تحقيقات وحوارات

الإثنين - 28 فبراير 2022 - الساعة 04:37 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن (تحديث نت ) خاص:


من الأشياء التي يعاني منها المواطنون كل يوم هي تلك الأسعار التي لا ترحم فهي في ارتفاع مستمر وهي المكواة التي تحرق المواطنين بدون أي رحمة أو شفقه.
كم هي الأيام التي شكو وبكوا فيها من الغلاء ومن الأشياء التي لم يعودوا يتمكنون من شرائها كالسابق ولا لتوفيرها في المنزل فيضطرون للتنازل عنها لأنها أصبحت صعبة المنال , فالعملات كل يوم بسعر جديد مرتفع تدريجيا وهناك مؤشرات بعدم ثباته على سعر محدد وهذا ما أتعب المواطنين وجعلهم يدخلون في دوامة العذاب المستمر خاصة إذا كان لديهم أسر وأولاد بحاجة لالتزامات واحتياجات يومية ناهيك عن العلاج والأدوية والمواد الغذائية والمدارس وكلها تحتاج لمصروف خاص به وميزانية قد لا يتحملها الراتب البسيط أو الغير موجود لدى البعض في ظل هذه الظروف الصعبة والأزمات التي تتكرر والمشاكل التي لا نهاية لها.
سعر صرف العملات شهد هبوط في الفترة الأخيرة بمعدل بسيط ولكن أسعار المواد الغذائية والسلع لم ينخفض كما كان يرجوه المواطن إضافة لخوف التجار من عودة للارتفاع مرة أخرى لأن مؤشرات الارتفاع قد عادت من جديد.
هناك العديد من المواضيع الذي يفكر بها المواطن والتي يعتبرها الكابوس الذي يؤرقه ويقلقه في كل يوم ولها ارتباط مباشر بحياته وفي تحديد مصيره من العيش الكريم نستعرضها في التقرير التالي...

تقرير: دنيا حسين فرحان

*سعر العملات الغير ثابت يتلاعب بسعر السلع والمواد الغذائية في السوق:

المواد الغذائية هي الأساس لكل بيت ومواطن فهي مصدر الغداء فكل منزل لا يخلو مما يعرف بالراشن , من رز ودقيق وسكر وزيت وكل المتطلبات ولكن مع ارتفاع الدولار أصبحت المواد الغذائية في ارتفاع متزايد ووصلت إلى أن لا يتمكن بعض المواطنين من شرائها ويحرمون من الحصول عليها وينتظرون المنظمات والجمعيات الخيرية وفاعلي الخير من أجل التصدق عليهم , من الأشياء المؤسفة أن نجد أن أصحاب البقالات وخاصة التي تبيع المواد الغذائية بأنها تقوم بحساب كل المواد بالدولار وتقيس عليها الريال اليمني , والمواطن يظل يحسب كم سيشتري وكم سيبقى له من الراتب الذي ذهب كله في شراء جزء من المواد الغذائية والجزء الآخر يقوم بالاستلاف أو الدين حتى يتمكن من شرائها.
وحتى عندما هبط الدولار نقص سعر المواد الغذائية بنسبة بسيطة واستبشر المواطنون خيرا لكن كل هذا مرتبط بالعملة في ارتفاعها وانخفاضها وهذا غير ثابت ومحدد يتغير بتغير وضع وظروف العملة ومؤشراتها والضحية هي المواطن وحدة الذي انحرم حتى من الحصول على قوت يومه ومتطلباته الأساسية ويظل يسأل نفسه كل يوم هل سيتمكن من شراءها هذا الشهر أو القادم أم أنه سيصل إلى مرحلة الجوع في حال ارتفعت العملات مرة أخرى وواصلت الارتفاع.

*سعر الأدوية حرم العديد من المرضى من شراءه:

ضحية أخرى لغلاء الأسعار وارتفاع العملة هم المرضى اللذين يحتاجون للعلاج بشكل مستمر فكل الأدوية في الصيدليات أصبحت بسعر زائد عن ما قبل , وهناك مرضى ظروفهم المعيشية صعبة جدا ويحصلون على قمة العيش بصعوبة فكيف سيشترون الدواء وهو في ارتفاع وكلما تسأل صحاب الصيدلية أو العامل فيها عن الأسباب يجيب أنه يشتري الدواء من الشركات بهذا السعر وهو سيخسر في حال باعه بسعره السابق.
الأبشع من كل هذا أن هناك أمراض خطيرة ومرضى يحتاجون شراء كميات كبيرة من الأدوية وبمعدل يومي فكيف سيشترون الدواء وهو في سعر مرتفع وكيف سيوفرون حقه ويخصصون له ميزانية خاصة وهم يفكرون في كيفية الحصول على طعامهم فما بالنا في الدواء الذي أصبح في ارتفاع ويتحكم به ارتفاع وهبوط العملة.

*غياب دور الرقابة لضبط الأسعار في الأسواق والمحلات:

من العوامل التي تساهم بشكل كبير في الاستغلال الواضح الذي وصل إليه التجار والباعة وأصحاب محلات الصرافة هو غياب الدور الحقيقي للغرفة التجارية واللجان المسؤولة عن ضبط الأسعار في السوق لعموم المحلات الجارية والبقالات والسلع والمواد الغذائية على وجه الخصوص لأنها أهم ما يبحث عنه المواطن ولأسرته.
الحملات التي تقام بين الحين والآخر لضبط الأسعار ومحاسبة المخالفين دائما ما تفشل لأنها فقط آنية أو لأيام محددة فقط ولا تستمر لفترات طويلة أو يكون هناك محاسبة حقيقية لكل من يقوم برفع الأسعار أو التلاعب بها , وكثير من المواطنين قدموا شكاوى كثيرة وبلاغات عن محلات تجارية أو بقالات لا تلتزم بالسعر التي تم تحديده في قائمة ضبط الأسعار التي أصدرها محافظ عدن والخاصة بالمواد الغذائية منها الدقيق والسكر وغيرها ولكن لم يتم الالتزام بها أبدا وحجة التجار هو عدن ثبات سعر الصرف الذي يتغير كل يوم وتتغير معه الأسعار في البيع والشراء.

*ارتفاع وانخفاض العملات يسبب العديد من الثغرات فكل شيء مرتبط بها الأكل واللبس والمواصلات والأدوية وكل الأغراض والسلع والمواطن يحتاج لكل هذا كل يوم ولها ارتباط مباشر على حياته , لذا هو يسأل دائما على سعر الصرف ومقارنته بالعملة المحلية وهذا ما سبب له كابوس يومي ينغص عيشته ويحرمه من شراء وامتلاك العديد من الأشياء ولكن إلى متى سيظل يتحمل كل هذه المعاناة وإلى متى ستظل العملة تتأرجح وتتحكم بحياة المواطنين دون أي رحمه.