تحليلات سياسية

الثلاثاء - 03 سبتمبر 2019 - الساعة 05:49 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص



تقرير خاص/تحديث تايم

في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها شبوة من توظيف الإصلاح المهمين على الشرعية قدراته للاطاحة بالجنوب عبر قيام مليشيات الإخوان بحشد وارسال تعزيزات عسكرية جديدة من محافظة مأرب إلى شبوة، لدعم أنصارها في المعارك التي دارت في مدينة عتق مع القوات المسلحة الجنوبية في الايام الماضية

ووجه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، كلمة هامة إلى شعب الجنوبي، حول التطورات الأخيرة التي شهدتها محافظة شبوة والجنوب عموما.

وجاء الخطاب الذي القاه الرئيس ليؤكد تقديره المسؤولية الملقاة على عاتقه يطمئن ما ينتظره أبناء الجنوب والذين يمرون بظروفاً اجتماعية صعبة تسبب فيها قيادات الإصلاح المنتمين إلى الشرعية.  وتجلى ذلك في قوله:

"نطل عليكم اليوم في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ شعب الجنوب، لنؤكد لكم ثباتنا على عهد الرجال للرجال، الذي قطعناه على أنفسنا أمام شعبنا، بقيادة سفينة الوطن والإبحار معاً حتى الوصول إلى شاطئ الأمان الذي اختاره شعبنا وناضل لأجله طويلاً، والمتمثل باستعادة استقلال الجنوب وبناء دولته الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على حدود 21 مايو 1990م، ولن نحيد عن ذلك الدرب قيد أنملة بعون الله وتوفيقه، وبثباتكم وإرادتكم وإصراركم وقدرتكم في التغلب على التحديات واجتياز المنعطفات بثقة المؤمنين الواثقين بنصر الله. "

واضاف قائلا:
إننا لن نحمل المسؤولية غيرنا ولن نتهم جهات داخلية او خارجية بانها خذلتنا كما تفعل ذلك ماتسمى بالحكومة اليمنية وقياداتها التي تلجأ عادةً الى التباكي وكيل الاتهامات والشتم والتجريح والاسائه حتى لدول التحالف،  بل اننا نتحمل المسؤولية الكاملة بكل شجاعة لما حصل لقواتنا في شبوه، واننا نؤكد قدرتنا الكاملة على تجاوز ما حصل ونقولها بثقة عالية نستمدها من الله ثم من ارادتكم ومن قناعاتنا الوطنية باننا سنعيد النخبة الشبوانية اكثر قدرة وقوة على التصدي للجحافل الإرهابية التي تركت الحوثي يسرح ويمرح بمناطقها ووجهت قواتها نحو شبوة والجنوب، في دلالة واضحة على عدم وجود اي جدية تجاه التخلص من جماعة الحوثي في الشمال، وقد فسرت العملية التي حدثت في شبوه حاجة قيادة التحالف العربي الى مراجعة الوضع في الشمال طيلة السنوات الاربع الماضية بشكل دقيق ومفصل."

-موقف رصين وهادئ للقوات الجنوبية.

وإذا ألقينا نظرة تحليلة على ماجاء في الخطاب، فإنه تحدث عن موقف رصين وهادئ للقوات الجنوبية بعكس ما حاول البعض تصويره بأن القوات الجنوبية انجرفت وراء الاستفزازات الإخوانية، وهو ما حاول شرحه من خلال سرد ما جرى بالعاصمة عدن منذ بداية شهر أغسطس الجاري، وليس بعد استهداف مشيعي جنازة أبو اليمامة.

-اقوى ما ورد في الخطاب.

وكان من اقوى ما ورد بكلمة الرئيس اليوم هذه الفقرة التي لا يقولها الا قادة حقيقين يستشعرون المسئولية ويتحملونها بقوة وامانه .. حيث قال:
" إننا لن نحمل المسئولية غيرنا ولن نتهم جهات داخلية أو خارجية بأنها خذلتنا كما تفعل الحكومة الشرعية التي تعودت على التباكي، بل إننا نتحمل المسئولية كاملة بما حصل لقوات النخبة، ونؤكد قدرتنا على إعادتها كاملة أقوى من قبل.

-نوع من الهدوء ورسالة هامة للسعودية.

وتحلى الزبيدي في خطابه نوع من الهدوء، كما أنه بدا ملتزما بتهدئة غير معروفة. يريد ارسال رسالة للسعودية بأن ميليشيات الاخوان هي من تعتدي.
وهو ما برز في قوله:

."لقد تابعنا جميعاً الاحداث التي تلت عملية اغتيال الشهيد البطل منير اليافعي "ابو اليمامة" والتي كانت بداية لمخطط اسقاط العاصمة عدن بيد الجماعات الارهابية المسنودة بقوات شمالية تعمل جميعها تحت مظلة الحكومة اليمنية بإدارة مباشرة من الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين، الا ان الإرادة الوطنية للقوات المسلحة الجنوبية كانت اقوى من مؤامراتهم، حيث انتصرنا وتخلصنا من هذه الجماعات التي كادت ان تدمر الانجازات الوطنية الجنوبية، وما تلى ذلك من تأييد شعبي عظيم في السادس عشر من اغسطس 2019م، وبعد ان تأكدنا ان العاصمة عدن بخير وأمان، التزمنا مباشرة بالتهدئة التي دعت لها قيادة التحالف العربي واوقفنا اطلاق النار، ثم استجبنا لدعوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية وذهبنا الى مدينة جدة للتباحث حول الوضع في الجنوب."

واضاف:

لقد كانت دعوة المملكة العربية السعودية الشقيقة لقيادة المجلس الانتقالي للحوار في مدينة جده خطوة هامة حظيت باهتمامنا الكبير وتعاطينا معها تعاطياً ايجابياً ومسؤؤلاً حيث تبادلنا وجهات النظر مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب وزير الدفاع، وكذلك الفريق الركن، الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز قائد القوات المشتركة، وكانت اللقاءات مثمرة وايجابية، نحو استقرار وامن المنطقة وتعزيز دور التحالف العربي ضد التمدد الايراني، الا ان ذلك لم يرق للحكومة اليمنية التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين، والمتنفذون العسكريون وتجار الحروب، حيث قامت قواتهم العسكرية المتمركزة في مأرب مدعومة بعناصر تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة بغزو محافظة شبوه بقوات عسكرية وجيش جرار يحمل مختلف الاسلحة الثقيلة، في تكرار كامل الأركان للغزو الذي تعرض له الجنوب في 1994م و 2015م، وعلى اثر ذلك، تفجر الموقف، بينما التزمنا بوقف اطلاق النار والتهدئة في بيان رسمي اصدرناه في يوم الجمعة الثالث والعشرين من اغسطس 2019م، استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الا ان قرار التهدئة ووقف اطلاق النار تم استغلاله من قبل قوات الارهاب بهدف التقدم وتدمير قوات النخبة الشبوانية التي تكافح الإرهاب في عملية انتقام واضحة لصالح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وإعادته الى المحافظة، وخدمة لمشاريع إقليمية مشتركة بين داعمي الميليشيات الحوثية وجماعة الإخوان المسلمين، في عملية اختراق واضحة تستهدف المشروع العربي الذي تقوده دول التحالف.

-نقطتان جديدتان في الخطاب.

وشهد الخطاب نقطتان جديدتان الاولى اتهامه الصريح للسعوديه بانحيازها لطرف الشرعية  واعترافه بتحمل المسؤلية. تجاه ما جرى في شبوة واعتبار ذلك خذلان ناتج عن الثقة بالسعودية التي لم تكن عندها .
وكن الاهم انه اول مرة يستطرد الزبيدي في كلمته قرارات الامم المتحدة 924..921.. الصادرة في عام 1994م وتذكيره باجتماع المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي والذي نص على عدم جواز فرض الوحدة بالقوة وعودة الطرفين للحوار ..
خلاصة الكلمة أثبتت بوجود خلافات او تباينات بين الامارات والسعودية حول قضية الجنوب فقط عدا ذلك محل اتفاقهم.

اضافة اشارته لقرارات مجلس الامن والاجتماع الوزاري رسالة ان تلك القرارات سابقا لم تنفذ ناهيك عن قراراته بشان الحوثين وليس من المنطقي تنفيذ قرارات جديدة  لم نكن طرفا فيها
وتعتبر اشارته الى تلك القرارات دليل على وجود رغبة للحوار وفق تلك القرارات وهي رسالة اخرى لدول الخليج ان موقفكم متناقض فيما يتعلق بقضية الجنوب وبقرارات مجلس الامن سابقا وحاضرا رغم تغير الواقع واثبات نكث هذه القوى نفسها العهود والمواثيق والقرارات الدولية .

حيث قال الزبيدي:كشف هذا العدوان السافر على أرض الجنوب، بأن ذلك الجيش القابع في معسكرات مأرب ووادي حضرموت والمهرة وأجزاء من شبوه، بما يمتلكه من عتاد وأسلحة وتجهيزات وقوة بشرية هائلة، لا يبالي بمسألة تحرير صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي، ولا يهمه أهلها بقدر اهتمامه بفرض سيطرته على منابع ثروات الجنوب وآباره النفطية، التي استحوذت عليها وتقاسمتها قوى الغزو الفاشي إبان الاجتياح العسكري الغادر لأرض الجنوب في صيف عام 1994م، غير عابئةٍ بقرارات الشرعية الدولية المتمثلة بقراري مجلس الأمن الدولي(924- 931 لعام 1994م) ولا البيان الصادر عن اللقاء الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي، والتي أكدت على عدم فرض الوحدة بالقوة، ودعت إلى حوارٍ عاجل بين الطرفين لحل النزاع، ها هو اليوم العدو ذاته يبعث ميليشياته الحزبية الحاقدة مشحونة بنفس عدواني، ومدفوعة بفتوى دينية تبيح لها قتل أبناء الجنوب بحجج واهية.

-رصانة في التعامل مع المخطط الاخواني.

هذا الشرح الوافي لتطورات الأحداث يثبت أن المجلس الانتقالي كان رصيناً في تعامله مع المخطط الإخواني، بل أنه ترك خيوط الجريمة تتكشف أمام الجميع للتعامل معها، ومن ثم فإن انتظاره أكثر من ذلك كان يعني أنه غير قادراً على المواجهة، وهو أمر خاطئ، تحديداً وأنه امتلك قوة عسكرية قوية لكنه لم يستخدمها ضد الشرعية في أي يوم من الأيام، ودائما ما كانت مطالب رحيلها عن محافظات الجنوب سلمية فقط وليست عسكرية.

وهذا ما أكده أيضاً في خطابه إشار إلى أن  أحداث الأسابيع المنصرمة في عدن وأبين واخيراً في شبوة كشفت حجم التواطؤ والتنسيق والتماهي فيما بين الحوثي والإخوان المسلمين، وباقي التنظيمات الإرهابية، وهو ما وضعنا وسائر الشعب الجنوبي الثائر، أمام خيار التصدي لمخططات الأعداء، لان اي خيار آخر سوف تكون نتيجته الإضرار الكامل بقضيتنا وشعبنا ومنجزاتنا الوطنية المكتسبة. وبرغم قدراتنا وإمكانياتنا على صد العدوان الغاشم، إلا أننا بقينا عند تعهدنا الذي قطعناه أمام التحالف، رغم مآخذنا وعتبنا على طريقة تعاملهم مع الأحداث، الذي جسد انحيازاً واضحاً للطرف الآخر رغم تعديه وعدوانه، واستخدامه لعناصر إرهابية، وانتهاجه سياسة الأرض المحروقة، وهذا لا يلغي ابداً حقنا في الدفاع عن محافظة شبوة الباسلة حتى تأمينها بشكل كامل.  

-تاكيد الموقف مع التحالف.

رصانة خطاب الزبيدي، ظهرت واضحة أيضاً من خلال الموقف من دعوة التحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية للحوار، والتي قبلها أيضاً لكنه في الوقت ذاته لم يفرط في مكتسبات الجنوب التي حققها أبنائه بسيطرتهم على معسكرات إيواء الإرهابيين.
وقال الزبيدي: نؤكد على موقفنا الثابت والمبدئي إلى جانب التحالف العربي، واستمرارنا في محاربة التمدد الإيراني ومكافحة الإرهاب في المنطقة، كما نجدد رفضنا القاطع لأي تواجد عسكري شمالي على أرض الجنوب.

واضاف: ندعو كافة الفاعلين الاقليميين والدوليين لدعم قدرات أجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب في الجنوب، واتخاذ موقف حازم وحاسم، من القوى الساعية لتدمير مؤسساتنا العسكرية والأمنية التي أثبتت جديتها في مكافحة الإرهاب، ونؤكد اننا لن نقف مكتوفي الأيدي.

واكد على ان تأمين شبوه ووادي حضرموت والمهرة وأرخبيل سقطرى ومكيراس أولوية ملحة للجنوب وللأمن والسلم الإقليمي والدولي، ولا تقل أهمية عن تأمين العاصمة عدن، وندعو التحالف العربي والدول التي تشارك بمكافحة الإرهاب الى الزام القوات الشمالية الجاثمة في هذه المناطق الجنوبية على التوجه الى جبهات القتال لمواجهة الميليشيات الحوثية.


وأشار في أثناء خطابه على جميع الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية الجنوبية، التزام أقصى درجات الاستعداد والتنبه واليقظة الدائمة ورفع الجاهزية، وتحمل مسؤولياتها الوطنية في هذا الظرف الدقيق، لحفظ أمن واستقرار الجنوب، والتعامل الحازم مع أي مجموعات إرهابية او اختلالات أمنية.

-رسالة الى القوات الجنوبية المسلحة.

وما  يمكن استخلاصه من هذا الخطاب أن قيادة الانتقالي الجنوبي لديه أفق واسع ورصانة سياسية وعسكرية تمكنها من فرض السيطرة على محافظات الجنوب وإحلال الاستقرار والأمن فيها واكد ذلك في خطابه ورسالته قواتنا الجنوبية المسلحة .
حيث قال: اننا نقدر عالياً حماسكم واستبسالكم، واستعدادكم لخوض معركة الوطن، ونؤكد لكم ان استمرار استهدافكم من قبل اعداء الله والوطن هو ثمن وقوفكم مدافعين عن قضيتكم وعن شعبكم، وهو ثمن امتلاككم للكرامة والأنفة والوطنية التي يفتقدها الآخرون، ان ثباتكم على الحق ما هو الا دليل على صدقكم ووفائكم، واننا جميعا فخورون بكم وبدوركم البطولي في التصدي لقوى الشر والارهاب، وسنكون معكم والى جانبكم حتى تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة في الجنوب.

ان قوات النخبة الشبوانية هي جزء لا يتجزأ من مؤسسات القوات المسلحة والأمن الجنوبي، ونتحمل مسؤولية إعادة بنائها، وإعادة اعتبارها، وهذا وعد امام الله وامامكم، سنكون معها لتعود أقوى مما كانت، وستكون قياداتها المخلصة وعناصرها الوطنية رائدة لهذا المشروع الوطني في محافظة شبوة المتمثل في اعادة فرض الأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف، اننا نحيي صمودهم الاسطوري، وتضحياتهم واستبسالهم، نحيي وطنيتهم، وسيكون النصر حليفنا جميعاً في شبوة.