تحليلات سياسية

السبت - 16 مارس 2019 - الساعة 09:51 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .

لم تكن معركة حجور في حجة حدثاً عابراً، إذ يشكل هزيمة الشرعية وفشلها في نقل المعركة إلى داخل المدن الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، تحولا نوعياً سواء على المسار العسكري أو المعنوي والنفسي في الجبهات التي تدور رحى معاركها في أطراف صعدة والجوف ومأرب خصوصا والإنتصار في حجور يعزل مدينة صعدة عن صنعاء، ويضم عشر مديريات في حجة إلى مناطق الساحل في الحديدة التي باتت خارج سيطرة الحوثيين.

ويبدو أحد أهم أسباب الهزيمة التي منيت بها انتفاضة حجور التي تزعمها القيادي أبو مسلم الزعكري، تتمثل في موقف حزب الإصلاح خصوصا والمساحة التي دارت فيها المعركة تقع تحت نطاق المنطقة العسكرية الخامسة التي يقودها القيادي المقرب من الحزب، اللواء يحيى صلاح، إضافة إلى رفض قيادة المنطقة تعزيز مقاتلي الزعكري، ومحاولة خلق قيادة جديدة من أجل تقديم الدعم اللوجستي والعسكري لها وفق حسابات حزبية ورشح الإصلاح، علي فلات، ليكون قائدا للمقاومة في حجور، في وقت كانت ميليشيات الحوثي، تتقدم مستغلة عامل الوقت، حتى ضيقت الخناق على جبهات أبو مسلم.

وبحسب مصادر سياسية ل"تحديث نت" كشفت أن "التحالف اقترح سحب قوات من المنطقة العسكرية الأولى في سيئون إلى حجة، لكن علي محسن الأحمر، تباطىء في سحب القوات وفضل البقاء في الوادي مقابل هزيمة حجور".

ولفتت المصادر إلى أن "موقف الشرعية لم يكن فقط لحسابات حزبية وهناك حسابات قبلية تتعلق بخلاف بين حاشد، إذ يشكل رموز حجور وكشر تهديدا على بيت آل الأحمر، وبحسب التاريخ القبلي للمنطقة كانت كشر تتزعم حاشد قبليا، الأمر الذي جعل من هاشم الأحمر وعلي محسن الأحمر، يتوجسان من انتصار كشر ، إذ أن بروز الزعكري في المعركة وخروجه منتصرا منها يطوع له قبائل حاشد ويجرد بيت الأحمر من الزعامة الحاشدية".

ويرى مراقبون أن هزيمة حجور التي تسبب فيها الإصلاح، يثبت لدول التحالف أن الرهان على الحزب رهان خاسر، ولتحقيق انتصارات في معارك الشمال يتوجب تغيير التحالفات المحلية، وأي محاولة لتكرار تجربة حجور، يشكل رافدا قويا للحوثي، وهزيمة عسكرية ومعنوية للجبهة الموالية للتحالف.