تحليلات سياسية

الجمعة - 22 مارس 2019 - الساعة 09:54 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .


تبدو تحركات المجلس الانتقالي، قد أماطت اللثام، عن الموقف الدولي من القضية الجنوبية، الذي ظل يراوح مكانه لسنوات، تحركات الرئيس عيدروس الزبيدي، وضعت الجنوب على طاولة أهم الدول العظمى التي ارتبطت في الماضي بعلاقات متينة مع الجنوب، وحول الحلم إلى حقيقة بعد أن تسابقت المواقف الدولية للأعتراف بالجنوب.

بعد زيارة الزبيدي، إلى لندن، والقاءه كلمة داخل الجمعية العمومية البريطانية احتوت مشروع الانتقالي لبناء الدولة الجنوبية الحديثة وفق مقتضيات القانون الدولي الإنساني وبما تتماشى مع ركب المجتمعين الإقليمي والدولي في الملفات المتعلقة بحقوق الأنسان وحفظ الحريات ومكافحة التطرف والإرهاب.

بعد تلك الزيارة الهامة، كانت موسكو محطة الرئيس عيدروس الثانية، وخلال وصوله التقى بمبعوث الرئيس الروسي بوتين، ونائب وزير الخارجية الروسي، داخل مقر وزارة الخارجية الروسية، لتمثل تحولا نوعيا في التعاطي الدولي الرسمي مع المجلس الانتقالي، ثم جاءت زيارة السفير الروسي لدى اليمن،  فلاديمير ديوشكين ، إلى مقر المجلس الانتقالي في عدن بالتزامن مع زيارة الزبيدي إلى موسكو، زيارة ديوشكين، كانت بمثابة رسالة للجنوب بأن روسيا الاتحادية دخلت وبقوة على خط الأزمة اليمنية عبر بوابة أقوى الأطراف اليمنية عسكريا وتنظيميا، المجلس الانتقالي، وهو ما جاء على لسان السفير، بأن "موسكو ستبني علاقات وثيقة مع المجلس الانتقالي في المستقبل".

وبرأي محللين، فإن الدول الرباعية (بريطانيا والولايات المتحدة والإمارات والسعودية) باتت على قناعة بعجز الشرعية في صيغتها الحالية من تحقيق الأمن والسلام لليمن، ومن تأمين أمن وسلام دول الجوار، الموقف الدولي الذي تغير قبل أشهر، وبدا يبحث عن أدوات جديدة تحل بديلا عن الشرعية في الجنوب والشمال على حد سواء، وقبيل طي صفحة الحرب، سواء بالتصعيد العسكري الذي بات خيارا بعد فشل اتفاق السويد، أو بالحل السياسي، خصوصا وقد توفرت ظروف الحل، إذ يمثل المجلس الانتقالي الضمانة الحقيقية في الجنوب، فيما يتعلق بكل المشاكل التي تؤرق المجتمع الدولي، ومن ضمنها مكافحة الإرهاب، وتأمين الملاحة الدولية، ومن هنا بدا واضحا التسابق الدولي والإقليمي، تجاه المجلس الانتقالي، لعقد شراكات مستقبلية تحفظ الأمن والسلم الدوليين.

فيما الشرعية تعيش أخر أيامها، بعد التسريبات التي كشفت عن إعادة هيكلة الشرعية بما يتناسب مع مقتضيات الواقع، بعد 4 سنوات من الحرب، حيث باتت خارطة القوى العسكرية والسياسية تميل في الجنوب لصالح المجلس الانتقالي، فيما الشمال لا يبدو غير التوافق بين الحوثيين والمؤتمر وبقية الأحزاب، هو الحل الأمثل لعودة السلام وتحقيق الاستقرار.

ويرى مراقبون بإن المواقف الدولية المعلنة أظهرت اعترافا بالمجلس الانتقالي الجنوبي، على الأقل في المنظور القريب يشكل الموقف الروسي والبريطاني وهما عضوان في مجلس الأمن الدولي، نقطة تحول في التعاطي الدولي مع الجنوب، وما كان لهذا الفعل السياسي أن يتحقق للجنوب لولا وقوف أبوظبي إلى جانب المقاومة الجنوبية وتمكينها ودعمها للقوات الجنوبية من أجل سيطرتها على جغرافيا الجنوب.

هكذا بدا يتشكل المشهد السياسي في اليمن بعد 4 سنوات حرب، أنهكت الشعبين في الشمال والجنوب، وهو ما أكده الرئيس الزبيدي، في المؤتمر الصحافي في موسكو، بإن الحرب تحولت إلى مكسب وارتزاق لأمراء الحرب، بينما المتضرر المواطن، وبرغم تأكيد الزبيدي جنوحه إلى السلام والتوافق سلميا، لكنه لوح بأن لديه القوة لفرض أمر واقع جديد في الجنوب، غير أن الموقف الدولي تلقف دعوات السلام للرئيس الزبيدي، وترجمها فعليا بمواقفه المعلنةالداعمة للمجلس الانتقالي الجنوبي كشريك فاعل في التسوية اليمنية، وكحليف مستقبلي مؤتمن بعد إعلان الدولة الجنوبية.