تحليلات سياسية

الأربعاء - 18 مايو 2022 - الساعة 05:47 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .


لم تتوقف القوى اليمنية عن افتزازها لشعب الجنوب، خلال المنعطفات التي تمر بها البلاد، وبرغم أن الجنوبيين يعود لهم الفضل وحدهم في بقاء هذا القوى تمارس سلطاتها من العاصمة عدن، إلا أن تلك القوى تقفز على الواقع المفروض ما بعد العام 2015م.

طارق صالح، الذي دخل عدن على استحياء، بعد هزيمة علي عبدالله صالح، في المعركة التي أشعلها في صنعاء، مجدداً وجد طارق صالح نفسه على رأس سلطة وهمية، ظناً منه بأن هذه السلطة تمكنه من فعل ما يشاء في عدن.

غير أن التوافق الأخير الذي أفضى إلى تأسيس مجلس القيادة الرئاسي، تمخض عنه تفاهمات، يشكل رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي، حجر الزاية فيها، ولهذا السبب الوحيد، فإن الشعب الجنوبي، تغاضى عن تاريخ طارق صالح الدموي في الجنوب لصالح، الهدف الذي تسعى له الرياض وأبوظبي، من الحرب في اليمن، والمتمثل بعودة الأوضاع إلى ماكنت عليه قبل العام 2014م.

لكن إلحاح طارق صالح، على تشكيل لجنة للاحتفال بعيد الوحدة، جاء بمثابة القشّة التي قصمت ظهر البعير، وأجّجت الغضب الشعبي الجنوبي المدفون، ضد ممارسات طارق السياسية والعسكرية.

طارق الذي بات يتحدث باسم المحافظات الجنوبية متناسياً بأنه دخل إلى عدن كلاجئء فقط، أشار إلى أن: تشكيل مجلس القيادة الرئاسي أزال الكثير من سوء الفهم بين الفصائل اليمنية المقاومة لمن وصفهم بمليشيات الحوثي، ومن ذلك ما يتعلق بالوحدة اليمنية، وأن تكون عدن عاصمة لكل اليمنيين.

واعتبر طارق أن :الأخطاء التي رافقت الوحدة كانت في طبيعتها أخطاء فردية، لا يمكن أن تكون مبررا لدعوات التمزيق وهذا ما بات الجميع مقتنعا به، وخصوصا الإخوة من أبناء المحافظات الجنوبية.

تلك التصريحات التي تلقفتها كل القوى اليمنية على مختلف مشاربها ومأربها، بمن فيهم الحوثيين، حيث، جاء رد نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، فيما يشبه الهمس الدبلوماسي المتبادل مع طارق، قائلاً : عدن يجب أن تشهد احتفالات رسمية ومهرجانات خطابية وأن نرى عدن تبتهج فعلا بهذا اليوم الخالد، متابعاً : إذا حدث ذلك كنا أمام مجلس يحاول مشاركتنا الحرص على تثبيت الوحدة وهذا ايجابي.

وفي أوّل ردّة فعل جنوبية، تداعت قيادات الجيش والأمن الجنوبي، لتدارس الرد على هذه الدعوات، والبداية كانت في توجيه رسالة سلمية إلى رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، تتضمن طلب العزوف عن استفزاز الجنوبيين، لكن هذه الخطو في حال قوبلت بالرفض، فإن قوات المقاومة الجنوبية بالمرصاد لمنع أي تحركات للاحتفال بهذا اليوم الذي يشكل شؤم لكل جنوبي.