اخبار وتقارير

الخميس - 02 ديسمبر 2021 - الساعة 03:05 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .


بعد استشهاد عشرة الف جنوبي وجرح عشرات الآلاف في الغزو الحوثي للجنوب، وهو الغزو الذي باركه حسن باعوم، وأدار نجله فادي، الخلايا الاستخبارية وشراء الذمم وخلخلة الصف الجنوبي، بالمال الإيراني، و بمساعدة جهاز الأمن القومي الذي يترأسه بطريقة غير رسمية حين ذاك عمار صالح قبل فك الارتباط بين الرئيس صالح والحوثيين، بعد كل تلك المأسي التي لم ينساها الجنوبيين، يحاول باعوم انتهاز الفرصة الأخيرة ليقوم بعملية غسيل مواقف محاولاً الدخول إلى حضرموت كزعيم للحراك، لكن هذه المرّة سقط باعوم، ووضع نفسه أمام اختبار حقيقي لشعبيته وحجمه لدى الجنوبيين، وجاءت النتيجة صفر شعبية وذلك لافتقاره للمشروع الوطني الذي يمكن أن تلتف الجماهير حوله، فضلاً عن مواقفة ضد الجنوب منذ العام 2015م.

خلال الفترة الماضية وتحديدا بعد توقيع اتفاق الرياض، فتح باعوم خطاً ساخناً مع اللجنة الخاصة السعودية، وذلك بعد جفاف وتوقف الدعم الإيراني، تواصل باعوم مع الرياض أفضى الى الزج بباعوم الى واجهة الحراك مجددا من بوابة المناسبات الثورية، لكن الرياض التي لم تغفر لباعوم طعنته الأولى في العام 2011، عندما تركها وذهب الي طهران، وضعته بين الغضب الشعبي المناهض لباعوم، على الأرض، وبين خسارة السند الإقليمي الذي يستطيع إعادة إنتاجه كرمز جنوبي مرة أخرى.

من هنا يبدو واضحاً أن المنعطفات التي مرت بها القضية الجنوبية وإن كانت شديدة الخطورة، إلا أنها مثلت عملية صقل للقيادات الجنوبية التي تصدرت المشهد أثناء اندلاع الثورة الجنوبية في العام 2007م.

لم يكن حسن باعوم، استثناء من بين القيادات الجنوبية التي واجهت جبروت وصلف نظام علي عبدالله صالح، بل أن العلاقة التي جمعت باعوم بعلي صالح وعلي محسن منذ مابعد 86، جعلت الخط ساخنا بينه وبين النظام حتى في أصعب لحظات الحراك الجنوبي، الأمر الذي جعل من حسن باعوم ينال نصيب السجن والتوقيف أكثر من مرة، برغم أن قيادات الحراك كان نصيبهم القتل.

وجد حسن باعوم، في ثورة الحراك الجنوبي، مربعا للانتهازية، خصوصا بعد أن انهالت عليه التبرعات من التجار الجنوبيين ووجد نجله فادي، مرتعا خصبا للارتزاق بإسم القضية الجنوبية، واستفادوا لصالحهم شخصيا وكدسوا مبالغ هائلة.

غير أن الانتهازية الباعومية سقط قناعها في الداخل خصوصا بعد أن خرج الرئيس علي سالم البيض من مسقط، وبدأ في فتح علاقات مباشرة مع قيادات الحراك والتجار الجنوبيين، على حد سواء، وأوضح البيض حقيقة حسن باعوم، وكشف عن حجم المبالغ المالية التي كان يتلقاها باعوم من البيض بعد 94, بل أن البيض ذهب إلى أكثر من ذلك، وشكك في مصداقية حسن باعوم، مع الجنوب، وفتح البيض وثائق ومعلومات صادمة تثبت حجم الانتهازية التي يمارسها باعوم.

من هنا بدا حسن باعوم، أول خطوة نحو الارتزاق الدولي، وحاول أن يبتز السعودية بما اسماه في العام2011 الحراك الإيراني، ونجح في فتح علاقة مع الرياض، تمخض عنها تقديم السعودية دعما سخيا لمجلس الحراك الذي يتزعمه باعوم، غير أن الأخير استحوذ على المال ضاربا عرض الحائط بتوجس قيادات المجلس، ومضى باعوم وأولاده في تنفيذ مخطط كان حينها يستهدف ضرب الوحدة الوطنية الجنوبية، وهو أول مشروع جرّ الحراك إلى مربع الصراعات الإقليمية، ومن أجل حظ النفس فقط، ذبح باعوم التوافق الجنوبي الجنوبي، ودعا إلى فعاليات مناهضة لكل فعالية تجمع عليها مكونات الحراك من حيث المكان والزمان، كفعالية المنصورة التي قسمت الساحة الجنوبية إلى فريقين بدعم خارجي وتولّى باعوم مسؤولية شق الصف الجنوبي.

لم ينجح باعوم في مهمته وأد القضية الجنوبية، واستطاع البيض اكتساح الشارع ولعبت قناة عدن لايف التي مولها البيض من بيروت في حشد الشارع خلف قوى الاستقلال الجنوبي بزعامة الرئيس علي سالم البيض، ولم يستفد باعوم من المبالغ الطائلة التي قدمتها السعودية وظل يراوح مكانه، بعد أن بات القرار بيد نجله فادي، الذي أهدر المال في جوانب عبثية وبدد تركة والده بالسفر واللهو وارتياد النوادي الليلية.

انتبهت المملكة العربية السعودية لانتهازية حسن باعوم، فأوقفت الدعم المالي، ولم يكن مع باعوم إلا مواصلة مسيرة الأرتزاق الدولي، فشدّ الرحال إلى الرئيس علي ناصر محمد، من أجل التوسط عند الرئيس البيض وعودة الأوضاع إلى ما قبل الذهاب إلى السعودية، لكن البيض رفض أن يلدغ من جحر باعوم مرتين، ولم يكن أمام الأخير إلا الذهاب إلى طهران التي كانت فاتحة أبوابها لليمنيين، شريطة العمل وفق أجندات الحوثيين.

تنازل باعوم عن كل شعاراته التي سوّق نفسه بها للسعودية، ورفع شعارات تتوافق مع أهداف المشروع الإيراني، الأمر الذي جعل من إيران تستخدم باعوم، كجسر عبور للحوثيين إلى الجنوب، ووجدت طهران ضالتها في حسن باعوم، وأولاده، وفق قاعدة منا المال ومنكم كل ما نطلب، تلك المبادىء التي رفضها البيض وتعامل مع إيران وفق شراكة لا تبعية.

لكن إيران لم تبدد الوقت، أخذت كل ما تريد ولم تعط باعوم غير الفتات، واعتبرت طهران أن قدرات باعوم الذاتية ضعيفة، وأن حجمه على الأرض صغير جدا، فلم تواصل الرهان على جواد خاسر، وقلصت حجم المساعدات المالية على باعوم، قبل أن توقف عليه كل المخصصات، بعد فضائح فادي باعوم، في بيروت ومسقط وتورطه في قضايا أخلاقية وسياسية صادمة.

لم يغادر باعوم مربع الانتهازية وحاول القفز من المركب الإيراني قبل الغرق، إلى المركب السعودي، غير أن الدول لها حساباتها ولا تقبل بتجريب المجرب، ولا تعيد أيضا أنتاج الفشل مرة أخرى.

قبيل الإعلان عن إشهار مجلس الإنقاذ الوطني حاول باعوم أن ينتهز الفرصة، ويبتز سلطنة عمان، فاتحا خطا ساخنا مع الرياض، التي رحبت به كأحد المكونات التي أرادت السعودية أن يكونوا ضمن تشكيلة الجنوب بعد اتفاق الرياض، باعوم وطمعا في الريال السعودي إضافة إلى سعيه لمنصب حكومي، لهث صوب الرياض، برغم أن السلطنة تستظيفه منذ سنوات لم يعر أي اهتمام لذلك، لكن الرياض وضعته على ميزان الساحة الجنوبية ولم يكن وزنه يضاهي مكونات في الساحة حديثة التكوين فضلا عن وزن المجلس الانتقالي الجنوبي، الأمر الذي جعل الرياض تتعامل مع باعوم كأي مكون صغير أو شخص سياسي.

من هنا فشلت مساعي باعوم في إبرام صفقة، وخسر حفاءه السابقين إيران وسلطنة عمان، ولم يبق أمامه إلى الرجوع لتكرار شعارات الشارع الجنوبي التي هتف بها الشعب في العام2007، وبسببها تحوّل باعوم إلى إسم على الصعيد الوطني، وفي محاولة لصناعة شخصيته التي تمزقت بسبب الأرتزاق والأرتهان والتقلبات، عاد مجددا لينتقص من تمثيل الانتقالي في اتفاق الرياض، على أمل أن يلاقي باعوم تجاوبا من الشارع الجنوبي رفع سقف شعاراته، لكن الشعب في الجنوب يعرف أن باعوم 2019 غير باعوم2007، وأن موقف باعوم من اجتياح الجنوب في العام 2015، لايمحيها أي شعار .

هكذا انتهى باعوم وأنهى معه فصل من فصول الأرتزاق بإسم القضية الجنوبية، ووقف وحيداً يطرق أبواب المكلا دون جواب.