تحقيقات وحوارات

الأحد - 06 يناير 2019 - الساعة 02:57 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / تحقيق خاص .


تحوّل طريق العبر - الوديعة الى طريق للموت، وهو الطريق الوحيد لخروج اليمنيين إلى السعودية براً، غير أن إهمال الحكومة الشرعية للطريق أصبح شبحاً للموت سواءً عبر عصابات التقطّع الممتدة على طول الطريق أو عبر الحفر والكثبان الرملية التي تغطي الخط الدولي، الطريق الذي حصد أرواح مئات الأسر اليمنية بسبب إهمال السلطة المركزية ممثلة برئيس الحكومة معين عبدالملك، وسلطة مأرب التي يقودها سلطان العرادة.

وخلال السنوات الأربع الماضية حصد الطريق الدولي العبر – الوديعة والتي يبلغ طولة تقريباً 100 كيلو ، وأيضاً طريق العبر – مأرب، أرواح مئات الأسر، وكان أخر تلك ألأحداث قبل أيام حيث قتل 9 مسافرين وأصيب 35 أخرون في انقلاب حافة نقل بسبب الحفريات وهي في طريقها إلى المملكة.


من المسؤول ؟

أثار الحادث الأخير الذي أودى بحياة العشرات بين قتيل ومصاب، ردود أفعال واسعة، حمّل اليمنيون فيها حكومة معين عبدالملك، إهمال حياة المسافرين، رغم أن منفذ الوديعة يدر على الحكومة مليارات سنوياً، والتي تذهب إلى جيوب النافذين، من قيادات حزب الإصلاح على رأس تلك القيادات هاشم الأحمر، المسؤول الأول عن المنفذ والذي احتله بقوة السلاح بعد الحرب بأيام، رافضاً قرارات حكومية بشأن تكليف العقيد سيف اسماعيل عبيد مثنى بإدارة أمن منفذ الوديعة. حيث رفض الأحمر تسليم المنفذ للضّابط المكلّف، مصرّاً على بقاء المنفذ تحت سيطرة مجاهد الغليسي الضابط المكلّف من قبله.

الأسلوب نفسه انتهجه الأحمر في التعامل مع مدير أمن الوادي، العميد سعيد علي العامري، الذي أصدر توجيهات بتسليم الملفّ الأمني في المنفذ للعقيد سيف اسماعيل مثنى، ما يضع أكثر من علامة استفهام حول سرّ قوة هاشم ألأاحمر المتنفّذ ومن يقف خلفه.
وبحسب مصادر حكومية لـ«تحديث تايم» فإن إيرادات المنفذ سنوياً 20 مليار ريال يمني، وتلك عوائد الجمارك والضرائب في المنفذ، لو انفق القليل منها على إصلاح الطرقات لكان طريق العبر الوديعة من أفضل الطرق.

رئيس الوزراء السابق، أحمد عبيد بن دغر،وجّه بمبلغ 500 مليون ريال إلى حساب وزارة الأشغال العامة والطرق، والبدء الفوري بصيانة طريق الوديعة – العبر – سيئون – مأرب، مطلع يونيو الماضي. وفي أبريل الماضي، أعلن محافظ مأرب سلطان العرادة، بدء العمل في تأهيل طريق صافر – العبر، خلال أسبوعين من الإعلان، بتكلفة قدرت بـ2.4 مليار ريال يمني، .


ووقع العرادة اتفاقية إعادة تأهيل طريق صافر – العبر، المرحلة الأولى، بطول 40 كم، وبكلفة مليارين و400 مليون ريال يمني، بتمويل حكومي، حيث حددت الاتفاقية الجدول الزمني لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع التي تمتد من صافر حتى منطقة غويربان، بـ10 أشهر.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ، عن المحافظ قوله، إن هذا المشروع البالغ طوله من صافر حتى العبر 172 كم، سينفذ على 4 مراحل، مشيراً إلى أن العمل في تنفيذ المشروع سيبدأ خلال أسبوعين من توقيع هذه الاتفاقية، غير أن تلك الوعود والتصريحات والاتفاقيات لم تنفذ على أرض الواقع.

وعقب الحادثة الأخيرة قال العرادة بإن إعادة تأهيل طريق العبر، ليست من مهام السلطةالمحلية بمأرب، وإنما من مسؤوليات الحكومة المركزية.


ويحمّل مراقبون كل من رئيس الحكومة معين عبدالملك، بصفته رئيساً للحكومة ووزيراً أيضاً للأشغال، ووزير النقل صالح الجبواني مسؤولية سلامة المواطنين المسافرين، فيما يتحمل معهما وزير الداخلية ووزير الدفاع المسؤولية عن الأوضاع الأمنية التي تهددت المسافرين، حيث سجّلت عشرات حالات التقطّع وسقط قتلى من الرجال والنساء والأطفال في تلك العمليات، حيث تقوم عناصر مسلحة على عربات عسكرية بإطلاق الرصاص على سيارات المغتربين قبل نهبهم كل مايملكون.



سخط شعبي ضد الحكومة

توجهت «تحديث تايم» بسؤال عدد من المسافرين، لتتلمّس المعاناة التي يمر بها المواطنين على الخط الدولي، قال خليفة حسين، سافرنا من سيئون إلى مأرب، نجونا من حوادث السير بسبب الحفر، كما أننا عشنا لساعات رعب ونحن نتوقع ظهور قطاع الطرق، لافتاً إلى أن معانات المسافرين تضاعفت بسبب النقاط الأمنية حيث أوقفتهم نقطة الفلج التابعة للإصلاح في مأرب 7 ساعات، وبعدها نقطة أبو هاشم التابعة للحوثيين 6 ساعات.

أما جمال عبدالواحد، العائد من الرياض إلى اليمن عبر طريق العبر، قال لـ«تحديث تايم» لولا أننا عملنا احتياطاتنا لكنا انتهينا على الطريق ، حيث أُتلف علينا إطارين، وكنا أخذنا إثنين إطارات احتياط، مضيفاً أن الطريق مدمّر تماماً وسبل النجاة ضئيلة، متسائلاً أين ضمير الحكومة الشرعية؟

ورصدت «تحديث تايم» ردود أفعال واسعة على منصات التواصل الاجتماعي حيث اعتبر الإعلامي محمد العمودي، في منشور له على الفيس بوك، أن مليارات الريالات تجنيها حكومة الافلاس الى جيوب مرتزقتها من منفذ الوديعة وتاركة طريق المنفذ الوحيد بهذا الشكل ليحصد ارواح الابرياء من المواطنين المسافرين يومياً .

من جهته الناشط بدر العدار اعتبر إهمال الطريق وصمة عار على جبينكم خط العبر مأرب ومأرب البيضاء يعتبر كابوس يلتهم المسافرين العائدين إلى أهلهم وأسرهم بعد غياب طويل وفجأه يأتي لأهله خبر بأنه توفي بسبب الحُفر، مضيفاً إتقو الله إعملو صيانة لهذا الخط الدولي الوحيد الذي أصبح هو المتنفس لجميع أبناء الشعب من حجاج بيت الله ومعتمرين ومسافرين.

على كل أبناء الشعب أن يشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي حتى يصل الصوت للمسؤولين حسبنا الله ونعم الوكيل.