اخبار وتقارير

الإثنين - 22 أبريل 2019 - الساعة 11:27 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث.نت

يواصل المجلس الإنتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي، تأثيره خارجياً، بعد ان استطاع فتح مكاتب له بكل مديريات الجنوب ، بالتزامن مع استمرار الخطوات السياسية والدبلوماسية التي تقوم بها قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي وذلك للوصول الى اعتراف دولي كامل به كممثل وحيد للجنوب.
وكان من غير الممكن الحديث عن القضية الجنوبية في مراكز القرار الدولي وفي مقدمتها مجلس الامن الدولي متاحا من قبل رغم الاحتجاجات الشعبية الجنوبية الكبيرة منذ انطلاق الحراك الجنوبي عام 2007.
ولطالما كانت مساعي قيادات جنوبية في الخارج تهدف الى حضور القضية الجنوبية بمجلس الامن لكن ذلك لم يتم نتيجة لما كان يدعيه سفراء وممثلي دول عظمى واقليمية من ان ( الجنوبيين غير متحدين حول قضيتهم ).
لكن منذ مجىء المجلس الانتقالي الجنوبي وتحركاته السياسية والميدانية محليا واقليميا وضع المجتمع الدولي أمام خيار الاعتراف بحضور القضية الجنوبية بمجلس الامن .
وعن تحركات المجلس الخارجية، أكد الرئيس الزبيدي: "أن المجلس قطع شوطا كبيرا وخاصة مع المبعوث الدولي غريفيث".
وأضاف: "نسعى إلى أن يكون لنا مكتب تفاوضي دائم خاص بالمجلس والقضية الجنوبية خارجيا وأن هناك فريقا خاصا لهذا الغرض".
وأوضح أن: "المجلس لا يمانع أن تكون المكونات الأخرى شريكة في هذا الفريق مادام هدفها استعادة الدولة".
التحركات الأخيرة لقيادات المجلس الانتقالي خارجياً وداخلياً كانت ذكية في اختيار الزمان وتحديد وجهة الزيارات ، فالتوقيت بعد تهيئة الأرضية داخل الجنوب وبسط الأمن ومحاربة الإرهاب وبعد اعلان بريطانيا على لسان وزير خارجيتها ان فرص الحلول السياسية في اليمن تضاءلت مما جعل الأهمية للتوقيت والزمان .
فاختيار نقطة بدء الجولات الخارجية من بريطانيا كان موفقاً لما لها من أهمية في صناعة القرار الدولي باعتبارها عضوا أساسيا في مجلس الأمن الدولي وهي مسؤولة عن ملف اليمن، واختيار الوجهة الثانية روسيا لا تخلو من فطنة وحنكة سياسية .
والتقى الشهر الماضي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي السفير الفرنسي لدى اليمن، كريستيان تيستو، بعد أسبوعين من التحركات الخارجية التي شملت بريطانيا وروسيا، لشرح رؤية المجلس للحلّ السياسي للقضية اليمنية، وللقضية الجنوبية على وجه الخصوص، وأهمية تحديد شعب الجنوب لمستقبله.
وأدار المجلس الانتقالي أدار المشهد بحنكة سياسية وسار في مسارات عملية متوازية حيث ظل يقاتل في عدة جبهات واكثر من عدو في نفس الوقت، فكان يقاتل الحوثيين بالجبهات الحدودية بين الشمال والجنوب، ويقاتل الارهاب والجماعات التخريبية في عدن ولحج وابين وشبوة وحضرموت ،وفي نفس الوقت يناور سياسيا وهو لا يزال في طور بناء هيئاته وهيكله التنظيمي.
وعلى مدى أكثر من عشرة أعوام ماضية، ظلت القضية الجنوبية حبيسة الأدراج المحلية، تتجاذبها فصائل ”الحراك الجنوبي“ المتعددة، دون حضور دولي، على الرغم من محاولة معالجة هذه القضية التي أدرجت ضمن ملفات ”مؤتمر الحوار الوطني“ اليمني، قبل أن ينزلق البلد في أتون حرب واسعة عقب انقلاب ميليشيات الحوثيين على الحكومة الشرعية.
ويرى مراقبون انه امرا بديها ان يقوم المجلس الانتقالي الجنوبي بتكثيف الجهود السياسية الخارجية لتعزيز حضور القضية الجنوبية والعمل لأجل ذلك بمختلف المسارات السياسية والدبلوماسية لإنجاح وضع ملف القضية الجنوبية بشكل شامل امام مراكز القرار الدولي ونيل الجنوب استحقاقاته المرجوة باستعادة دولته وانهاء أي علاقة له بالوحدة اليمنية المنتهية مضمونا وشكلاً والباقية فقط هلاميا بوسائل الاعلام اليمنية الشمالية او الخليجية.
تحركات الانتقالي داخليا وخارجيا ازعجت الحكومة الشرعية وجعلها في حالة توجس من تحركاته ومن سيطرته على المشهد السياسي والحضور على الارض بعموم الجنوب، وقد جاءت ردود أفعال مسؤولين في الشرعية متشنجة وناقمة على النجاح المتوالي للمجلس الانتقالي.