عرض الصحف

الثلاثاء - 06 أغسطس 2019 - الساعة 09:31 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/العرب:

كثّفت جماعة الحوثي المتمرّدة في اليمن بدعم من إيران بشكل لافت من إعلانها، خلال الفترة الأخيرة، عن استهداف مواقع ومنشآت داخل الأراضي السعودية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، في عمليات تبدو أقرب إلى الدعاية منها إلى العمل العسكري ذي التأثير الملموس في مسار الحرب وإمكانية تغيير موازين القوّة فيها وتعديل الأوضاع الميدانية التي نتجت عنها.

ويرجّح خبراء الشؤون العسكرية، أن يكون الهدف الذي يسعى إليه الحوثيون من تكثيف استهدافهم للسعودية بتلك “الأدوات البسيطة وقليلة الدقّة والنجاعة قياسا بما بلغته صناعة السلاح من تطور تكنولوجي كبير”، نفسي بالأساس ومتمثّل في زرع الشكّ لدى السعوديين بشأن قدرة بلدهم على حماية مجاله وأمن مواطنيه وسلامة منشآته ومؤسساته من جهة، وبالتالي محاولة خلق رأي عام داخلي سعودي مضادّ للحرب.

أما الجزء الثاني من الرسالة، بحسب الخبراء، فموجّه إلى الداخل اليمني نفسه، وتحديدا إلى جمهور الحوثيين والفئات الشعبية المناصرة لهم، ويهدف إلى زرع الثقة في نفوسهم وإقناعهم بالقدرة على مواجهة الرياض والذهاب في ذلك إلى أبعد مدى.

ويقول الخبراء إنّ الدعاية تبدأ من ادّعاء تصنيع الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية محلّيا، وهو أمر مستحيل في ظلّ الوضع الراهن لليمن وافتقاده للمواد الأولية والخبرات العلمية والتكنولوجية والبنية الصناعية اللازمة لصناعة السلاح.

ويلفت هؤلاء إلى أنّ الكثير من الشواهد المادية ومن ضمنها الأرقام التسلسلية تثبت أن إيران هي مصدر صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيّرة. فيما تظهر معلومات استخباراتية أن تركيب الأجزاء المهرّبة من إيران، وإطلاق الصواريخ والطائرات دون طيار وتوجيهها، حتّمت جلب خبراء من حزب الله اللبناني نظرا إلى خبرة الحزب السابقة بالسلاح الإيراني.

وتستمرّ الدعاية الحوثية مع الإعلان في كلّ مرّة عن بلوغ تلك الصواريخ والطائرات مديات بعيدة داخل العمق السعودي و”إصابتها لأهدافها بكل دقّة”.

وعدا عن سقوط ضحايا مدنيين وتضرّر بعض المنشآت المدنية، لم يستطع الحوثيون أن يثبتوا ولو لمرّة واحدة أنّ صواريخهم الباليستية وطائراتهم المسيرة قد ألحقت أضرارا فعلية بأهداف عسكرية داخل المملكة.

ويرجع ذلك بحسب الخبراء إلى امتلاك القوات السعودية والتحالف العسكري الذي تقوده الرياض لوسائل اعتراض المقذوفات والأجسام الطائرة التي تتيح إسقاطها غالبا فوق مناطق خالية من السكّان والمنشآت ما يقلّل من ضررها إلى أقصى حدّ ممكن.
وأعلن التحالف في بيان له، الاثنين، عن اعتراض طائرات مسيّرة أطلقها المتمردون الحوثيون من اليمن باتجاه مطارات مدنية في المملكة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن المتحدث باسم التحالف العقيد الركن طيار تركي المالكي قوله إنّه تمّ “اعتراض وإسقاط طائرات دون طيار أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه مطارات مدنية بالمملكة”.
وأكد البيان أن الحوثيين بدأوا “باستخدام أسلوب الهجوم المتزامن”.

وكانت قناة المسيرة التابعة للمتمردين الحوثيين قد أعلنت في وقت سابق الاثنين، شن هجمات استهدفت مطار أبها ومطار نجران بالإضافة إلى قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط.

وفي يونيو الماضي أسفر هجوم صاروخي للمتمردين على مطار أبها عن إصابة 26 مدنيا. ونددت أغلب عواصم الإقليم والعالم، وأيضا هيئات دولية ومنظمات حقوقية بالهجوم الذي اعتبرته جريمة حرب واضحة.