تحليلات سياسية

الإثنين - 10 أغسطس 2020 - الساعة 08:58 م بتوقيت اليمن ،،،




تضاعفت الضغوطات الدبلوماسية التي تمارسها أطراف دولية عديدة على المليشيات الحوثية من أجل التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن، وذلك بعد أن توالت التهديدات الأمريكية بتوقيع عقوبات على المليشيات المدعومة من إيران في ظل رفضها وصول الفريق الأممي إلى خزان صافر، إضافة إلى عرض المبعوث الأممي خطة جديدة معدلة قد تجد المليشيات صعوبة في رفضها مجددا.

لا يُعول الكثير من المراقبين على هذه الضغوطات لأن المليشيات الحوثية اعتادت على أن تتهرب من أدوات الحصار التي تمارس عليها من دون أن يكون هناك عقوبات رادعة لها، وبالتالي فإنها سوف تستخدم سياسية المراوغة تارة وإلقاء الكرة في ملعب الشرعية تارة أخرى من أجل تقويض أي جهود دولية تستهدف إنهاء انقلابها على الشرعية.

تدفع العلاقات المتصاعدة بين مليشيا الحوثي والعناصر الإخوانية التي تهيمن على الشرعية لأن يكون هناك حالة من تبادل الأدوار بين الطرفين، مثلما كان الحال بالنسبة للخطة الأخيرة التي طرحها المبعوث الأممي مارتن غريفيث والتي رفضها الطرفان وليست المليشيات الحوثية بمفردها وجاءت حجة الشرعية بأنها تنتقص من سيادتها في الوقت الذي قامت فيه هي ذاتها بتسليم الجبهات للمليشيات الحوثية.

يرى سياسيون أن الضغوطات الدولية تستهدف إيران بالأساس وترتبط أساسا بالعلاقة المتوترة بين واشنطن وطهران وبالتالي قد يكون هناك ضغوطات مكثفة هذه المرة على المليشيات الحوثية، لكن في المقابل فإن هناك قوة إيرانية ستدفع المليشيات الحوثية لرفض الاستجابة لطلبات المجتمع الدولي واستخدام المليشيات كورقة ضغط فاعلة تمكنها من اقتناص المزيد من المكاسب.

ولعل ما يبرهن على قوة هذه الضغوطات ما جاء على لسان مجلس الأمن القومي الأمريكي، والذي حذر من استمرار مليشيات الحوثي الإرهابية في عرقلة وتأخير وصول فريق الأمم المتحدة إلى ناقلة النفط "صافر".

وقال المجلس في بيان له، إن مليشيا الحوثي أفشلت اتفاقا يسمح لفريق الأمم المتحدة في الوصول إلى خزان النفط صافر، وهو ما ينذر بكارثة بيئية وإنسانية تهدد اليمن والمنطقة، وشدد على ضرورة أن تقوم مليشيا الحوثي بالسماح لفريق الأمم المتحدة لإجراء المعالجات اللازمة للخزان.

فيما اتهم البيت الأبيض، اليوم الأحد، مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، بإفشال اتفاق يسمح لفريق الأمم المتحدة بالوصول إلى خزان النفط صافر العائم في الحديدة الساحلية غربي اليمن.

ونقلت السفارة الأمريكية لدى اليمن، تحذير البيت الأبيض من أن استمرار الحوثيين في عرقلة وتأخير فريق الأمم المتحدة ينذر بكارثة بيئية وإنسانية تهدد اليمن والمنطقة، وطالب البيت الأبيض الحوثيين بالسماح لفريق الأمم المتحدة لإجراء المعالجات اللازمة.

وقبل أيام أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها ستقدم الأسبوع الجاري مشروع قرار للأمم المتحدة لمد حظر السلاح على إيران.

وفي تصريح لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قال: "لن نسمح بانتهاء حظر السلاح على إيران"، وأشار إلى دور إيران المزعزع في المنطقة، قائلا: "النزاع في اليمن مستمر بسبب تسليح إيران للحوثيين".

وفي المقابل كشفت صحيفة "البيان" الإماراتية، عن إدخال المبعوث الأممي مارتن غريفيث تعديلات جديدة على خطته لوقف إطلاق النار باليمن.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إن جهودًا بذلها سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، أفضت إلى إدخال غريفيت تعديلات جديدة على خطته لوقف شامل لإطلاق النار.

ونوهت إلى أن تلك التعديلات ستكون ناجعة، في ظل الدخول بمحادثات حل سياسي شامل خلال الأيام المقبلة، لافتة إلى أن الخطة بصيغتها الجديدة ستكون نهائية؛ لأنها استوعبت معظم ملاحظات الطرفين.