تقارير مجتمعية

الأربعاء - 28 فبراير 2024 - الساعة 10:54 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن (تحديث نت ) خاص:


تقرير/ هلا عدنان

"كسروا فرحتنا برمضان، بنكمل شهرين ونحن بلا رواتب والله يعلم متى بيسلموا لنا، وضعنا صعب جدا" بهذه الكلمات عبرت أم محمد عن استياءها ومعاناتها جراء تأخر تسليم المرتبات لشهرين على التوالي.

وتحدثت أم محمد بأن هذا التأخير يتسبب لها ولأسرتها بالديون المتراكمة، حيث يتعين عليها تسديد المبالغ المستحقة لصاحب البقالة وغيره من الدائنين، معبرة عن قلقها حيال الوضع الراهن، تقول "رمضان باقي له أيام ونحن بيوتنا فارغة، ونفوسنا مكسوعة، قده المرتب كله بيروح دين لصاحب البقالة لكن على الأقل يسلمونا عشان نقدر نرد الدين ونشل حق رمضان، كم بيصبر علينا صاحب البقالة".

يعد شهر رمضان المبارك فترة مهمة ومميزة، حيث يتفانى الناس فيما بينهم للاستعداد لهذا الشهر الفضيل بشكل خاص، ومع اقتراب دخوله، ينتظر العمال والموظفون بفارغ الصبر صرف رواتبهم لتلبية احتياجاتهم ومستلزمات الشهر الكريم.

إلا أن هذه السنة يقترب قدوم رمضان مع تأخير صرف المرتبات، مما يضاعف معاناتهم واستياءهم، إذ يشتكي العمال والموظفون من ضيق الحالة المالية التي يعيشونها نتيجة لتأخر صرف المرتبات لفترة تتجاوز الشهرين، مما يجعلهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتأمين مستلزمات الشهر الفضيل.

محمد صالح موظف في القطاع الصحي، يتحدث عن لهفة أولاده لشراء احتياجات رمضان وسؤالهم له كل يوم عن صرف الراتب، يقول "عند كل سؤال كسرة نفس وإحباط لهم ولي".

ومع افتتاح الخيمات الرمضانية والعروض في كل مكان للسلة الرمضانية ووجود كثير من الأشكال والأصناف، غالبية المواطنين يترقبونها ويتابعونها بصمت في ظل تأخر صرف المرتبات، ومنهم من ينتظر الجمعيات الخيرية أو المتصدقين أو المنظمات الإنسانية.

ويعاني الغالبية العظمى من اليمنيين بما فيهم الموظفين الحكوميين، التبعات السلبية لارتفاع الأسعار نتيجة لتدهور العملة المحلية والأزمة الأقتصادية التي تعيشها البلاد.

ويقول أبو سامي إنه لا يعتمد على مرتب الوظيفة الحكومية لأنه لا يكفي لشراء صنفين من المواد الغذائية، وإنه يعمل في الفترة المسائية، ومع هذا يواجه صعوبة كبيرة في استكمال مستلزمات رمضان وذلك لتدني العملة المحلية وارتفاع الأسعار.

أما أم نسرين التي تحاول أن توفير مستلزمات أسرتها بالتسجيل بالجمعيات الخيرية وعند التجار الذين يوفرون سلل غذائية للمحتاجين، بعد تقاعد زوجها من العمل وبات مرتبة لا يكفي لشراء قطمة رز 20 كيلو، "راتب زوجي ننتظره وهو في الأساس لا يغطي أبسط الاحتياجات"، على حد تعبيرها.

وتتذكر أم نسرين فترة ما قبل الحرب حيث كان كل شيء رخيصا، أما الآن ارتفاع كارثي للأسعار، لا سيما تلك المرتبطة بشهر رمضان.

ويطالب موظفو الدولة بزيادة المرتبات وخاصة الصحة والتعليم والجيش لاسيما وأن مرتباتهم لا تتجاوز ما يعادل 50 و80 دولار شهريا.

ويتساءل المواطنون الذين يترقبون صرف المرتبات هل ستطول الأزمة وسيدخل رمضان وهم بلا مرتبات، وإذا تم تسليمهم هل سيتم صرف مرتب الشهرين أم شهر واحد، فمرتب الشهر لايكفي في ظل هذا الارتفاع الكبير للأسعار والغلاء المعيشي.

وعند حلول شهر رمضان المبارك، تتجمع الجهود الجماعية والفردية في عدن وغيرها من المحافظات لتنظيم مبادرات إفطار الصائمين، بالرغم من الصعوبات الكبيرة التي يواجهها القائمين عليها، وتهدف هذه المبادرات إلى تقديم وجبات الإفطار المجانية للأسر المحتاجة وتخفيف العبء المالي عن كاهلهم، بالإضافة إلى إدخال البهجة والفرحة على قلوب الأطفال في هذا الشهر.

هلال محمد بائع موائد غذائية، يقول "أغلب الزبائن يشتروا بالآجل والدين حتى أبسط الاحتياجات، نتيجة لعدم توفر المال عند المواطنين لشراءها نقدا".

ويتابع هلال "خلال الشهرين اللي مروا فتحت حسابات لأسر كانت لا تشتري بالدين سابقا، نحن نتعاون معهم تقديرا للظروف، بالرغم من أن ذلك يعرضنا للخسارة مع ارتفاع الأسعار المتزايد بين اليوم والآخر".

ويفيد عبد الله العامل في إحدى الجمعيات الخيرية، أن "التبرعات خفت في السنوات الأخيرة وأن شراء السلة الرمضانية أصبح للأساسيات بعكس ماكان عليه قبل سنوات، فيتم توفير الرز والسكر والزيت والشاي والدقيق في أحسن الأحوال".

وحذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في تحليل جديد بشأن اليمن من أنه بالرغم من التحسن المتواضع الملحوظ، أظهرت التقييمات أن المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية تواجه جميعها تقريبا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي.

وكشف التقرير الصادر أن نحو 3.2 مليون شخص تعرض، في الفترة الممتدة بين يناير ومايو 2023، لمستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، المصنفة على أنها في مرحلة انعدام الأمن الغذائي الشديد.