عرض الصحف

السبت - 08 مايو 2021 - الساعة 12:29 م بتوقيت اليمن ،،،

قاسم سليماني في نسخته الصنعانية

تحديث نت العرب



عدن - أثارت التحركات العلنية للضابط في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو المعين سفيرا لطهران لدى الحكومة الحوثية غير المعترف بها دوليا موجة من الانتقادات الشعبية في اليمن، بسبب محاولته الظهور كحاكم عسكري إيراني في مناطق سيطرة الحوثيين.

واعتبرت مصادر سياسية يمنية أن تزايد نشاط إيرلو في صنعاء مؤشر على تنامي نفوذ إيران داخل الجماعة الحوثية، والذي تزامن مع تباهي قادة بارزين في النظام الإيراني بدعمهم الجماعة الحوثية بالمال والسلاح، بعد أن ظلوا لسنوات ينكرون تقديم أي دعم مباشر للحوثيين.

وانتقد مسؤولون في الحكومة اليمنية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي زيارة قام بها الضابط الإيراني حسن إيرلو لمنشآت طبية في صنعاء شملت أقساما للنساء، ما اعتبروه منافيا للعادات والتقاليد واستفزازا لمشاعر اليمنيين.

وعلق معمر الإرياني وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على الزيارة المثيرة للجدل بالقول في تغريدة على تويتر “في تحدّ سافر لقيم وعادات وتقاليد الشعب اليمني، الضابط في فيلق القدس الإرهابي المدعو حسن إيرلو والمصنف ضمن قوائم الإرهاب الدولية، يقتحم قسم النساء في المستشفى الجمهوري بالعاصمة المختطفة صنعاء، في ظل احتفاء ورعاية من ميليشيا الحوثي الإرهابية”.

وأضاف “حتى أقسام النساء في المستشفيات الواقعة في العاصمة المختطفة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، لم تسلم من تدخلات ووصاية الحاكم العسكري الإيراني المدعو حسن إيرلو، الذي اقتحم أحد هذه الأقسام متعمدا إهانة كل اليمنيين”.

وفي وسم تحت عنوان #طرد_إيرلو_مطلب_شعبي، نشر ناشطون وإعلاميون يمنيون المئات من التغريدات على موقع تويتر، انتقدوا فيها الدور الإيراني المتزايد في اليمن وسعي طهران لإحكام وصايتها ونفوذها في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.

وارتبط الظهور المفاجئ للضابط في فيلق القدس الإيراني ومسؤول ملف اليمن في الحرس الثوري بصنعاء في أكتوبر 2020 مع بروز رغبة طهران في الكشف عن حقيقة دورها في دعم الميليشيات الحوثية وتنامي نفوذها في اليمن.

الضابط الإيراني حسن إيرلو مكلّف بتكريس تغلب الشق العقائدي على الشق البراغماتي في جماعة الحوثي

وكشفت “العرب” في وقت سابق نقلا عن مصادر مطلعة عن وصول إيرلو إلى صنعاء على متن طائرة عُمانية قادمة من مسقط تحمل العشرات من جرحى الحوثيين.

وأكدت مصادر سياسية يمنية في صنعاء على لعب إيرلو دورا بارزا في حسم صراع الأجنحة داخل الجماعة الحوثية لصالح التيار العقائدي والعسكري المتشدد المرتبط بالحرس الثوري الإيراني، حيث ترافق وصوله مع اغتيال قادة سياسيين يعتقد أنهم كانوا يعارضون تسليم قرار الجماعة الحوثية بشكل كامل لطهران، مثل وزير الشباب والرياضة في حكومة الحوثي حسن زيد الذي لقي مصرعه بعد أيام قليلة من وصول إيرلو إلى صنعاء.

وشهدت الفترة الماضية توالي النعي المفاجئ لعدد من أبرز القادة العسكريين داخل الجماعة الحوثية من غير المنتمين إلى الجناح العقائدي والذين عرفوا بارتباطهم بالنظام السابق قبل انضمامهم للحوثيين في أعقاب الانقلاب، ومن أبرز هؤلاء القائد العسكري البارز يحيى الشامي ونجله زكريا الذي شغل منصب رئيس هيئة الأركان ثم وزير النقل في حكومة الحوثيين. كما أعلن عن وفاة وزير الدفاع الأسبق عبدالملك السياني، وأرجع الإعلام الحوثي وفاة العديد من القيادات السياسية والعسكرية لمضاعفات فايروس كورونا.

وأكدت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء للعرب قيام الضابط الإيراني حسن إيرلو بدور متزايد يتجاوز صلاحياته المفترضة كسفير لطهران لدى الحكومة الحوثية، حيث بات يستقبل بعض المسؤولين في المنظمات الدولية العاملة في اليمن، إضافة إلى نفوذه المتزايد داخل صفوف الجماعة الحوثية وحسمه العديد من القضايا والخلافات بين قادتها على حساب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي ذاته.

ولفتت المصادر إلى انتقادات علنية وجهها بعض الناشطين والإعلاميين الحوثيين في الآونة الأخيرة بشكل علني لتحركات إيرلو وارتباط بعض القادة السياسيين والعسكريين الحوثيين به بشكل مباشر، حيث انتقد ناشط حوثي مرتبط بقيادات بارزة في الجماعة محافظ ذمار محمد البخيتي واتهمه بتلقي الأوامر من حسن إيرلو وتجاهل توجيهات عبدالملك الحوثي في مؤشر على تنامي القلق من نشاط الضابط الإيراني في صنعاء على حساب القيادة التاريخية للجماعة في صعدة.

وترجح مصادر يمنية أن يكون تعجيل طهران بإرسال إيرلو إلى صنعاء مرتبط إلى درجة كبيرة بالتفاعلات الإقليمية والدولية الجارية حول الملف اليمني ومحاولة استثمار هذا الملف في المحادثات حول الاتفاق النووي، إضافة إلى خشية طهران من الحوارات التي كانت الرياض تجريها مع أطراف حوثية لتحييد النفوذ الإيراني واحتواء طموحات الجماعة في سياق اتفاق سياسي يضمن مشاركتهم في إدارة الدولة ما بعد المرحلة الانتقالية.

وباتت الكثير من رسائل التهديد والابتزاز التي يوجهها النظام الإيراني لدول المنطقة والعالم مرتبطة إلى حد كبير بالحوثيين وإمكانية استخدامهم كورقة لاستهداف مصالح الدول الإقليمية والدولية التي تناهض المشروع الإيراني في المنطقة.

ويشير التصعيد العسكري الحوثي في الآونة الأخيرة إلى عدم وجود أي ارتباط بين المصالح السياسية الحوثية وبين هذا التصعيد الذي يصبّ عادة في مصلحة الأجندات السياسية الإيرانية في مؤشر على عمق الاختراق والسيطرة الإيرانية على القرار الحوثي مؤخرا وإسكات الصوت الخافت للتيار البراغماتي الحوثي خصوصا بعد وصول المشرف على الملف اليمني في الحرس الثوري الإيراني إلى صنعاء.