عرض الصحف

الأحد - 17 أكتوبر 2021 - الساعة 10:24 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/إرم نيوز:

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة الأحد، أهم القضايا والملفات الطارئة على الساحتين الدولية والعربية، وكان أبرزها الحديث عن المستقبل السياسي في لبنان بعد أحداث بيروت الدموية، ومساعي ”حزب الله“ لإقالة قاضي التحقيق في حادث المرفأ.

كما سلطت الصحف الضوء على تفاقم الأزمة الإنسانية في أفغانستان وزيادة الفقر المدقع، وكذلك أسباب تزايد الهجمات المتطرفة في أوروبا بعد حادثين متتاليين في بريطانيا والنرويج.

أحداث بيروت تقضي على آمال اللبنانيين

أفادت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية بأن ”التعيين الأخير لرئيس وزراء جديد في لبنان بعد أكثر من عام من المشاحنات السياسية، جلب بصيص أمل على الأقل لبلد يعاني في خضم أزمات عديدة: انهيار مالي هائل وانفجار كيميائي ضخم، ونقص مزمن في الكهرباء وعدم وجود حكومة تتمتع بصلاحية اتخاذ الإجراءات“.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: ”جاءت مواجهات مسلحة دامية جابت شوارع بيروت الأسبوع الماضي بين أنصار حزب الله والقوات اللبنانية، ومن ثم تبخر أي أمل في حدوث تحول حيث بدا أن لبنان ينحدر إلى أزمة جديدة وربما أعمق“.

وأضافت أن ”لا أحد يتوقع حربا أهلية صريحة من النوع الذي دمر لبنان من 1975 إلى 1990. حزب الله هو أقوى قوة سياسية وعسكرية في البلاد، والفصيل الوحيد الذي لديه ميليشيا مسلحة تسليحا جيدا ومخزونات ضخمة من الأسلحة تجعله أكثر قوة من الجيش اللبناني“.

وأردفت: ”لكن التصعيد أشعل مخاوف من أن الصراع الأهلي والطائفي المتأجج سيؤدي إلى تأجيل الحلول إلى أجل غير مسمى للمشاكل المتعددة الأخرى التي تواجهها البلاد، بداية من نقص الوقود لمحطات الكهرباء إلى الانحدار في قيمة العملة التي تهاوت، ما أثر على الحالة المالية لمواطني لبنان الذي كان في يوم من الأيام مزدهرا نسبيا“.

واستطردت أن ”الشوارع اللبنانية هادئة الآن، لكن التوترات مستمرة، حيث تعهد زعيم حزب الله، حسن نصرالله، بالثأر لمقاتليه الذين قُتلوا في الاشتباكات، بالقول إن دماءهم لم ترق عبثا، ملمحاً إلى الانتقام“.

وأشارت إلى أن ”ما يزيد الأمر تعقيداً هو رد القوات اللبنانية على تصريحات نصرالله، حيث اتهمته بالسعي لفرض إرادته على البلد بأكمله بما في ذلك على المسيحيين، وحذرت من أنها ستقاوم أي محاولات من قبل أتباع الجماعة الشيعية لدخول المناطق المسيحية، ما يسلط الضوء على نشوب حرب طائفية مشتعلة“.

ولفتت الصحيفة إلى أن ”الدافع المباشر لهذه الأزمة الأخيرة هو دعوة أطلقها في وقت سابق من الأسبوع زعيم حزب الله لإقالة طارق البيطار، القاضي المسؤول عن التحقيق في انفجار ميناء بيروت العام الماضي الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص“، منوهة إلى ان ”البلاد تنقسم الآن بين مسيحيين يؤيدون استمرار تحقيقات القاضي، وشيعة يدعمون دعوات حزب الله لإقالته. وتمس المواجهة خطوط الصدع الطائفي التي تتقاطع مع الشوارع والأحياء والحكومة“.

ورأت أن ”أي تنازلات من قبل النخبة اللبنانية لصالح حزب الله وإقالة القاضي البيطار، لن تكون الحكومة قادرة معها على الاتفاق على الخطوات اللازمة لانتشال لبنان من بؤسه، بما في ذلك الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يطلبها صندوق النقد الدولي لإطلاق التمويل الطارئ الذي يحتاجه لبنان بشدة“.

واختتمت ”واشنطن بوست“ تقريرها بالقول إنه ”إذا رضخت الحكومة لمساعي حزب الله، فمن المرجح أن تفقد الحكومة دعم الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الآخرين، الذين أصروا على إجراء تحقيق شفاف في انفجار الميناء الذين سيكون دعمهم حيويا إذا كان هناك خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي. وفي كلا السيناريوهين ستصبح الحكومة عاجزة، إما لأن حزب الله في صراع معها أو لأن الغرب في صراع معها، لذا فليس لدى الحكومة خيارات جيدة“.

أفغان يبيعون أطفالهم للبقاء على قيد الحياة

نشرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية تقريراً كشفت فيه عن معاناة الشعب الأفغاني تحت وطأة حكم حركة ”طالبان“، جاء فيه أنه نظراً للظروف الاقتصادية المتدنية وصعوبة المعيشة، وفي محاولة تنم عن اليأس المحدق، قد يضطر العديد من الأفغان لبيع أطفالهم لسداد ديونهم في خطوة يعتبرونها الطريقة الوحيدة للبقاء علي قيد الحياة.

وأوضحت الصحيفة أن ”هذه هي حدة الفقر المتفاقم في أفغانستان، وهي أزمة إنسانية تتفاقم بسرعة بعد أن استولت طالبان على السلطة في 15 أغسطس الماضي، ما دفع الولايات المتحدة إلى تجميد 9 مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني، وتسبب في توقف معظم المساعدات الخارجية“.

وأضافت أن ”95% من الأفغان لا يحصلون على ما يكفي من الطعام، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الذي حذر من أن الناس يدفعون إلى حافة البقاء على قيد الحياة، وأن جميع السكان الأفغان البالغ عددهم 40 مليون شخص تقريبًا قد يقعون تحت خط الفقر في الأشهر القليلة المقبلة“.

وتابعت أن ”وراء هذه الإحصاءات تكمن مآسٍ شخصية لا حصر لها للعائلات التي تعاني، فعلى سبيل المثال، اضطرت العديد من العائلات الفقيرة لاقتراض المال للحصول على الطعام بعد أن فقدوا عملهم بسبب الصراع، لكن ينتهى بهم الأمر بالانتقال إلى أحد المخيمات الضخمة للنازحين“.

وأردفت أنه ”مع شلل النظام المالي والتجارة بعد سيطرة طالبان، تضاعفت أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق والنفط منذ منتصف أغسطس“.

وأوضحت أن ”منظمات دولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة، تحذر من أن المساعدات الإنسانية الطارئة يجب أن تكون غير مشروطة، في حين أن مطالبة طالبان بالسماح للنساء بالدراسة والعمل أمر مهم، كما تقول، فإن الأولوية الأكثر إلحاحا هي التأكد من أن النساء لا يتجمدن أو يتضورن جوعاً حتى الموت هذا الشتاء“.

واختتمت ”وول ستريت جورنال“ تقريرها بالقول: ”يحمّل مسؤولو الإغاثة الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى التي أمضت العقدين الماضيين بالقتال في أفغانستان مسؤولية تدهور الأوضاع في أفغانستان، هذه البلدان التي لديها بصمات واضحة في الوضع المؤسف في البلاد وعليها على الأقل صرف التمويل الذي تحتاجه حتى تتمكن من تجنب هلاك الأشخاص بأعداد هائلة هذا الشتاء“.

مخاوف من عودة التطرف إلى أوروبا

رأت صحيفة ”جيروزاليم بوست“ العبرية أن مقتل النائب البريطاني، ديفيد أميس، وهجوم (القوس والسهم) في النرويج قبل ثلاثة ايام الذي قُتل فيه خمسة أشخاص، أثارا مخاوف من احتمال عودة التطرف إلى شوارع المملكة المتحدة وأوروبا.

وقالت في تقرير لها إنه ”رغم مرور بضع سنوات فقط على هجمات باريس في 2015 وتفجير مانشستر أرينا في 2017، كان هناك شعور بأن التهديدات المتطرفة قد انخفضت، بعد تراجع داعش وسقوطه، حيث تسبب التنظيم الإرهابي في تطرف الكثيرين واستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد أكثر من 5000 مقاتل في أوروبا. توافد العديد من النساء الأوروبيات وبعضهن من المتحولات، للانضمام إلى داعش، لكن يبدو أن داعش خسر بعضاً من شعبيته“.

وتابعت أنه ”قد يكون الانتصار الأخير لطالبان في أفغانستان قد أعطى بعض الأمل للمتطرفين في العالم، لكن يبدو أن طالبان أكثر ميلاً إلى الترويض وبناء دولة مما كانت عليه في الماضي. إنهم مرتبطون بشكل علني بتركيا وقطر وباكستان ودول أخرى تريد العمل معهم وتدعمهم“.

وأردفت: ”أما تنظيم القاعدة الذي كان مصدر إلهام للكارهين المتدينين في جميع أنحاء العالم فقد تراجع نفوذه أيضاً بشكل كبير، وبالكاد يكون قادراً على إدارة أجزاء من محافظة إدلب تحت نسخته السورية، المسماة هيئة تحرير الشام“.

واختتمت الصحيفة العبرية تقريرها بالقول: ”قد يُعرف قريبا ما الذي حفز هجوم المملكة المتحدة والهجوم على النرويج. استخدام المهاجمين لأسلحة بسيطة، مثل القوس والسهم والسكين، على ما يبدو، يعني أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الأسلحة النارية، لكن هذا لا يعني أن نوع التخطيط وراء هذه الهجمات قد يكون أكثر بساطة، بل يشير إلى المزيد من التنظيم والتطرف“.