اخبار سياسية

الخميس - 12 سبتمبر 2019 - الساعة 06:21 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث تايم /خاص

محادثات جدة الغير المباشرة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية شهدت انفراجة يوم أمس الأول كما يقول المراقبون، في ظل تحشيد اخواني تجاه شبوة وابين. 
من جانبه لزم المجلس الانتقالي الصمت حيال ما يحدث مع الوفد المفاوض في جدة.

السعودية والإمارات اصدرتا الأحد الماضي، بياناً هو الثاني من نوعه ويدعو في جوهره إلى ضرورة الانخراط في حوار جدة الداعي لمعالجة أسباب، وتداعيات الأحداث التي شهدتها بعض المحافظات الجنوبية.

وأكد البيان الذي رحب أيضاً باستجابة الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي للدعوة للحوار، دور السعودية والإمارات في إرساء قواعد التهدئة والحوار بين الأطراف المتنازعة، انطلاقاً من حرص البلدين على استقرار اليمن، وقطع الطريق على الأطراف الساعية لبث الفرقة واختلاق النزاع.

ويعكس البيان المشترك بين الرياض وأبوظبي تماهي جهود البلدين وتناسقها التام لإنهاء الأزمة اليمنية، وهو الهدف الأساسي للبلدين منذ تأسيس التحالف العربي ، يسعى البلدان لإنهاء دور ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، والأطراف الأخرى التي أثارت البلبلة في المحافظات الجنوبية وعلى رأسها العاصمة عدن، التي شهدت في الأيام الماضية تطورات سياسية وعسكرية متسارعة.

ويعطي هذا التماهي والتوافق بين البلدين دليلاً قاطعاً على أنه لا مجال لنجاح لأي محاولات خارجية لبث الفرقة وتشتيت الشمل، فالسعودية والإمارات مرتبطتان بتاريخ مشترك طويل، وبتطابق في الرؤى والأهداف، وتناغم واضح بين شعبي البلدين الشقيقين.

واكدت مصادر خاصة لصحيفة (تحديث تايم) ان الذي يجري في جدة اثمرت اتفاقات حول عدن وابين وحضرموت وسقطرى والمهرة ان تدار من قبل المجلس الانتقالي وانسحاب قوات الاخوان منها، وازداد التوتر على محافظة شبوة حيث يجري التفاوض حولها.

ولكن الشرعية تبدو خائفة ان يسمح التحالف للانتقالي بأخذ المحافظات الجنوبية بالقوة في حال مافشل الحوار، في حين عززت الشرعية الموالية للاخوان قواتها في المداخل التي توصل من المحافظات الى العاصمة عتق في عين بامعبد وحدود حضرموت (خوفا من الانتقالي)

ويصر التحالف بعودة النخبة الشبونية التي قادت معارك ضد التنظيمات الإرهابية الموالية
للشرعية في شبوة وتعمل على زعزعة الامن.

وبرز الانتقالي كحليف استراتيجي وقوي لدول التحالف العربي في مشاركته بدحر الحوثيين وتطهير المحافظات الجنوبية من تنظيمي داعش والقاعدة اضافة الى تحرير الجنوب من قبضة الاخوان المسلمين يأتي دوره بعد دعم قوي يتلقاه من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات.

الغزو الثالث

الإصرار الكبير لحزب الإصلاح على إعادة احتلال الجنوب والاستحواذ على ثرواته وموقعه الجغرافي وبسط سيطرته على الجنوب بمساعدة ومشاركة من العناصر الإرهابية أمر لن يقبل به لا الجنوبيون ولا دول التحالف ولا المجتمع الدولي، وهو ما يعزز فرضية وجود خطة ذكية لحرب قادمة سياسية وعسكرية من أجل تحييد القوة العسكرية للإخوان في اليمن وإضعاف نشاطهم السياسي، وما البيان إلا لنفض آخر ذرات الغبار عن خطط الإخوان في اليمن والمنطقة من أجل التعامل مع أخطارها.


البيان السعودي جاء رغم الحملة الشرسة التي أدارها ناشطون وساسة في حزب الإصلاح ضد الانتقالي والإمارات مع أن الجميع يدرك أن مهاجمة الإمارات يعني مهاجمة السعودية؛ لأنهما حليفان إستراتيجيان تجمعهم قضايا أمن مشتركة ومصالح كبيرة متداخلة، وهذان الحليفان مواقفهم وأهدافهم لا تنطلق عشوائيا؛ بل بالتنسيق والتوافق المسبق سواءً من خلف الكواليس أو من أمامها، كما إنهما ببساطة يدركان حجم الكذب والإرهاب والفساد في اليمن ومن يمارسهما.


خرج البيان السعودي بعد أن نقلت المفاوضات المجلس الانتقالي الجنوبي من الوضع المحلي والإقليمي إلى المستوى الدولي، وعززت موقفه عالميا، حتى يكون للانتقالي مستقبل حضور دولي كبير ومؤثر، وقد تفاعل مع حدث المفاوضات المبعوث ألأممي الخاص لليمن، مارتن جريفثس، حيث أعرب "عن دعمه للمفاوضات غير المباشرة الجارية تحت رعاية السعودية، وحث طرفي النزاع على اغتنام هذه الفرصة لتسوية الخلافات بالطرق السلمية".        

إعلان البيان السعودي جاء لإخراج آخر المتخفيين والمتلونين تحت شعار الوحدة من حزب الإصلاح عن صمتهم وكشف مواقفهم  النهائية من الجنوب وقضيته، التي اتضح أنها ذات المواقف التي لم تتغير منذ حرب 1994 المصحوبة بالفتاوى الدينية التكفيرية للجنوبيين، والأيام القادمة ستحمل مفاجأة غير سارة وغير مطمئنة لإخوان اليمن، وقد بدأت ملامحها تظهر قي الكشف عن المفاوضات السرية التي تجريها واشنطن مع الحوثيين دون علم الشرعية، التي يسيرها حزب الإصلاح، ولكن بالتأكيد بعلم السعودية والإمارات بحكم عمق العلاقة والمصالح الجيوستراتيجية بينهم، وهو ما يعني أن الشرعية لا يتم إشراكها في كل مفاوضات التحالف السعودي الإماراتي بخصوص اليمن، وبالتالي هذه الشرعية في طريقها للذوبان وبروز حل الدولتين.​

ردع جنوبي

أثبتت الأحداث الفائتة منذ بداية أغسطس الماضي، أن للجنوب قوة ردع قادرة على إحباط المؤامرات التي تحاك ضده، تمثلت هذه القوة في عوامل عدة بعضها عسكري، وجزء منها شعبي، وآخر ثالث دبلوماسي، ورابع يتمثل في الإيمان بالقضية الجنوبية، وهو ما يحبط العديد من مؤامرات مليشيات الشرعيةالتي يشكلها الإصلاح الإرهابي، وتستهدف بالأساس احتلال الجنوب والسيطرة على مقدراته.

إذا بدأنا بالحديث عن قوة الردع الشعبية، فإنها كانت قادرة على أن تضع الشرعية في الخانة الضيقة، متعاونة معالتنظيمات الإرهابية والتي يأتي على رأسها تنظيم القاعدة وداعش، بالإضافة إلى اضطرارها للإفصاح في بعض المواقف عنالتحالف مع الحوثي، كأحد الأدوات التي تعول عليها لمساعدتها في اختراق محافظات الجنوب.

الردع الشعبي أيضاً حقق جملة من المكاسب للقضية الجنوبيةخلال الفترة الماضية، إذ أن الاستجابة الواسعة لدعوات التظاهر التي وجهها المجلس الانتقالي الجنوبي لـ "أبناء الجنوب"، دعمت الموقف الدولي للانتقالي باعتباره القوة الثابتة الوحيدة على الأرض في الجنوب، وهو ما يدعم بشكل مباشر الجنوب العربي الذي ظل يعاني من عدم وجود قيادة قوية وموحدة.