها أيضا، والاعتماد على الزهيد منها؛ لدرجة صار تجار الخضروات يبيعونها بعبوات صغيرة جداً، تضم قطعة أو قطعتين إما من الطماطم أو البطاطس أو الثوم أو الباذنجان أو الكوسا أو البامية…؛ وهي عبوات مجهزة في أكياس بلاستيكية صغيرة، وتباع بأسعار تناسب القدرة الشرائية لغالبية المواطنين في ظل عجزهم عن شرائها بالكيلوغرام، لكن هذه العبوات تكفي ليوم واحد بل لطبق واحد؛ وهو وضع لم يكن موجودا من قبل.

وبالتالي فارتفاع أسعار الدجاج سيضاعف من أعباء الناس، وسيدفع كثيرا ممن ظل يعتمد على الدجاج للجوء إلى طبق يخلو من اللحم.
يقول عماد محسن عامل في بيع الخردة، كان يشتري نصف دجاج مرة في الأسبوع، لكنه أصبح الآن مضطرا إلى شراء ربع دجاج. يقول في حديثه لـ” تحديث ”: “صار صعبا أن استمر في شراء النصف؛ لأن هذا الارتفاع في السعر ليس الأول، ولن يكون الأخير … كما أن دخلي من عملي في بيع الخردة بالكاد يغطي الاحتياجات الضرورية في الأيام العادية، أما في المناسبات فالاحتياجات تزيد، والعمل قليل؛ لكن لم نعد كما كان حالنا من قبل، لقد غيّرت الأوضاع في كل شيء”.
من جانب أخر يقول خالد عوض وهو موظف تربوي إنه تخلى مع بقية أفراد أسرته المكونة من 6 أفراد عن استهلاك لحوم الدجاج وغيرها من لحوم المواشي والأسماك، بفعل سوء أوضاعه المادية الحرجة
وذكر خالد أنه وغالبية السكان في عدن تخلو موائدهم اليومية من كثير من الأصناف الغذائية، طيلة السنوات العجاف التي مرت من عمر الحرب.

وقال سكان محليون بعدن لـ( تحديث ) ممن التقاهم المحرر :" إن أسعار الدجاج تشهد منذُ أيام ارتفاعاً متواصلاً دون وضع أي حد لوقف هذا الارتفاع.
وأشار المواطنون إلى أن سعر الدجاجة الواحدة وصل إلى 7000 ريال وقابلة للارتفاع في أي وقت.
وعبر السكان عن استيائهم الشديد من هذا الارتفاع الذي وصفوه بالجنوني والمفاجئ، مناشدين في الوقت نفسه الجهات المختصة بوضع حلول عاجلة لوقف هذا الارتفاع وإعادة الأسعار إلى ماكانت عليه سابقاً نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي يُمرون بها.

دجاج هزيل
على نفس السياق تسببت حالة الرداءة التي باتت تعاني من الدجاج البلدي في عدن بتوجه الناس الى شراء الدجاج المجمد المستورد.
وقال متعاملون في قطاع بيع وشراء الدجاج ان الاقبال الشعبي على الدجاج المجمد تزايد مؤخرا بشكل كبير .
وبحسب هؤلاء فان حالة الرداءة التي باتت تعاني منها الدجاج البلدي والتلاعب الحاصل في تمنيتها هرمونيا انعكس على جودتها .
وطوال السنوات الماضية كانت الدجاج البلدي الاكثر مبيعا قبل ان تتراجع مؤخرا .
وتسبب هذا الامر بارتفاع اسعار الدجاج المجمدة في بلادنا .