ادب وشعر

الإثنين - 14 يناير 2019 - الساعة 08:55 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث/ خاص:أجود مجبل:


مَحتِ الرمالُ ضفائرَ المُدُنِ
وبقِيتِ يا قِدّيسةَ الزمنِ

ركَضَتْ عليكِ الريحُ
داميةً
وتَعهدَتكِ بحزنِها الهتِنِ

لم يرتجفْ
لحنٌ بأغنيةٍ
يوماً
ولا طيرٌ على فَنَنِ

بغدادُ
أنتِ حدودُ ذاكرتي
وعشيقتي
في السرِّ والعلَنِ

كُوني ليَ الأحلامَ أجمعَها
فأَنا لغَيرِ هواكِ
لم أَكُنِ

فالعاشقونَ
إليكِ كم عَبَروا
ما بينَ مُحتضَنٍ
ومُحتَضِنِ

لكِ دِجلةُ الأسرارِ
وهي هوى نهرٍ على الأمواجِ مؤتمَنِ

واللّيلةُ الألْفُ التي سَهِرتْ
لم تَختلسْها
غيمةُ الوسنِ

(فأبو نُواسٍ)
لم يزلْ ثمِلاً
يُزْري
بمَنْ وَقَفوا على الدِّمَنِ

والشيخُ (بشّارٌ) يُحدِّثُنا
عن عشقِهِ الآتي مِنَ الأُذُنِ

وتَلفَّتَتْ عَينُ (الرضِيِّ)
لنا
كتلفُّتِ الشطآنِ
للسفُنِ
***
يا خَيمةً في الكرْخِ
كم سَكَنتْ فيكِ المُنى
بُوركْتِ مِنْ سَكَنِ

إنَّ الرُّصافةَ
أَشعلَتْ فمَها قُبَلاً
لوْعدٍ بَعْدُ لمْ يَحِنِ

بغدادُ
فيَّ غُبارُ أسئلةٍ
صُلبتْ على أيقونةِ الشجَنِ

فَتَّشْتُ
في الآفاقِ مُبتعِداً
وفَتَحْتُ
كُلَّ حَقائبِ الوطنِ

لمْ أَلْقَ
أجْملَ منكِ فاتنةً
يهفو إليها
كُلُّ مُفْتَتِنِ

ورأيْتُ
وجهَكِ بين أشرعتي
لكنّهُ للآنَ
لمْ يَرَني

***
أجود مجبل / أيار / 1991
من ديوان (رحلة الولد السومري)