تحليلات سياسية

الأربعاء - 10 يوليه 2019 - الساعة 11:11 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

تساءلت المعارضة القطرية اليوم بالقول : على غرار صفقاته المشبوهة التي أبرمها للتغطية على جرائمه، وفساده الذي يثير استياءًا واسعًا في المجتمع الأمريكي، هل يسعى تنظيم الحمدين لتكرار نفس التجربة في قطاع الطيران عبر صفقات ضخمة، بعضها استهداف قطاعات تعاني من ركود اقتصادي، وأخرى تهدف لتعزيز نفوذه وتوغله بالاقتصاد الأمريكي؟.

ووفقا لما أعلنته الصحف القطرية صباح اليوم حضر الأمير الصغير توقيع 4 اتفاقيات بين الشركات الأمريكية ومؤسسات عصابة آل ثاني، لكن المثير في ذلك أن ثلاثة منها متعلقة بقطاع الطيران وقعتها الخطوط الجوية القطرية.

أول هذه الاتفاقيات، كان من نصيب جنرال الكتريك اتفاق لتوفير وصيانة محركات GEnx وGE9X، إضافة لاتفاق آخر مع شركة بوينج لتأكيد طلب شراء خمس طائرات شحن جوي من طراز بوينغ 777، والثالث متعلق بشراء طائرات من شركة جلف ستريم للطيران.

أمس الثلاثاء أخبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صحفيي البيت الأبيض أن دولة قطر ستصادق على "صفقة كبيرة" مع شركة بوينج، حسبما ذكرت بلومبرج الأمريكية.

وقالت الشبكة إن الصفقة بين بوينج وقطر وقعت يوم الثلاثاء، إلا أن ترامب لم يعلن تفاصيل ما تستلزمه الصفقة.

مبررات ترامب للصحفيين الذين تطرقوا لمواقف تنظيم الحمدين المرفوضة أمريكيا خصوصا المتعلقة بدعم الإرهاب ومساعدة تنظيم الملالي الإيراني، وهو ما يمثل تحديا للإدارة الأمريكية جاءت على طريقة التجار حيث قال ترامب: "إنها صفقة يتم فيها شراء العديد من طائرات بوينج ويتم إنفاق الكثير من الأموال في بلدنا وهذا يعني الكثير من الوظائف".

ووفقا لموقع "upinthesky.nl" فإن قطر طلبت في وقت سابق أن تشترى بعض الطائرات الأمريكية خلال معرض باريس الجوي، لكن لم ينجز الاتفاق وقتها ولم تتم اضافته إلى دفتر طلبات بوينغ خلال شهر يونيو.

وترغب الخطوط الجوية القطرية في شراء خمسة طائرات بوينغ 777Fs (سفينة شحن) من أجل توسيع أسطول الشحن لديها.

وأشار الموقع إلى أنه رغم عدم إعلان تفاصيل الصفقة إلا أن الطائرات الخمسة قد تصل سعر الواحدة منهن 1.8 مليار دولار وفقا لكتالوج الشركة، أي أن قطر ربما تدفع ما يقرب من 9 مليارات دولار للحصول على الطائرات الخمسة.

وذكر الموقع أن الخطوط الجوية القطرية تمتلك حالياً ستة عشر طائرة من طراز 777، وليست في حاجة لهذه الصفقة وهو ما يثير تساؤلات.

تساؤلات المراقبين لقطاع الطيران يعززها واقع شركة بيونج المنهك، الذي يفسر تأكيد ترامب على الصفقة الخاصة بها للصحفيين دون غيرها، حيث أعلنت شركة "بوينج" الثلاثاء عن انهيار عدد الطائرات التي سلمتها في الفصل الثاني من السنة بنسبة تقارب 54%، نتيجة أزمة طائرتها من طراز "737 ماكس" الممنوعة من التحليق منذ مارس، إثر تحطم اثنتين منها في حادثين أوقعا مئات القتلى.

ولم تسلم الشركة الأميركية لصنع الطائرات سوى 90 طائرة إلى شركات الطيران خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مقابل 194 طائرة في الفترة ذاتها من العام الماضي، وفق ما جاء في بيان.

وهذا التراجع ناجم بشكل أساسي عن تعليق شركة بوينغ تسليم طائرات "737 ماكس"، وهو طراز الطائرات الذي يمثل أكثر من ثلثي طلبياتها.

وتواجه "بوينج" أزمة شديدة نتيجة مشكلات تعاني منها طائرة "737 ماكس" وتسببت بتحطم طائرتين هما طائرة تابعة لشركة "لايون إير" الإندونيسية في 29 أكتوبر 2018 (189 قتيلاً) وثانية تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في 10 مارس (157 قتيلاً).

تحركات الأمير الصغير المشبوهة لم تتوفق عند التدخل وضخ أموال القطريين لأنقاذ الشركة الأمريكية المهددة بالانهيار، لكنها تمتد للتغطية على جرائم الخطوط الجوية القطرية المتعلقة بانتهاك اتفاقية السماوات المفتوحة التي تحمي حقوق الطياريين الأمريكيين، حيث أعلنت الشهر الماضي أكبر 3 خطوط جوية أمريكية –دلتا والمتحدة والأمريكية– رفضها للممارسات القطرية المخالفة للقوانين الدولية.

ووقتها خاطبت الشركات الأمريكية إدارة الرئيس دونالد ترامب لاتخاذ إجراءات بشأن انتهاك قطر لاتفاقية السماوات المفتوحة لعام 2018 من خلال استخدام "إعانات حكومية ضخمة"؛ لإضافة مسارات عبر وكيلها "آير إيطاليا".

وأوضحت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أن الاتفاق يحد من قدرة قطر على الطيران بين الوجهات الأمريكية والأوروبية، لكنه لا يضع حدا أمام "آير إيطاليا"، التي تمتلك قطر 49% منها، مشيرة إلى أن الخط الجوي الإيطالي الذي كان يعاني صعوبات في وقت ما، الآن يسير رحلات طيران دون توقف يومية إلى نيويورك مع خدمات ممتدة إلى لوس أنجلوس وميامي وسان فرانسيسكو، فيما يصفه المنافسون بـ"تهديد خطير" للصناعة الأمريكية.