ادبــاء وكُتــاب


20 أبريل, 2019 04:59:48 ص

كُتب بواسطة : عبدالقادر ابوالليم - ارشيف الكاتب



اشهر او أسابيع قليلة قادمة ستجد نفسك تتعامل مع شكل جديد وصيغة جديدة للحرب خاصة في المعارك التي تكون على خط التماس الحدودي بين الشمال والجنوب .. والحديث هنا عن الحدود الدولية التي كانت بين اليمن الديمقراطي الشعبي ( الجنوب ) وبين العربية اليمنية( الشمال ) كدولتين مستقلتين حتى عام 1990م

ستجد نفسك وبشكل مخملي وبدون أن تشعر بأنك فعلآ أصبحت أمام صيغة جديدة للحرب أوضح مما كانت عليه سابقآ لتراها مرأىء العين بانها حرب شمالية جنوبية قد بدأت ملامحها تتشكل وتبرز في اهم مناطق حدودية كانت هي الفاصل بين جمهوريتين مستقلتين ونظامين سياسيين مختلفين وهي حدود الضالع مع دمت ومريس وحدود يافع مع البيضاء بعد سقوط الزاهر وذي ناعم في البيضاء .

سيضغط الحوثيون في تلك المنطقتين وسيحاول منتحرآ دون جدوى بأن يضع يده ولو على قرية مهجورة تقع ضمن حدود الجنوب السابقة وداخل اراضيه محاولآ خلق نوع من التوازن العسكري على الارض وكسر التقدم الجنوبي الجارف الذي ارهقهم في كل الجبهات..

يحاولون صنع عمل موازي بين ماتم اختراقه في خارطة الشمال على يد الجيش الجنوبي( الوية العمالقة ) والمقاومة الجنوبية من كل الساحل العربي ومدنه وقراه وصولا إلى منتصف شارع صنعاء في قلب محافظة الحديدة... مستغلا توقف تلك المعارك هناك .

الحوثييون لايريدون أن ينتحروا مجددآ على أسوار الجنوب ولا خلف أسوار الجنوب .. ولا حتى داخل الجنوب ..

لانهم يعلمون أنهم لن يستطيعوا تحمل تلك الفاتورة من الدماء والجثامين وبقايا الأشلاء التي ستورد إليهم يوميآ بالعشرات وبدون رحمة ولا رأفة بهم ...

هم يعلمون أن الجنوب لن يستطيع بعد اليوم اي حزب شمالي او نخبة سياسية أو قبلية او عسكرية شمالية أن تتحكم بمصيره او أن تكون لهم كلمة نافذة فيه .

كل مافي الأمر هو انهم يريدون أن يخلقوا لهم تواجد عسكري قريب من حدود الجنوب سابقآ وجعلها كنقاط قوة لهم يستطيعون أن يشغلوا الجنوبيون من خلالها وفتح جبهات مشتعلة في منطقة تماس حدودية او اختلاق المناوشات فيها إن دعت الحاجة إلى ذلك ،،

كل ذلك لأمور مستقبلية ضمن حساباتهم لتكون أوراق ضغط عسكري من ناحية وعامل تكتيك سياسي مهم لأي تفاوض قادم يختص بالانسحابات بين شمال وجنوب وعمل خط فصل آمن بينهم بمراقبة دولية من اصحاب القبعات الزرقاء من ناحية أخرى أن كانوا قد وصلوا إلى قناعة بأن يأخذوا شمالهم طالما وإن هناك حاضنة شعبية تلتف حوله رغبة له ورهبة منه ... لا فرق بين الترغيب او الترهيب طالما وأنها تبقى حاضنة مطيعة خاضعة.

لن يتوغل الحوثي هذه المرة باتجاه الجنوب شبرآ واحدآ بنية المكوث فيه او أن يحتله بكل اريحية كما قد يتصور بعض من اعتادوا على الانبطاح واعتادوا عليه لتجلد مؤخراتهم حتى ارزق لونها .

الحوثي يريد خلق جبهات كرآ وفر على خط تماس الحدود السابقة ،، وهو الى الان يتحرك ضمن نطاق شمال ماقبل 1990م ويستعيد مناطق هي في جغرافيا الشمال اصلا .. وسيظل يتحرك بذلك النطاق الذي يخصه لكنه قريب منك .

كل المؤشرات السابقة واللاحقه وكل الفشل الذريع والتواطىء والمهادنة مع الحوثييون خلال أربع سنوات لجبهات متكاسلة جل قياداتها ولائهم لحزب وقيادته أكثر بكثير لولائهم لقضيتهم ووطنهم...

كل المعطيات وكل الاستقراءات لاتعطيك إلا حقيقة واحده وهي ان مفاهيم الحرب في اليمن ستتغير ملامحها وستتخذ مفهوم عميق في تأسيس صورة مصغرة لحرب الحدود كالتي تحدث بين اي دولتين ،،

لتتجسد وتتبلور في أذهان الناس جميعا أنها بالفعل حرب شمالية جنوبية مهما حاولوا أن يخفوا ذلك الأمر او أن يخلطوا اوراقها لسنوات ،، خاصة وان حدود يافع وحدود الضالع هما من اهم واكبر مناطق التماس المباشر بين حدود الجنوبية الشمالية ... والعزف على اوتار الحدود نغماته تطغى على المسامع مما سيعزز في النفوس أنها حرب شمالية جنوبية بطبيعتها الأزلية ... والطبع غلب التطبع ...

في الختام .. تذكر اخي القارىء ،،

بأن من سلموا للحوثيين #حجور في حجة وتركوها تواجه مصيرها منفردة ،، هم من سلموا بالأمس اللواء_30 في #إب وهم من سلموا مواقع الزاهر وذي ناعم في #البيضاء .. والملفت للنظر ان تسليم اللواء 30 في أب وتسليم الزاهر وذي ناعم في البيضاء كان بنفس اليوم ونفس التوقيت معآ

وبنفس يوم التسليم هذا كان اللواء 28 مشاه جنوبي والحزام الامني التابع للضالع وقوات من المقاومة الجنوبية وقائد اللواء 30 المعين مع قوات يقودها العميد هادي العولقي قائد اللواء المعين وأبطال من شرفاء مريس يخوضون اشرس المعارك ويصنعون الانتصارات ويفقدون الحوثي ومليشياته توازنهم في مريس .

ستتغير ملامح الحرب وستتخذ مع الأشهر والايام والمتغيرات السياسية وضعها الطبيعي كلما اقتربت من الحدود بين الشمال والجنوب .

ومن سلم حجور وأهلها ... يسلمون بعدها اي شيء