كتابات

الثلاثاء - 16 مايو 2023 - الساعة 10:10 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص:

كتب : سعيد بكران

ازمة الوحدة كانت بالضبط في بنية وشكل ومضمون وهوية ومفهوم الدولة في صنعاء ورفض حكام صنعاء لاعادة صياغة الدولة على اسس دستور الوحدة وقوانين الدولة الوطنية الحديثة .

خرج الجنوب من الشراكة بالحرب وخرجت هوية الدولة التي حاولت ان تحدث التغيير في حكم صنعاء من دولة مراكز النفوذ القبلي المتخلف والاسلامي المتطرف الى دولة النظام والقانون والحداثة .

بعد خروج الجنوب فشلت صنعاء في اقامة الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون والعدل والمساواة والحداثة .

وكأكبر دليل يثبت صوابية الموقف الوطني الجنوبي الذي رفض التعايش مع حكم صنعاء خرجت ثورة التغيير في فبراير 2011 في صنعاء نفسها بعد حوالي ٢١ سنة من محاولة الجنوب الفاشلة لاحداث التغيير .

فشلت ثورة التغيير هي الاخرى في احداث اي ثغرة بجدار الحكم وشكل الدولة وفرض حكم القانون والعدالة الاجتماعية والمساواة ..وكانت النتيجة أسوأ حيث ذهبت صنعاء لمزيد من الرجعية الدينية والقبلية وفرضت حكم الولاية والتمييز العنصري .

حرب صيف 94 وماجرى بعد هزيمة المحاولة الجنوبية من ظلم واستيلاء وتهشيم لبنيان الدولة في عدن وطرد للكوادر وتسريح للجيش والامن مجرد نتائج لغياب معنى الدولة الوطنية العادلة دولة المؤسسات والنظام والقانون في صنعاء .

وبما ان المعالجات تنطلق من عدن اليوم فهذا دليل آخر على ان صنعاء بعيدة جداً عن مفهوم الدولة كانت ومازالت بل هي اليوم ابعد .

اما الحديث عن ان هذه المعالجات التي فقدت اهميتها مع الزمن هي معالجة لأزمة الوحدة فهذا خداع وتضليل آخر يدل على تمسك بحماية رفض صنعاء والشمال عموماً لمشروع الدولة الوطنية الحديثة والعادلة .

الغريب اليوم ان اصحاب ثورة التغيير الفبرايرية الفاشلة برفض صنعاء للتغيير والذين شردتهم صنعاء كما فعلت بالجنوبيين واستولت حتى على منازلهم يطالبون الجنوبيين الذين سبقوهم في جهود العمل على التغيير بعشرين سنة وفشلوا ان يحافظوا على الوحدة مع صنعاء التي ذهبت بعيداً عنهم هم قبل ان تبتعد عن الجنوبيين التواقين لقيام دولة حقيقية يسودها النظام وجيش نظامي وطني العقيدة وقانون حديث عادل مع كل الطبقات .