ادبــاء وكُتــاب


09 سبتمبر, 2019 08:42:29 م

كُتب بواسطة : عبدالقادر القاضي - ارشيف الكاتب


بعد أحداث فتنة 86 م المؤسفة التي ذهبت ادراج الرياح ،، تم تفتيش عدن بيت بيت وحضرت الدولة بنظامها وكل مواطني العاصمة عدن تعاونوا مع رجال الأمن حينها بكل رحابة صدر .

ولمن لا يعلم ايضآ عملية التفتيش أعلن عنها رسميا وطلب من المواطنين التعاون مع رجال الأمن وتسهيل مهامهم ،،

واتذكر وقتها كنت انا بالصف السابع تقريبآ واتذكر انه في وقت الظهيرة توقفت السيارة المدنية ( اللادا ) التابعة ( لأمن الدولة ) بجانب بيتنا وبيت الخطيب وحسن خميس والفنان عوض احمد وبيت السقاف مرت علينا بيت بيت بكل احترام وادب .

أربعة أفراد لابسين بدل السفاري الحزبية آنذاك وكانوا في الغالب رجال أمن دولة وسلاحم مسدسات شخصية في جانب البنطلون مع حرصهم على تغطية السلاح لكي لا تكون مرئية ( تقدر تقول رجال أمن محترفين ) .

لافي طقومات ولا 7_12 ولا دوشكات ولا مبقبين ومعترضين على الحملة،، لان غالبية المجتمع الجنوبي آنذاك وخاصة سكان عدن لديهم من الوعي المجتمعي ما يمكنهم من فهم الامور وضروراتها لسلامة وامن المجتمع .

وبالمقابل ايضآ كانت الجهات الأمنية آنذاك لم تفرغ من محتواها ومن كوادرها كما حدث بعد حرب 94 م كانت هي بالمقابل تجيد التعامل بلياقة وادب بل واحترام وحرفية عالية .

أتذكر تفتيش بيتنا في بلوك 22 على الشارع العام ( رئيسي ) دخلوا إلى 2 إلى البيت بعد أن القوا السلام وتبسموا في وجوهنا و2 ذهبوا إلى الحوش في احواض الطين اللي مزروع فيه ورورد وشجرة رمان قدها محنطة والسائق ظل في السيارة.

اسقتهم الوالدة رحمة الله عليها ،، اسقتهم ماء ومشيت انا واخواني قدامهم نوريهم مداخل البيت ،، وللامانه كانوا فقط يمرون كالطيف من امام أبواب الغرف ثلاث غرف فقط وتركوا اربع غرف اخريات دون حنى أن يمروا عليها ..

واتذكر امي رحمة الله عليها كانت تقوله يا بني لو تشتي تفتش الكبت فتش يا قلب امك مافي لوم عليكم يابني هذا شغلكم وااجبكم. .. فكان الرد ،،

لالا يا والده الله المستعان نحنا نعرف وجوه الناس ونعرف بيوت الناس ويكفينا شربة المي هذي،، انما قده أمر لابد منه والمسامحة منك يا امنا ..

وخرجوا إلى زملائهم في الحوش كان معاهم حدايد طوال يغرزوها بشكل عشوائي في طين الزرع يفتشوا لو في صوت صلب او ماشابه تحت الطين.
واشاروا لهم بأن يتجهوا إلى البيت المجاور لنا وهو بيت عم عوض اليافعي ثم بيت الأستاذ العصار وهكذا دواليك .

خلال أسبوعين فقط تم تمشيط عدن كلها بيت بيت دار دار زغطوط زغطوط .
الدولة حاضرة والشعب متعاون والامن محترف بامتياز ،،

ولم نسمع اي اعتراضات او وقفات
او اعتصامات مثل التي تحدث الان وتطالب بوقف التفتيش وسط غابة من السلاح المنفلت وبالأخص المتوسط والثقيل والمقذوفات النارية مثل الRBG والصواعق ومادة ال C4 وقذائف ومواسير مدافع الهاون بمختلف احجامها وابعادها.

نأمل ان يتم تدريب وتأهيل عناصر أمنية من الشباب لمتعلمين يأخذوا دورات مكثفة بكيفية التخاطب مع الإنسان المدني الذي هو الداعم الأول لرجل الامن أخضعوا كل القطاع الأمني إلى دورات تدريبية مكثفة ليستطيعوا كسر حالة النمطية في التعامل الأمني .

.
.
عبدالقادر القاضي
أبو نشوان