ادبــاء وكُتــاب


24 مايو, 2019 01:15:29 ص

كُتب بواسطة : عبدالقادر القاضي - ارشيف الكاتب


( مازال هناك جيلآ يحكي الحكاية )

زحام على شباك تذاكر ملعب الحبيشي لحظور نهائي الدوري بين الخصميين الازليين الوحدة والتلال قبل موعد المبارة بيوم في منتصف الثمانينات .

يكفيك اليوم أن تقارن بين هذا الزحام الذي كان قبل عقدين ونصف من الزمان وبين زحام أسواق القات اليوم لتعرف الى اين انحدرنا كمجتمع بأكمله والى اين جرفتنا كل تلك السنوات إلى مجاهل الدروب .

تكفي هذه الصورة لتعبر لك عن حجم المأساة المجتمعية التي يعيشها الجيل الاخير جيل ما بعد عام 1990م ذلك الجيل المظلوم الذي كان يفترض ان يكون اليوم في مصاف الشعوب العربية رقيآ وعلمآ ولهم أشغال ووظائف لو كانوا من يرأسونا وحكمونا بعد عام 90 م أمناء وشرفاء وصادقين.

وبرغم كل هذا الانحدار .. ووسط كل هذا الانهيار ..
يأتي تافه يحدثك عن أن نفس شلة اللصوص ونفس الوجوه ونفس الأسماء التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم هم أنفسهم الذين يوعدونا بمستقبل اجمل وبيمن اتحادي مع الزبادي... ولاااا اروووع منه ..

وكأن هذا الجنوب كان مرميآ على الرصيف يتضور جوعآ ويموت بردآ .. او كأنه قاصر ويجب الوصاية عليه ..
مع انهم هدموا بكل حقد دفين كل ماهو جميل في الجنوب ظانين انهم قادرون على طمس كل ماله صلة بالجنوب والإنسان الجنوبي ومدنيته وتعليمه كان اول المستهدفين في عملية الهدم هذه..

لكنهم نسيوا أن هناك جيل باق مازال يحكي الحكاية لتلك الأجيال وتترك لهم حرية التخيل بين ما كنا عليه وما أصبحنا اليوم فيه كمجتمع وشعب ... فما بالك بوطن وجغرافيا ..

لذلك نقول أن الأصل في الأشياء يبقى ،، وكل زيف سينتهي ويتلاشىء وكل موعجآ سيتعدل وستضمي الامور نحو مسارها الصحيح الذي كان يفترض ان تكون عليه ،،

وحتمآ وبدآ انها ستعود إليه لأنه مازال هناك جيل ياخذ بيد الأجيال القادمة نحو ما يجب أن يكونوا عليه ،، لا ما يراد أن يفرض عليهم.
.
.
.
عبدالقادر القاضي
أبو نشوان