عرض الصحف

الأحد - 02 أكتوبر 2022 - الساعة 10:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/إرم نيوز:

تصدر انسحاب القوات الروسية من بلدة إستراتيجية شرق أوكرانيا، عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة الأحد، فيما وصفته بـ“أكبر انتكاسات“ موسكو، وتحد لجهود الرئيس، فلاديمير بوتين الحربية.

يأتي ذلك فيما دعت الصحف الغربية إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، وذلك من أجل الحفاظ على استقلال أوكرانيا قبل اجتياح القوات الروسية البلاد في الشتاء.

ليمان الأوكرانية وانتكاسة جديدة لروسيا

سلطت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الضوء على التطورات الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية في أعقاب ضم موسكو أربع مناطق محتلة، وقالت إن بلدة ليمان شرقي البلاد شهدت قتالا مستعرا بين طرفي النزاع، حيث تقاتل القوات الأوكرانية للسيطرة الكاملة على البلدة الإستراتيجية.

وذكرت أن القتال استمر حول البلدة طوال السبت، على الرغم من مزاعم الروس بالانسحاب من المدينة، وأن فقدان ليمان وهي مركز مهم للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، ضربة أخرى لجهود موسكو الحربية.

وأضافت أن ”روسيا احتفظت بعدة آلاف من القوات في البلدة، وأظهر القتال المستمر أن بعض هؤلاء الجنود إن لم يكن معظمهم ربما ظلوا محاصرين. تصطف على الطرق المؤدية إلى ليمان هياكل محترقة من الدبابات الروسية والمدرعات، وجثث جنود روس ملقاة على الجانبين“.

وتابعت أنه ”لم يتبق سوى القليل من القرى المجاورة ولم يبق منها أي مدني. كما تكبدت القوات الأوكرانية خسائر كبيرة في الأرواح. طوقت كييف منطقة ليمان من الشمال والجنوب. القوات الأوكرانية التي تجاوزت المدينة تضغط أكثر شرقا، نحو منطقة لوغانسك القريبة، في مواجهة التعزيزات التي أرسلتها روسيا“.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس انسحاب قواتها من ليمان، لكن نائبة وزير الدفاع الأوكراني، حنا ماليار، قالت على وسائل التواصل الاجتماعي إن القتال في المدينة مستمر، محذرة من ”الاحتفالات“ المبكرة.

وأفادت الصحيفة بأن خسارة ليمان تمثل ضربة كبيرة أخرى للجهود الحربية التي يبذلها الكرملين، بعد شهر خسروا خلاله آلاف الأميال المربعة من الأراضي، وأن الهزائم قد أثارت الاتهامات في روسيا، حيث طالب القوميون المتشددون بتحميل كبار الضباط العسكريين في البلاد المسؤولية.

وأوضحت أن محاولة روسيا الانسحاب من ليمان تقوض مزاعم الرئيس، فلاديمير بوتين، بشأن الأراضي الأوكرانية المحتلة التي أعلن ضمها، الجمعة، في خطوة لقيت تنديدا غربيا واسعا. وكان بوتين أعلن أن المناطق المنضمة لروسيا سيتم الدفاع عنها ”بكل الوسائل“ إذا تعرضت لهجوم.

تحد بيروقراطي

في السياق، نقلت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية عن تقرير صادر عن ”معهد دراسة الحرب“ زعمه أن السلطات الروسية ستكافح من أجل إقامة ”هياكل حكم“ على المقاطعات الأوكرانية الأربع التي ضمتها، وهي: دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا بسبب ”عدم الكفاءة البيروقراطية“.

وحسب التقرير، فإنه ”من المحتمل أن يكون بوتين سارع بضم هذه الأراضي قبل اتخاذ قرارات إدارية أساسية بشأن الحدود والحكم. لذلك لم يضع المسؤولون الروس سياسات أو شروطًا واضحة للإدارة السليمة، وأن تنظيم الحكم لهذه الأقاليم الأربعة التي تم ضمها قسرا سيكون تحديا بيروقراطيا لأي دولة بعد أن قامت القوات الروسية بشكل منهجي بقتل أو اعتقال أو طرد المسؤولين الأوكرانيين الذين كانوا يديرون الإدارات الإقليمية سابقا“.

وأردف أن ”عدم الكفاءة البيروقراطية التي أظهرتها محاولة الكرملين للتعبئة الجزئية للرجال الروس تشير إلى أن البيروقراطيين الروس سيكافحون بالمثل من أجل إقامة هياكل حكم على السكان المقاومين وغير الراغبين في المناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا“.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور آلان ميندوزا، المدير التنفيذي لـ“مركز أبحاث هنري جاكسون“، ومقره لندن، قوله ”يحاول بوتين إنهاء الحرب بمكاسب إقليمية ملموسة، لأنه في نهاية المطاف، سيكافح من أجل البقاء سياسيا بعد المزيد من الإحراج في ساحة المعركة“.

الهدنة السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة

على صعيد متصل، ألقت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية باللوم على الغرب بسبب استمراره بالرهان على فوز أوكرانيا في حربها ضد روسيا، خاصة بعد خطوات موسكو التصعيدية الأخيرة، بما في ذلك عمليات الضم والتعبئة العسكرية للجيش.

ورأت أن العمل على وقف إطلاق النار سيضمن استقلال أوكرانيا، وأن إنهاء الحرب في أسرع وقت  سينقذ حياة عشرات الآلاف من الأوكرانيين ويمنع البلاد من اجتياح منتظر للقوات الروسية.

وقالت المجلة إنه بعد الاستفتاءات – التي وصفتها بـ“المزورة“ – التي أجراها القادة المعينون من قبل الكرملين أظهرت أن الأغلبية الساحقة أيدت الوحدة مع روسيا، مشيرة إلى أن قرار ضم هذه الأراضي سيؤدي إلى زيادة عدد سكان روسيا بحوالي 6 ملايين شخص ويمثل فعليا نهاية ما يسمى بـ“العملية العسكرية الخاصة“ لروسيا.

وأضافت في تحليل إخباري أن بدء حرب شاملة ضد أوكرانيا بعد التعبئة من المرجح أن تكون أكثر تدميرا ويمكن أن تشمل بعض الأسلحة الروسية القوية التي لم تستخدم بعد، ما يدفع أوكرانيا في النهاية المطاف إلى الاستسلام التام.

ولفتت إلى أنه ”في أعقاب الهجوم المضاد الأوكراني الناجح في خاركيف والذي أسفر عن تحرير نحو 6% من الأراضي التي تحتلها روسيا، يواصل القادة الغربيون المبالغة في تقدير فرص أوكرانيا بالفوز بالحرب“.

ونوهت إلى أن ”التقارير تشير إلى أن التعبئة الجزئية لبوتين لن تقتصر على 300 ألف جندي، كما زعمت الحكومة الروسية بشكل مضلل، بل 1.2 مليون جندي احتياطي سيتم استخدامهم لاجتياح أوكرانيا في هجوم شتوي مخطط قد ينهي استقلال البلاد في موعد أقصاه مطلع العام المقبل“.

واستطردت أنه ”لسوء الحظ، فإن احتمال حصول أوكرانيا على المزيد من الأراضي ضئيل للغاية، وحتى لو تحقق ذلك، فقد يؤدي ذلك إلى رد نووي روسي. من المحتمل ألا تكون أي زيادة في شحنات الأسلحة الغربية إلى كييف كافية للحيلولة دون إغراقها بالزيادة الهائلة في عدد القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا“.

وحذرت المجلة من أن الزخم في الحرب على وشك التحول بشكل نهائي لصالح روسيا، وأن الوقت حان لتحقيق مكاسب ملموسة تضمن حق أوكرانيا في التفاوض، وذلك بعد أن حررت كييف أربع مناطق من أصل ثماني مناطق تحتلها موسكو“.

وبينت أن ”هناك طريقة واحدة فقط يمكن للغرب من خلالها منع أوكرانيا من الهزيمة في ساحة المعركة خلال الأشهر العديدة المقبلة وتجنب حدوث صراع نووي مع روسيا؛ وهي العودة إلى الدبلوماسية، في حين يحتاج الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار والتوصل إلى هدنة لإنقاذ أوكرانيا، وضمان أمنها، والحفاظ على استقلالها السياسي والاقتصادي مع السيطرة على 81% على الأقل من أراضيها“.

وأكدت أنه ”من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة أن تتفاوض روسيا وأوكرانيا على وقف دائم لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن وتجنب تصعيد نووي محتمل، ويجب على إدارة بايدن أن تعرض عدم تنفيذ عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا، والتوقف عن إرسال المزيد من القوات إلى أوروبا الشرقية، وتعليق المساعدة العسكرية لأوكرانيا مقابل وقف روسي فوري ومستدام لإطلاق النار“.

وختمت ”ناشيونال إنتسرت“ تحليلها بالقول إن ”تخفيف العقوبات في أعقاب اتفاق السلام من شأنه أن يوفر الإغاثة الاقتصادية لملايين الأمريكيين الذين يعانون من الركود الناجم عن العقوبات الغربية ضد روسيا“.