تحليلات سياسية

الأحد - 26 ديسمبر 2021 - الساعة 07:32 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .


لم يكن تغيير محافظ شبوة، محمد صالح بن عديو، أمراً اعتيادياً، ولكن التغيير له دلالات وأبعاد تتجاوز شخص وموقع المحافظ، وذلك أن تنظيم الإخوان حول المحافظة الجنوبية الى عاصمة ووطن بديل للتنظيم عن مأرب وتعز.

كانت شبوة محطة استراتيجية للتنظيم بما تمثله من موقع وثروة، الأمر الذي جعل من أولويات المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي تحريرها، ولكن المواقف الإقليمية والدولية وضعت العصي في دولاب مسيرة التحرير عسكريا، الأمر الذي جعل من القيادة السياسية تناور سياسياً للوصول إلى تحريرها دون إراقة قطرة دم.

وفي التفاصيل تكشف مصادر في رئاسة الانتقالي عن الخطوات التي سبقت تغيير بن عديو، حيث وضع التنظيم شروطاً من موقع المنتصر الملمح بالقوة، لكن القيادة السياسية عملت على تغيير الخارطة العسكرية وحشدت قوات المقاومة الجنوبية الى تخوم شبوة بالتزامن مع حراك سياسي وشعبي مطالب بتحرير المدينة.

وتضيف المصادر أن الرئيس عيدروس الزبيدي، وضع على طاولة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، خياراته بدون مواربة : إما تسليم شبوة سلمياً، أو فإن الوقت قصير أمام سقوط عتق عسكرياًَ، وهو الأمر الذي جعل أطراف إقليمية تدفع لتغيير المحافظ ووضع التنظيم أمام الأمر الواقع.

وبرأي متابعين فإن ما تحقق يعد انتصارا كبيرا للجنوب، لأن التنظيم أوجد له أرضاً مترامية الأطراف وفتح له خطوط للتهريب سواء للسلاح أو الوقود، وكذلك معسكرات لتدريب الإرهابيين، فضلا عن تأسيس إمبراطورية مالية وعسكرية ضخمة من عوائد النفط والغاز.

ويتسأل مراقبون ماذا بعد شبوة؟
بالتزامن مع سقوط شبوة شهدت حضرموت حراكا شعبيا ضد قوى الاحتلال في حضرموت، الأمر الذي يؤكد أن الجنوب قاب قوسين أو أدنى من تحرير كامل الأرض الجنوبية.

بعد تحرير تلك المحافظتين لن يجد تنظيم الإخوان وطناً بديلاً في الجنوب، ولن تتحول مناطق الجنوب الشرقية مؤخرة للتنظيم، وبعد الحملة العسكرية العنيفة التي يشنها التحالف على صنعاء ومناطق الشمال، فإن خيارات تنظيم الإخوان محصورة بين تعز ومأرب، وإلا فإن التنظيم خرج من المعادلة السياسية برمتها.

وما يؤكد هذا الطرح، كل طاولات الحوار التي يذهب إليها التنظيم كطرف مشارك في التسوية السياسية بما تحت يديه من مناطق هامة واستراتيجية.

وبحسب مصادر دبلوماسية ل"تحديث نت"، فإن عملية السلام المقبلة ستقتصر فقط على ثلاثة أطراف بعد تغيير خارطة القوى، وتلك الأطراف : المجلس الانتقالي الجنوبي، و المؤتمر الشعبي العام، وحركة الحوثيين.

ميدانياً ستنعم المناطق الجنوبية بالأمن وذلك بعد السيطرة على وكر الجماعات الإرهابية في شبوة وقطع رأس الممول لها، ومناطق إمداداته، خصوصا والتفحيرات التي هزت مدينة عدن، انطلقت من شبوة.

من هنا يمكن القول بأن ما تحقق للجنوب بعد تحرير شبوة لا يقل عن تحرير عدن صيف 2015، ولم يتبق للجنوبيبن غير القليل حتى يبسطوا سيطرتهم على كامل أرض الجنوب.