ادبــاء وكُتــاب


14 فبراير, 2019 10:55:36 م

كُتب بواسطة : صالح الداعري - ارشيف الكاتب





ما تعانيه بلادنا والبلدان المتخلفة من حروب ونزاعات دائمة بمسميات مختلفة، دينية ومذهبية، حزبية، وعرقية، مناطقية، وطائفية ،سببها الجهل المستشري في تلك المجتماعات نتيجة غياب التعليم وتدني المستوى الثقافي لتلك الشعوب، مما ترك فراغا كبيرا في اوساط المجتمع تم استغلالة من قبل جماعات متطرفة للتحريض ضد بعضها وضد جماعات اخرى وضد السلطة نفسها



لا يمكن لاي مجتمع ان يتجاوز الصراعات والحروب العبثية، واحداث نهضة تنموية شاملة، الا بالعلم ،فان وجد العلم رفع الجهل وغاب التعصب فالمجتمع المتعلم يعي اين تكون مصلحته ويدرك مردود النزاعات والحروب والتعصب على بلاده، وانها لن تجلب للمجتمع الا الفقر والتخلف والدمار.



فبالعلم يرتفع المستوى الثقافي للشعوب، وبالتالي سيحتكم غالبية الشعوب للتشريعات والقوانين، بدلا عن استخدام القوة والتعصب. ،والدليل على ذلك الدول المتقدمة التي تتمتع بثروات فكرية جعلتها تتصدر دول العالم تقدما في كل المجالات وبالمقابل نرى كيف حال الدول المتخلفة وكيف حال التعليم فيها، مع انها غنية بثرواتها الطبيعية.


ولناخذ على سبيل المثال بلادنا، التي تعاني من صراعات عبثية بعناوين مختلفة، مذهبية ، مناطقية ،قبلية الخ، فكل مذهب اوجماعة اسلامية ترى باانها هي من تمثل الاسلام الصح وغيرها على ظلالة ويجب جهادها فقتالها ابدئ من قتال اليهود والنصارى الغاصبين


"مناطقيا" يرى البعض انفسهم درجة اولى لانهم ينتمون لمنطقة او محافظة معينة، وغيرهم درجة ثانية وثالثة الخ.


"قبليا" يرى البعض انهم هم من اصل وفصل رفيعين لانهم ينتمون لقبيلة معينة ،وهم من يستحقون ان يكونوا مشائخ وقادة وان الاخرين هم فقط خلقوا ليكونوا رعية يأتمرون بامرهم


"سلاليا" واولئك يدعون احقيتهم في الحكم لانهم ينتمون لسلالة رسول الله صلى عليه وسلم


كل من ذكرناهم اعلاه يعتقدون مجتمعون بان هناك بعض شرائح المجتمع ناقصون لانهم من اسر معينة كان اجدادهم يزاولون حرفا معينة، صنفوها الاستعلائيون هزيلة وان كانت تلك الاسر افضل منهم استقامة وعلم وعمل وتلك الطبقة المهمشة وكل من ذكرناهم من الاستعلائيين ينظرون للسود المهمشين بانهم ناقصي عقول والسبب فقط لان بشرتهم سوداء ،وان كانوا افضل مماذكرنا استقامة وعلم وثقافة وكل من ذكرنا من سادة ومشائخ وقبائل ومناطق وطبقات ومهمشين يعتقدون بان المراة ماهي الا بهيمة وانما خلقت سلعة للرجل يتصرف فيها كما شاء، وكيفما شاء.


مجتمع متناقض عنصري استعلائي دكتاتوري متكبر السيادة والريادة للاقوى نسبا وحسبا وقبيلة ومال وان كان فاسدا ،جاهلا، مرتزقا، متخلفا ولا مكانة فيه لمن ليس لديه قبيلة او مال او جماعة تسانده وتشد من ازره ،ايا كان علمه وثقافته ووطنيته واستقامته واخلاقه.


الوضع في بلادنا لن يستقيم الا بثورة اخلاقية تعليمية ثقافية شاملة تنفض غبار ما ذكرناه اعلاه من عنصرية ومناطقية ومذهبية واستعلاء تزيل كل الفوارق بين الطبقات ،وتضع الامور في نصابها الصحيح، وان تكون الافضلية والاقدمية في الحكم والعمل ،لذوي العلم والكفاءة والنزاهة والاخلاص فبهذا ،نكون قد وضعنا اقدامنا في الطريق الصحيح،على طريق صنع غد مشرق لنا ولاولادنا خالي من الحروب والنزاعات والاحقاد.



ما ذكرناه اعلاه ينسجم تماما مع تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف وكل الشرائع السماوية والقوانيين الوضعية فان لم نمتثل لذلك اليوم سنعود اليه غدا ،ولكن بعد فترة هوان وضياع وانهار من الدماء سفكت وتسفك من غير وجه حق ولن يرحم الله كل من سعى لتجهيل المجتمع وحرمانه من التعليم كي يظلوا اتابعا لهم لانهم يعلمون بان العلم سيضع حدا للتمييز بين ابناء الوطن الواحد وان الناس متساوون في الحقوق والواجبات ،وانه لافرق بين عربي على اعجمي ولا اسود على ابيض الا بالتقوى