تحليلات سياسية

الأربعاء - 04 سبتمبر 2019 - الساعة 07:55 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

بعد مخاض عسير لأيام ، خرجت بعض الأحزاب السياسية المنضوية تحت لافتة التحالف الوطني للقوى السياسية ببيان هزيل حول الاحداث التي شهدتها عدن مؤخرا.



البيان الذي غاب عنه " الناصري والاشتراكي " وتصدره حزبي المؤتمر والإصلاح ، خرج بشكل مقتضب وهزيل ولم يخرج عن فلك بيانات الشرعية الرتيبة ،حيث اكتفى البيان باتهام دولة الامارات بدعم المجلس الانتقالي واستهداف " جيش الشرعية ".دون ان يرتب على ذلك الاتهام موقف لتلك الاحزاب بالإدانة او الاستنكار للفعل والفاعل.



اللافت في البيان الذي اكتفى بأربع فقرات إنشائية فقط ، هو افتتاحه بالهجوم على الامارات في بدايته ثم تضمنه فقرة تشيد بـ" بمواقف التحالف العربي " ، والذي تعد الامارات عضوا فيه ، في تناقض اثار سخرية المراقبين والمتابعين.



الموقف الهزيل هذا حاولت مطابخ الاخوان التغطية عليه بالهجوم على القوى التي رفضت الانضمام له وعلى رأسهم التنظيم الناصري.



هجوم اعتبره مراقبون يعود الى اسبقية التنظيم الناصري في التعبير عن موقفة بشكل قوي وواضح بعد الاحداث التي شهدتها عدن ، التي احرجت الاصلاح ، حيث أصدرت الأمانة العامة للتنظيم الناصري في الـ 18 من شهر أغسطس الماضي بيانا هو الأول للقوى السياسية حول هذه الاحداث.



البيان اعتبر بوضوح ان ما قام به المجلس الانتقالي " انقلابا وتمردا جديدا على الدولة والشرعية القائمة " ، في موقف مبكر سبق كافة القوى التي آثرت حينها الصمت لحساباتها ومصالحها الخاصة.



بل ان التنظيم الناصري يومها دعا هذه القوى الى "مغادرة العجز والصمت والأنانية ورغبات الاستحواذ والتمكين الى اتخاذ مواقف واضحة ومحددة مما يدور في الوطن " ، وهي رسالة واضحة للقوى البارزة وعلى رأسها الإصلاح الذي يعجز الى اليوم عن اصدار بيان باسمه يعبر عن موقفه من الاحداث ويلجأ الى التخفي وراء باقي المكونات.



التنظيم الناصري أكد في بيانه ان "موقفه واحد ولا يتبدل في رفض الانقلابات والعنف واستخدام القوة لتحقيق أهداف سياسية ورفض وجود مليشيات ووحدات مسلحة خارج سلطة الدولة والشرعية".



هذه الإدانة لم تنسى التنظيم الإشارة الى مواقفه "الداعم والمساند لحل القضية الجنوبية العادلة استمراراً لمواقفه المميزة والمشهودة منذ عام 1994م ،وما قبله في رفض حرب 94 ونتائجها ومواقفه في الحوار الوطني".



وفي نقذ لاذع ، عبر التنظيم الناصري يومها عن "استغرابه واستنكاره لصمت الشرعية ومؤسساتها من رئاسة وحكومة ونواب في مواجهة ما حدث"، وهو ما استمر حتى الان حيث اكتفت مؤسسات الشرعية بإصدار البيانات من الرئاسة والحكومة الى وزارة الدفاع دون ان يظهر أي مسئول منها بشكل علني للتحدث.



هجوم مطابخ الإصلاح على مواقف التنظيم حاول فيها ترديد الأسطوانة المشروخة وترويج تهمة العمالة للأمارات وبذريعة انه لم يهاجمها،



وفي حين عبر التنظيم الناصري في بيانه عن استنكاره صمت التحالف عن ما حدث للشرعية في عدن وما تعرضت له من انقلاب جديد ، وهو الذي تدخل في اليمن بهدف إعادتها والحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه، فان البيان الهزيل اكتفي بتوجيه الاتهام دون ان يحدد اي موقف سياسي منه .



لكن يبقى السبب الرئيسي لهجوم هذه المطابخ على مواقف التنظيم الناصري ، هو بأنها كالبوصلة لا تشير الا الى الاتجاه الصحيح ، حيث يجدد التنظيم رؤيته بأن السبب الرئيسي لما يحصل هو فساد الشرعية وعبثها وهو ما يثير جنون قوى الانتهاز والابتزاز.



حيث جدد التنظيم الناصري في موقفه التأكيد على ضرورة "اجراء إصلاحات عميقة وحقيقية في الشرعية تعيد تفعيل دورها في مواجهة كل ما يتعرض له الوطن من كوارث، وقيام حكومة وطنية مصغرة بعيدة عن المحاصصة والفساد تنجز مهام استكمال التحرير واستعادة الدولة وتبني النموذج الجاذب لها".



وفيما ترتفع ابواق القوى الانتهازية بتلخيص الأزمة في الامارات كشماعة للابتزاز ، يضل موقف التنظيم منفردا في تشخيص الوضع من خلال تأكيد دعوته "لإجراء حوار حقيقي جدي وندي مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإصلاح الخلل في العلاقة وتأطيرها في إطار الأهداف التي قام على اساسها التحالف".



ويرى التنظيم ان هذا الاجراء يعمل على إعادة "الثقة بالتحالف العربي التي تزعزعت خلال الفترة الماضية وفي إطار السياسات التي اتبعتها بعض دول التحالف تجاه وطننا وقضاياه بل وتواطؤ بعضها مع ما حدث".



يشيد أعضاء التنظيم ومناصروه برفض قيادته مباركة هذا البيان الهزيل ، فهم يرون أن ما تضمنه البيان ادنى بكثير من مواقف التنظيم التي تضمنها بيانه الأول والذي سبق به كل القوى على الساحة.