ادبــاء وكُتــاب


03 ديسمبر, 2018 10:21:54 م

كُتب بواسطة : صالح الداعري - ارشيف الكاتب


لسنا بصدد الإساءه للرئيس الاسبق علي عبدالله صالح "عفاش" رحمه الله،كشخص،فالرسول ص عليه وسلم يقول تذكروا محاسن موتاكم.
لكننا بصدد ذكر تركته الثقيلة التي خلفها لنا هو واركان نظامه كونه كان رئيسا،مع اننا لا ننكر ان لنظامه بعض الايجابيات ظهرت لنا تحديدا بعد ما عرف بثورات الربيع العربي وحتى الان.

لكن تركته تمثلت في افساد الجهازين المالي والاداري للدولة ،والعلماء والمشائخ والشخصيات الفاعلة في المجتمع، حتى انه كان اذا سمع عن شخصا مشهود له بالنزاهة سرعان ما يستدعيه لمقابلته فيصرف له الكثير من الهبات التي لا يستحقها بغرض النيل من سمعته.

لقد كان لتلك السياسة الاثر البالغ في تشويه سمعة بلادنا في الخارج،واننا لو تمعنا في اسباب مشكلاتنا مع التحالف لوجدنا ان سبب ذلك هو الفساد المالي والاداري المستشري في البلاد، فلم يعد التحالف والدول المانحه والمنضمات والصناديق المانحة تثق بقيادات الشرعية والسبب ضياع الكثير من مايقدمونه من هبات ومعونات ودعم لبلادنا والاغراض المخصصة لها.

ضف الى ذلك فقد تعلم الجميع من نظام عفاش بان القائد ياكل ويؤكل،وان من ينهب ويشتري العقارات ويبني العمارات بطل واحمر عين، والمسؤول النضيف الذي لم يعمل لنفسه شيء من المال الحرام بنظر عامة الناس لا ينفع بقولهم ماعاد نفع نفسه كيف ينفع الناس،يعني صار السارق بنظر المجتمع بطل والنزيه رجل فاشل.

خلاصة الكلام لقد افسد النظام السابق الشجر والحجر،القاضي والعالم والعسكري والوزير والكاتب والطباخ،والقائد والمراقب،والحارس،والمرور والشيخ والمعلم والطبيب،فلا يستطيع احدا انجاز اي معامله الا بحق بن هادي،جهارا عيانا،،حتى اصبح ذلك سلوكا وامرا متعارف عليه.

فكم نحن بحاجة من الوقت الى ان يتم القضاء على ذلك الموروث الخبيث ،الذي طال الجميع الا ما رحم ربي،فاي مسؤول او قايد عسكري او غيره اذا ما اراد ان يكون نزيهاً ويعمل بصدق وامانه فمن اين ينفق على حراسته ،ويقيم الضيافات على من يزورونه.
حتى اللجان المشكله للنزول عليه من المستوى الاعلى ان لم يكرمهم سيرفعون به على انه فاشل وفاسد و،اما في حالة اكرامهم فالتقرير سيرفعه الى السماء على انه قائد او مدير ممتاز؛ انهم شهود زور، لجان لا فائدو منها، وانها هي المستفيدة ،مع انه تقاريرها المرفوعة الى المستوى الاعلى كاذبه.

ويعلم ذلك القاصي والداني،الرئيس والمرؤوس كذب عيني عينك،كل ذلك ورثناه من ايام حكم عفاش،وحكامنا ومعضم مسؤولينا هم تلاميذه ،والفارق بين وقتنا الحاضر وايامه ،ان عفاش كان اذا وصلت اليه شكاوي يوبخ من يشتكون منهم، وكان يقول للمسؤولين اعملوا ما شأتم لكن لا اريد ان اسمع تظلمات او مشاكل في مرافقكم ومعسكراتكم.

اما الان فعمل ماشئت فلا حسيب ولا رقيب،،حتى صار الناس تقول سلام الله على عفاش مع ان سنوات حكم عفاش كانت فتره ازدهار الفساد محققا فيها ارقاما قياسيه،حتى قال احد المسؤولين ،ان من لم يصل درجه الغنا ايام حكم صالح فمتى يغتني.

ان البلاد بحاجة الى صحوة ضمير ورجال مخلصون، يعلمون على استاصال هذا المرض الخبيث، الذي جعل بلادنا من افقر بلدان العالم، مع ان بلادنا تحتوي على جميع عناصر الجدول الدوري،

صالح الداعري