عرض الصحف

الجمعة - 27 نوفمبر 2020 - الساعة 03:54 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | العرب


قلق قطري تركي من تبني الإدارة الأميركية الجديدة موقفا أشد صرامة.

يبحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرحلة ما بعد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، لدى زيارته لأنقرة الخميس.

ووصل أمير قطر إلى أنقرة في زيارة رسمية، ليترأس خلالها مع أردوغان، اجتماع الدورة السادسة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية، وفق وكالة الأنباء القطرية.

وقالت الوكالة إن الدورة السادسة ستتناول سبل توطيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.

وكشف السفير التركي لدى قطر مصطفى كوكصو الأربعاء عن أنه "سيتم توقيع ما يزيد على 8 اتفاقيات جديدة بين البلدين، خلال الاجتماع"، ويتوقع أن تكون بابا جديدا لاستنزاف أموال قطر، في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تعانيها تركيا.

واللقاء المرتقب هو الثالث بين الجانبين خلال 5 شهور بعد الزيارتين التي أجراهما أردوغان لقطر 2 يوليو و7 أكتوبر الماضيين.

ومن المتوقع أن يبحث الطرفان تداعيات فوز الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة ومدى تأثيرها على البلدين، في ظل ما يعتريهما من قلق كبير بشأن المرحلة القادمة، حيث يتوقع أن يتبنى الرئيس الأميركي المنتخب موقفا أشد صرامة من ترامب مع أردوغان.

ويرى محللون أن بايدن ما إن يتولى منصبه لن يسعى إلى تهميش تركيا بقيادة أردوغان التي تضطلع بدور متعاظم في المنطقة بل سيحاول إقامة علاقات تستند إلى قواعد جديدة أكثر صرامة مع هذا الحليف الاستراتيجي في حلف شمال الأطلسي.

وتوقعت أسلي إيدينتاسبس من مركز الأبحاث التابع للمجلس الأوروبي للعلاقات الدولية "في عهد بايدن ستنطلق العلاقات بين واشنطن وأنقرة على الأرجح بتوتر وترقب".

وألمحت السلطات التركية إلى ذلك من خلال ردة فعلها الحادة على شريط فيديو نشر في أغسطس لمقابلة مع بايدن وصف فيها الرئيس التركي بأنه "مستبد" مشددا على ضرورة "تشجيع" منافسيه "لكي يتمكنوا من مواجهة أردوغان وهزمه".

وتقول غونول تول الخبيرة في "ميدل إيست إنستيتوت" في تحليل إن قلق الرئيس التركي "في محله" مع رحيل ترامب.

ويوضح سام هيلير الخبير المستقل بالشؤون السورية "لا أظن أن إدارة بايدن ستكون متساهلة إلى هذا الحد مع تركيا بشأن سوريا ومسائل أخرى".

كما يتوقع أن يقوم بايدن بلجم الأطماع التركية ومغامراتها المقلقة لدول المنطقة وأوروبا، وخصوصا بعد أن حاولت أنقرة فرض واقع جديد في شرق المتوسط وليبيا قبيل الانتخابات الأميركية وفشلت.

وتركيا مهددة بعقوبات أميركية لشرائها صواريخ روسية من طراز "أس - 400" وسيكون موقف بايدن من هذا الملف حاسما.

ويتوقع مراقبون أن العلاقات التركية الأميركية قد تشهد تدهورا في ظل إدارة بايدن، ما يعرض الليرة التركية، التي تعاني بالفعل من انخفاض قياسي أمام الدولار، للمزيد من الضغوط.

وفي ظل تلك المستجدات فإن أردوغان يطمع في أي أموال تساند اقتصاد بلاده المنهار، ودفع فاتورة سياسته الخارجية، في صورة اتفاقيات ثنائية يعقدها مع نظام تميم.

وبدورها الدوحة التي كانت تراهن على احتمال أن يكون بايدن بوابتها لكسر المقاطعة المحكمة المفروضة عليها منذ أكثر من ثلاث سنوات، بدت متخوفة بعد ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب جيك سوليفان مستشارا للأمن القومي، والذي يعرف بانتقاداته المتكررة لدور الدوحة في دعم الجماعات الإرهابية.

وقال سوليفان الأربعاء "إننا لا نعطي الأولوية القصوى للتهديدات التي تطول أمننا القومي الناتجة عن تمويل الجماعات الإرهابية من قبل قطر ودول أخرى".

وأضاف "علينا بذل جهود إضافية في هذا الخصوص.. أما بالنسبة لموضوع القاعدة الجوية في قطر، ففي عالم مثالي يمكن أن تملك الولايات المتحدة قواعد عسكرية في مختلف أرجاء المنطقة، بما في ذلك في قطر".

وتابع "لذا لا أعتقد أن هدفنا يجب أن يكون مغادرة المنطقة وإغلاق المشروع.. لكن أعتقد أنه يجب أن يكون لنا خطاب أكثر حزما مع شركائنا ونقول لهم: أتعلمون؟ لا يمكننا الاستمرار بهذه الطريقة".

ويملك سوليفان خلفية واسعة في السياسة الخارجية، كما لديه مواقف واضحة من دور قطر في تمويل ودعم الجماعات الإرهابية.

وفي عام 2017، كشف سوليفان، خلال حديثه في مؤتمر نظمته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، عن امتلاك واشنطن أدلة على تورط قطر مع الجماعات الإرهابية.