ادب وشعر

الجمعة - 30 أكتوبر 2020 - الساعة 01:58 م بتوقيت اليمن ،،،

حسناوات آدم

- أيا حسناء!
- نعم.
ـ أتعلمين من أنتِ؟
-لا بأس، سأخبركِ؛
خلقكنَّ اللهُ مِن طينٍ، مِن نُورٍ وحُبٍّ، أنتنَّ القواريرُ الرَّقيقاتُ، فما وَجبَ على الرِّجالِ إلّا أنْ يكونوا لَكُنَّ اللُّطفَ واللِّينَ، جمالكنَّ يكمُنُ في القلوبِ؛ القلوبُ التي أَودَعها اللهُ في أيسرِكنَّ، وتَركَها تنبُضُ في محياكنَّ؛ حُبًّا واهتمامًا، إذا نَظَرَ اللهُ إلى إحداكنَّ فإنَّه ينظرُ إلى الأثر الجميل فيها الذي ما إنْ وهبَها إيّاه، وهي ما تزالُ تحافظُ عليهِ، وستظلُّ حتَّى آخِرَ رَمَقٍ...
أنْ تكوني أنثى ـ ياعزيزتي ـ فهذا لا يعني أنْ تتكبَّدي عناءَ وضعَ كثيرٍ مِن مساحيق التَّجميل لتثبتي ذلك، فما دُمتِ تختلِفينَ عن الرَّجل بكثيرٍ من الأشياء، والصِّفاتِ؛ فرغمًا عن أَنفِ العالَم سيعترِفُ بكِ أنثى فيه!
جمالُكِ مصدرُه روحُكِ، ودِينُكِ، وأخلاقكِ، وليس مركزه الوجه، أو الجسد؛ لذلكِ، لم تُخلَق امرأة دونَ جمالٍ، ولا توجَدُ فيكنَّ مَنْ تتَّصفُ بالقُبحِ، إلّا مَنْ فَسد قلبهُا، ولسانُها، ولم تكن الأخلاقُ عنوانها!
إنَّ جميعَ النساءِ جميلاتٌ باختلاف أُصولهنَّ، بشرتهنَّ، طول قامتهنَّ أو قصرها، كبُر سنُّهنَّ أو صغره؛ جُبلت المرأة على الودِّ، والحنان، العطفِ، والاهتمامِ، فما كانَ خيارُ الجَمالِ إلّا إنْ كانَ امرأة...
ممّا لا ريبَ فيه، أنّكِ ـ عزيزتي ـ كالصلاةِ عمودُ الحياةِ؛
كالشَّوقِ لذَّةُ الحُبِّ.
كالجَنينِ للأُمِّ.
كفَرْحةِ استجابةِ الدُّعاء.
وأحلى هديّةً خَصَّ اللهُ بها الرَّجلَ...!
كاميليا كامل