تحقيقات وحوارات

الثلاثاء - 27 أغسطس 2019 - الساعة 06:50 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث تايم /خاص

ازاح المجلس الانتقالي الجنوبي الستار عن شكل دولته القادمة من خلال تحركاته الاخيرة المتواصلة لإعادة رسم الدولة المدنية في المدن الجنوبية وتطبيع الحياة وكان اهمها بيانه الاخير الذي اعتبره مراقبون سياسيون بمثابة اعلان دستوري يحدد ملامح الدولة الجنوبية القادمة اكد المجلس الانتقالي تحمله المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم في قيادة المجلس  المسؤول بالتعامل مع الواقع بما يتفق مع حجم وجسامة متطلبات المرحلة واستحقاقاتها. 

حيث كشف المجلس عن استراتيجية وطنية واضحة المعالم تاتي انطلاقاً من الموجهات العامة المبينة على هدف شعب الجنوب المتمثل باستعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة.

مشددا ان كل أبناء الجنوب شركاء في الانتصار، وشركاء في تحمل مسؤولية توطيد الأمن والاستقرار وبناء المؤسسات وتبعاتها بما يعزز تماسك النسيج الاجتماعي الجنوبي،ويعيد الاعتبار للمدينة. 

لافتا الى اهمية رعاية أسر شهداء وجرحى طرفي الأحداث الأخيرة وشهداء الجنوب كافة، ومعاملتهم بشكل مسؤول ومتساوي. 

-انهاء الفساد والمحسوبية. 

واكد المجلس نيته تجريم ومعاقبة كل من يستغل مركزه لممارسة الفساد أو المحسوبية أو خدمة مصلحة خاصة.  ونبذ سياسة التخوين وإلصاق التهم وترويج الإشاعات المغرضة لتصفية حسابات سياسية. داعيا الى إدارة حوارٍ جادٍ، يزيل العوازل الناشئة عن أخطاء الماضي، وتوفير أرضية صلبة للاستقلال، من خلال الوصول إلى صيغة توافق وطنية، تضمن للجنوب حضور فاعل وقوي على طاولة المفاوضات المرتقبة. 

واهاب المجلس  بكافة المواطنين إشاعة التسامح والوئام بين المواطنين، وتعزيز الاصطفاف الوطني لحماية الجنوب، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، ومساعدة الأجهزة الأمنية، والإبلاغ عن أي خلايا إرهابية. 

-إدارة الجنوب إدارة نموذجية ورشيدة. 

ووجه المجلس نداءه الى لسلطات المحلية في العاصمة عدن، وعموم محافظات الجنوب لتحمل مسؤولياتها الخدمية والمدنية، في تطبيع الأوضاع، وتلبية احتياجات ومتطلبات المواطن، وفي مقدمتها خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والمحروقات والتطبيب، وكافة المتطلبات المرتبطة بحياة الناس، وتحسين كفاءتها بصورة عاجلة، وتحييد خدمات ومصالح الشعب عن أي صراع سياسي. والارتقاء بخدمات الصحة والتعليم والكهرباء والماء والنظافة.

اضافة الى حشد كافة الجهود والقدرات والإمكانيات والكفاءات الوطنية المتاحة؛ لإدارة الجنوب إدارة نموذجية ورشيدة، ومجابهة ركام عقود النهب والطمس والإفساد والحرمان. 

-اعادة المنظر الجمالي للعاصمة. 

ووعد المجلس المواطنين في إنهاء ظاهرة البسط والبناء العشوائي، الذي شوه المنظر الجمالي لمدينة عدن، وضيق شوارعها، وإعادة تخطيط وإصلاح كافة أحياء البناء العشوائي في عدن وكافة المدن الرئيسية.. تسخير الموارد والإمكانيات المتاحة من الدعم المحلي والخارجي وتبرعات القطاع الخاص لتحقيق مبدأ الاستغلال الأمثل للموارد، وإحداث تنمية تتميز بالتوازن والكفاءة والاستدامة.

-إنهاء حالة الفوضى والانفلات الأمني. 

موجها رسالته للأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية لتحمل مسؤولياتها الوطنية في تأمين وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ الأمن والاستقرار، داعيا لتفعيل دور أجهزة الشرطة والبحث الجنائي، وتقديم الدعم الكامل لإعادة بناء المؤسسات الأمنية، ورفد الأجهزة الأمنية بكوادر مؤهلة قادرة على العطاء وخدمة المواطن، وتدريب المستجدين. 

وشدد المجلس على اهمية إنهاء حالة الفوضى والانفلات الأمني، والمظاهر المسلحة، وحوادث الاغتيالات، واطلاق الاعيرة النارية في الهواء، وتنظيم حمل السلاح في عدن وبقية المدن، بتراخيص ووفق معايير ومحددات دقيقة. تفعيل عمل المحاكم والنيابات، لتعزيز استتاب الأمن، وتسريع البت في القضايا المنظورة أمام المحاكم. تطوير أنظمة الضبط القانوني والتصدي الممارسات البسط والمصادرة للأراضي والممتلكات العامة والخاصة تسخير كافة الإمكانيات المتاحة لإبعاد خطر الإرهاب وتحقيق استقرار سياسي محلي وإقليمي ودولي. 

-هيئة وطنية للإعلام الجنوبي

كما ولفت المجلس لاهمية إنشاء هيئة وطنية للإعلام الجنوبي، للإسهام في تطوير سياسة إعلامية وخطاب الإعلامي موحد. إنشاء وسائل إعلام مرئي ومسموع ومقروء ورقي وإلكتروني ورفدها بمقومات مادية وتقنية وكفاءات مؤهلة. تبني خطاب تنويري يعكس الهوية الوطنية الجنوبية الجامعة، والدولة المدنية المنشودة. 

-اخراج المعسكرات خارج العاصمة. 

ووعد المجلس بنقل كافة الوحدات العسكرية إلى معسكرات خارج مدينة عدن، باستثناء الأمن العام وقوات الدعم والإسناد. العمل على تحرير ما تبقى من وادي حضرموت وبيحان ومكيراس، وأي بقعة أخرى من الأراضي الجنوبية لا تزال تعاني الإرهاب والاحتلال. محاربة الفساد وتجفيف منابعه واتباع معيار الكفاءة والنزاهة لشغل الوظيفة العامة بمختلف مراتبها. حماية القطاع الخاص وعدم المساس به، إلا بموجب القانون وعبر القضاء، بغض النظر عن هويته وانتماءه. 

تفعيل كافة المنشآت الاقتصادية الحيوية. 

لإفساح المجال للقطاع الخاص للقيام بدوره ايجابي وفاعل في تنفيذ مشاريع استثمارية وخدمية، وتشجيعه على ذلك، بهدف انعاش وتنمية الاقتصاد الوطني والحد من معدلات الفقر والبطالة المستفحلة بين الشباب. شدد المجلس على عزمه
تفعيل كافة المنشآت الاقتصادية الحيوية (موانئ، مطارات، المصافي، المؤسسات العامة والخاصة). تحقيق رقابة فاعلة على الأسعار والغش، لضمان حماية المستهلك من تقلباتها، ودعم مواد الاستهلاك الأساسية تشجيع الاستثمار وتهيئة بيئة جاذبة لأصحاب رؤوس الأموال الجنوبيين المقيمين في الخارج والأجانب، وإزالة القيود والتحديات المعيقة للاستثمار. 

وتصويب المناهج المدمرة لهوية الجنوب. 

وعن الخطة التعليمية وتصويب المناهج المدمرة لهوية الجنوب والوسطية الدينية، وتطوير قدرات ومهارات الكادر التعليمي.
اكد المجلس عزمه إصلاح منظومة التعليم(الأساسي، الجامعي، المهني والتقني، البحث العلمي) وانتشاله والارتقاء بمستواه  الاهتمام بتعليم الفتاة، ومحو الأمية، وتبني المواهب الإبداعية وتأهيلهم وتطويرهم. دعم البحث العلمي، وإقامة مؤسسات التأهيل والتدريب، والارتقاء بالوعي الاجتماعي حيال التعليم. تحصين المجتمع الجنوبي عبر ترشيد الخطاب الديني، وخلق وعياً رافضاً للعنف والتطرف والتشدد والشذوذ السياسي والفكري والأخلاقي، واستغلال طاقات الشباب بشكل إيجابي في التعليم والبناء والتطور.

-تأمين وحماية مقرات وطواقم المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية. 

ولتشجيع إنشاء منظمات مجتمع مدني محلية غير مسيسة، وتيسير عملها في تلمس وتلبية احتياجات المجتمع. الإسهام الفاعل في معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز السلم الاجتماعي والعيش المشترك وحفظ الحقوق، وصيانة الدم والنفس، وإشاعة المحبة.

تعهد المجلس بتأمين وحماية مقرات وطواقم المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية، والبعثات الدبلوماسية، ومصالح الدول والشركات الأجنبية الموجودة على أرض الجنوب، وتأمين حركة تنقلاتهم في كافة الأراضي الجنوبية. التنسيق مع المانحين لتوفير الاحتياجات الإنسانية والإغاثية والمشاريع التنموية وإعادة الإعمار، وتحسين عملية التنسيق والتواصل، والشراكة مع المنظمات الإنسانية والحقوقية الإقليمية والدولية.

-التزام الحوار كوسيلة مثلى لفض النزاعات. 

واكد لمجلس الوقوف الكامل إلى جانب التحالف العربي، والاستمرار في مقاومة الحوثي والتمدد الإيراني في المنطقة. والتزام الحوار كوسيلة مثلى لفض النزاعات السياسية، وتسوية الخلافات الدولية، والاستعداد للمشاركة في أي حوار يرعاه التحالف العربي، أو مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو الأمم المتحدة، أو الجامعة العربية. 

-مواجهة الغزو الحوثي. 

واكد المجلس في بيانه ان المعركة مع الإرهاب معركة مفتوحة، تستوجب دعم المجتمع الإقليمي والدولي لقواتنا، وتدعيم قدرات أجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب؛ لاستئصاله من كافة  الأراضي الجنوبية. دعم ومساندة المقاومة الوطنية الشمالية ضد مليشيات الحوثي والتمدد الإيراني، مشددا رفضه القاطع لأي تواجد عسكري شمالي على ارض الجنوب؛ فمكانها الطبيعي هو بمواجهة الغزو الحوثي. 

-تطبيع الاوضاع في العاصمة الجنوبية عدن. 

ومن ضمن تحركات المجلس الانتقالي في السعي نحو تطبيع الأوضاع بالعاصمة الجنوبية عدن وتحييدآ للمرافق الخدمية لتسهيل الإجراءات والمعاملات لكافة العاملين بمنظمات المجتمع المدني.
قام الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم يوم الاثنين الماضي بزيارة لديوان مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية بعدن.

واكد "هيثم" ان مدير عام الشؤون الاجتماعية الأستاذ ايوب أبوبكر والعاملين معه، أكدوا الالتزام التام بالدوام الرسمي.

وقال هيثم: استمعنا منه ومن العاملين لحجم الصعوبات والتعنت القائم ضد الموظفين الجنوبيين من قبل ما تُسمى وزيرة الشؤون الاجتماعية والتي قامت بإقصاء الكوادر العدنية وإستجلاب عناصر شمالية ليعبثوا بالوزارة ويتحكمون بالموارد المالية وإهدار المال العام ويعيقوا اعمال المراكز والجمعيات المعنية بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وكذا محاولتها العبث بموارد صندوق دعم المعاقين".

وأضاف: "نقلنا لهم تحيات القيادة السياسية وأكدنا للجميع ان المجلس الانتقالي الجنوبي سيكون عونآ لهم بمواجهة تلك الصعوبات وتعزيز عملهم بما يخدم مصلحة المواطنين ودعم العاملين بمنظمات المجتمع المدني وعدم السماح لأي جهة تابعة لهم بإيقاف خدماتها للمواطنين. الجنوب لكل وبكل أبنائه وهو عشقهم الذي لا ينتهي". 

-توسع العلاقات الخارجية وازداد التلاحم على الأرض. 

وفي السياق قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة ان ما يجري في الجنوب هو نتيجة تراكم المظالم وتجاهل الحقوق والاستخفاف بإرادة الناس. 

وأوضح شطارة في منشور له على صفحته على الفيس بوك انه وبعد تأسيس الانتقالي أصبح العمل السياسي مؤسسي غير عشوائي.

مشيراً إلى وجود قيادة لها إحترام وتأثير عسكري وسياسي وشعبي.

وأكد شطارة على أنه لم يعد بمقدور اي جهة تجاوز عودة دولة الجنوب.

وأوضح أن كل هذا عكس توسع العلاقات الخارجية وازداد التلاحم على الأرض.