عربي ودولي

السبت - 15 يونيو 2019 - الساعة 12:54 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | وكالات


اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، رسمياً إيران بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط في بحر عمان أمس الخميس، على الرغم من نفي طهران المتكرر، وهو ما زاد من المخاوف من اندلاع مواجهة بين إيران والولايات المتحدة في مضيق هرمز الممر الملاحي الدولي الحيوي لقطاع النفط بمنطقة الخليج والعالم.

وزعم ترامب، أن الهجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان بالخليج “يحمل بصمات” إيران مستندا الى شريط فيديو نشره البنتاغون.

وقال ترامب لشبكة فوكس نيوز الأمريكية، الجمعة، “إيران قامت بهذا الأمر” مضيفا “نرى السفينة، مع لغم لم ينفجر، وهذا يحمل بصمات إيران”.

ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون " مساء الخميس، مقطع فيديو قالت إنه يظهر أن الحرس الثوري الإيراني وراء الهجوم الذي وقع يوم الخميس على الناقلة فرنت ألتير المملوكة لشركة نرويجية والناقلة اليابانية كوكوكا كاريدجس قرب مضيق هرمز.

ورفضت إيران الاتهامات الأمريكية بشدة، بالوقوف وراء الهجوم الذي وقع يوم الخميس وألحق أضرارا بالناقلتين، خلال عبورهما المنطقة البحرية في خليج عمان الواقعة بين إيران والإمارات العربية المتحدة بالقرب من مضيق هرمز. ولم يصدر عن عمان أو الإمارات تعليق رسمي على الواقعة بعد. وقالت إيران إنها تستخدم ككبش فداء ”مناسب“.

فيما اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، يوم الجمعة، إن مقطع فيديو نشرته الولايات المتحدة لا يكفي لإثبات أن إيران تقف وراء الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان.

وقال ماس للصحفيين خلال زيارة لأوسلو ”مقطع الفيديو لا يكفي.. نستطيع أن نفهم ما يعرض بالطبع لكن بالنسبة لي هذا لا يكفي لوضع تقييم نهائي“.

وهذه ثاني حادثة من نوعها قرب مضيق هرمز خلال شهر بعد تعرض أربع ناقلات نفط اثنتان منها سعوديتان، وأخرى إماراتية ومثلها نرويجية، لهجوم في 12 مايو الماضي قرب سواحل إمارة الفجيرة في خليج عمان، وهي مركز كبير لتزويد السفن بالوقود خارج مضيق هرمز مباشرة. مما دفع أسعار النفط في السوق العالمي للارتفاع بنسبة أربعة بالمائة بسبب مخاوف من تأثر إمدادات الخام من الشرق الأوسط عبر واحد من ممرات الملاحة البحرية الرئيسية في العالم.

وقدمت الإمارات والسعودية والنرويج وثيقة إلى الأمم المتحدة مؤخراً قالت فيها إن الألغام المستخدمة في الهجوم وضعها على السفن غواصون كانوا في زوارق سريعة، دون إشارة إلى الجهة المنفذة. واتهمت واشنطن طهران بأنها المسؤولة عن هذا الهجوم.

ولم توجه أي جهة بعد أي اتهامات لأي طرف بالمسؤولية عن هجمات يوم الخميس.

إغلاق مضيق هرمز

وأكد الرئيس الأمريكي في المقابلة أن إيران لا تستطيع إغلاق مضيق هرمز في أعقاب الهجوم على ناقلتين للنفط في خليج عُمان وإن حدث فلن يستمر ذلك لفترة طويلة.

وردا على سؤال بشأن كيف يعتزم التعامل مع طهران ومنع تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلا قال ترامب ”سنرى“.

وقال ترامب إن أي خطوة لإغلاق مضيق هرمز، الذي تستخدمه السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وغيرها من الدول المنتجة بمنطقة الخليج لتصدير الخام، لن تستمر طويلا.

لكن ترامب أبدى استعداده للتفاوض مع إيران.

كانت إيران أكدت مرارا إنها لن تخوض محادثات مع الولايات المتحدة من جديد إلا في حالة تراجع ترامب عن قرار الانسحاب من الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية القاسية على اقتصادها .

وهددت إيران من قبل بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر مائي رئيسي لتجارة النفط، إذ يمر عبره خمس استهلاك العالم من النفط في حالة منعها من تصدير نفطها.

ويعد مضيق هرمز أهم مسار بحري لنقل النفط في العالم، وتمر فيه قرابة 30 ناقلة نفط يومياً تحمل ما يقارب 15 مليون برميل من الخام، أي نحو 30% من إجمالي تجارة النفط المنقول بحرا.

وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن السعودية التي تُعد أكبر منتج للنفط في العالم بـ10 ملايين برميل يومياً، تصدر معظم نفطها في ناقلات تمرّ في مضيق هرمز.

ودخلت إيران والولايات المتحدة في مواجهة محتدمة الشهر الماضي ، بعد عام من انسحاب واشنطن الأحادي ، من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع طهران عام 2015 وست قوى عالمية، وشددت واشنطن العقوبات على طهران في محاولة للضغط عليها عبر خنق اقتصادها بإيصال صادراتها النفطية إلى مستوى الصفر ، من أجل ما تصفه واشنطن بدفع إيران لتقديم تنازلات أكثر من التي قدمتها بموجب اتفاقها النووي عام 2015 ، مما يجبرها على إبرام اتفاق نووي جديد ، مما زاد القلق من إمكانية اندلاع حرب كبرى بالمنطقة بين البلدين في منطقة الشرق الأوسط.

واتهمت إيران الولايات المتحدة بشن حرب اقتصادية عليها بإعادة فرض العقوبات وتوسيعها.

وألحقت العقوبات الأمريكية أضراراً فادحة بالاقتصاد الإيراني، حيث ارتفعت معدلات التضخم وانخفضت قيمة العملة الوطنية فيما باتت أسعار الواردات باهظة الثمن.

وشرعت أيضا منذ ذلك الحين في مناقشة المواجهة العسكرية، وعززت واشنطن وجودها العسكري في الشرق الأوسط في مايو الماضي، بما في ذلك إرسالها حاملة الطائرات الهجومية "أبراهام لنكولن" والسفينة الحربية "أرلنغتون" وقطع مرافقة، وقاذفات من طراز "بي-52"، وصواريخ باتريوت إلى منطقة الخليج لمواجهة ما قالت إدارة الرئيس دونالد ترامب إنها "مؤشرات واضحة" على تهديدات بهجمات وشيكة ضد القوات الأمريكية ومصالحها في المنطقة، مصدرها إيران.

تهديد للشرق الأوسط

في ذات السياق ، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الجمعة إن الأفعال الأمريكية تمثل تهديدا خطيرا للاستقرار في الشرق الأوسط.

جاء ذلك خلال اجتماع لزعماء منظمة شنغهاي للتعاون وهي تكتل أمني تقوده الصين ويضم روسيا والهند.

وتتهم الولايات المتحدة إيران بالمسؤولية عن الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عُمان يوم الخميس بينما تنفي طهران أي صلة لها بالأمر.

ولم يتطرق روحاني لذكر الهجوم لكنه ركز على انتقاد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية في عام 2015.

وذكر أن إيران لا تزال ملتزمة بالاتفاق.

وقال روحاني خلال قمة شنغهاي المنعقدة في بشكك عاصمة قرغيزستان ”تطلب إيران من الأطراف الباقية في الاتفاق النووي الالتزام بتعهداتها على الفور“.

وأكد الرئيس الإيراني أن الوضع في الشرق الأوسط يستلزم تعاونا أكبر بين بلاده وروسيا .

وقال روحاني خلال لقاء منفصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة على هامش قمة شنغهاي ” في ظل الظروف الحالية والتأثيرات الخارجية الخطيرة والحظر الخارجي المفروض فان الحاجة إلى التفاعل بين بلدان المنطقة، ولا سيما بين بلدينا، يصبح أكثر إلحاحًا مع كل يوم”.

بدوره، قال الرئيس الروسي إن العلاقات الروسية الإيرانية علاقات متعددة الأوجه في العديد من الاتجاهات، واصفاً النتائج التي تحققت في الحرب ضد الإرهاب في سورياً نجاحاً مشتركا لروسيا وإيران.

كانت روسيا ، دعت يوم الجمعة إلى “ضبط النفس” و”عدم استخلاص نتائج متسرعة” بعد الهجمات على ناقلتي نفط في بحر عمان والتي اتهمت واشنطن إيران بالوقوف وراءها.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “ندين بشدة هذه الهجمات، بغض النظر عن المسؤول عنها. لكن من الضروري الامتناع عن استخلاص نتائج متسرعة”.

واعتبرت الخارجية الروسية ، أنه “من غير المقبول اتهام أي جهة بأنها على علاقة بهذا الحادث حتى يتم الانتهاء من تحقيق دولي شامل وحيادي”، مشيرة إلى “القلق” حيال التوتر في بحر عمان.

وأضافت “نشهد تصعيدا مصطنعا للتوتر، وذلك مرده إلى حد كبير سياسات الولايات متحدة التي ترتاب بإيران”، ودعت جميع الأطراف إلى “ضبط النفس”.

أمس الخميس، حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من أن يتم استخدام حادثة ناقلتي النفط في بحر عمان لغرض الانتشار العسكري الأمريكي بالمنطقة ولإثارة الموقف ضد إيران مستقبلا .

وقال ريابكوف للصحفيين عقب جلسة لجنة العلاقات الدولية بالدوما الروسي (البرلمان): "يجب تقييم العواقب السياسية وغيرها، شهدنا مؤخراً حملة مكثفة من الضغوط السياسية والنفسية والعسكرية على إيران ونود عدم استخدام الأحداث المأساوية التي وقعت للتو والتي هزت سوق النفط العالمية للمزايدة وإثارة الموقف ضد إيران مستقبلا".

كانت طهران وواشنطن عبرتا عن عدم رغبتهما في خوض حرب. لكن هذا لم يسهم بشيء يذكر في تهدئة المخاوف من انزلاق البلدين إلى أتون صراع مسلح في منطقة الشرق الأوسط .

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتّهم مساء الخميس، في تصريح أمام الصحافيين في واشنطن، طهران بالوقوف خلف الهجوم.