ادبــاء وكُتــاب


08 يوليه, 2018 01:11:16 م

كُتب بواسطة : عبدالقادر القاضي - ارشيف الكاتب


اي متابع لخطابات قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي التي ألقيت اليوم سيلتمس شيئين مهمين وإشارات واضحة لا يخطئها إلا مكابر أو غشيم .

الأول :

ان المجلس الانتقالي في كل خطاباته المكتوبة والمقرؤه ومنذ إعلان عدن التاريخي 4 مايو يؤكد مرارآ وتكرارآ على تمسكه بشرعية الرئيس هادي ويوجه كل اللوم على حكومة الفشل .

هذه نقطة سياسية بامتياز تحسب للمجلس وقيادته وهي بمثابة إعلان متكرر ينحي جانبآ الرئيس هادي من أي خصومة مباشرة ،، كما تحب بعض الأطراف أن تجعل الأمر يصل إلى هذا الصدام التخاطبي ثم يبدأ الانتقال إلى فخ التصادم الفعلي والحقيقي ليجروا الجنوب إلى صراع جانبي .

إنما كافة خطابات او لقاءات قيادات المجلس تؤكد ان محور الخصومة والاختلاف في المرحلة الحالية ترتكز في حكومة فاشلة شكى منها البشر والحجر والشجر في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت وكل كل الجنوب يشكي ويذل .

حكومة وجهها فقط مؤتمري جنوبي متلون لكن عقلها واطرافها إصلاحي اخواني بامتياز ولم يعد ذلك سرآ على أحد ... وكذاب اللي بيقولك أن الإصلاح غير متغلفل في هذه الحكومة بل هو من يسيرها.

ولذلك تجده كمجلس يرسل الإشارات تلو الإشارات للرئيس هادي ليعلمه بطريقة أو بأخرى أن الخصم للجنوب وشعبه في الوقت الحالي وامتداد لما سبق هو حزب الاصلاح الاخونجي ومن قبله مرتزقة المؤتمر العفاشيون ..

فكل خطاب للانتقالي تجدهم يحيدون الخصومة عن الرئيس هادي ويحصرونها في حكومة فاشلة كسيحة لا تحبل ولا تلد ولا حتى تبيض .

وهو خطاب سياسي مرن ومتزن ومحترم ويعرف أين يرمي سهامه حتى وإن حاول الإصلاح أن يتدثر بشرعية الرئيس هادي وان يمرر مشاريعه التي يريد أن يسيطر فيها على الجنوب مرة أخرى من خلال تغلغلة في مفاصل الشرعية ..

وفي كل مرة يكون الخطاب السياسي الانتقالي أكثر ذكاء ومرونة بأن ينزع عنهم ذلك الرداء الشرعي الذي يتوارون فيه .. ليعريهم أمام الجميع فوق ماهم اصلآ متعريين .

الثاني :

ان المجلس الانتقالي له خطاب رديف للخطاب المخملي التسامحي الذي قد يضنه الإصلاح انه ضعف أو مجرد تودد ..

ليأتي خطاب آخر من قيادي مرادف له يقول ويحذر الحكومة وإصلاحها المتغلغل فيها كالسرطان وفاسديها ومرتزقتها واقلامها الملمعة لها المحرضة على الجنوب والجنوبيون ...

يأتي خطاب رديف يعكس القوة والثقة يقول لهم من أن الجنوب بات اليوم يملك قوته من جميع ابناءه وليس كما يحاولون أن يستخفوا بها أو أن يقللوا من شأنها كقوة جنوبية ضاربة موجودة على أرضها فعليآ ،، ليزرعوا مصطلحات قذرة ومسميات اقذر ليبنوا بين الجنوبيون أنفسهم خلافات تشغلهم وتأخرهم عن استعادة الحق في الأرض والسيادة .

ولم تعد سياسة التحريض الإعلامي وزرع الفتن والتشكيك والإحباط التي أرادوا لها أن تتغلغل في قلوب أبناء الجنوب ليتفتتوا ويختلفوا فتذهب ريحهم بينهم سدى .. فياتون هم ليقطفوا الثمار ..

لم تعد تلك السياسات البالية المهترئة تأتي أكلها لأن حرب 2015م خلقت وعي مجتمعي جنوبي لم يعد يتقبل تلك الافخاخ والاشراك التي يراد لهم أن يقعوا فيها ثم بعد ذلك تسهل قيادتهم كقطيع .

خطابات استمعت لها .. وحاولت أن استشف منها ماهية سياسة الانتقالي التي ينهجها في خضم هذا الاشتباك السياسي المعقد بعقد حزب الاصلاح والشائك بشوك احزاب الصبار .

فوجدت من خلال قراءة مجردة من أي تبعية أو تعصب أن الانتقالي استطاع أن ينتقل إلى الخطاب السياسي الرصين البعيد عن الفنتازيا والشطط والعمل الارتجالي الفردي .. لكنه يظل خطابآ لايخلوا من القوة والثقة بعدالة القضية ..

خطابات كانت موفقة في تحديد الخصومة وتحديد مكانها بشكل مباشر لايقبل التأويل وهي مع الحكومة التي لم توفر دقيقة فيما مضى لتستفز المجلس وتستفز الشعب كله في الجنوب ولتمارس طقوس التعذيب عليهم والتفنن فيه من انعدام كهرباء وانقطاع مياه وطفح مجاري .

بل والتفنن في التنصل من المسؤلية فتقوم أقلام الاسترزاق بشيطنة المجلس والجنوب والقضية والشعب والمقاومة وتحميلهم المسؤولية وكأنهم على رأس الحكومة ورأس الإيرادات .!! وبكل وقاحة وصفاقة يبرؤون ساحة الحكومة .

خطاب موفق .. وعمل سياسي منظم .. وقوة تواجد وحضور قلما أفتقر لها الجنوبيون منذ زمن ..

ولطالما ازعج حزب السرطان الإصلاحي لما هو عليه غالبية أبناء الجنوب من التفاف شعبي كبير حول هذا المجلس ... أو أي مجلس طالما وأنه سيتكلم بأسم الجنوب وشعبه أو السواد الأعظم منهم حتى نكون دقيقين وغير مسترسلين بالكلام .

قد تكون الأمور صعبة .. والحال وصل بالناس إلى منتهاه من جميع الأطراف ...

إنما في كل مرة اتفاجىء بمستوى راق من العمل السياسي ... يرافقة من خلفه قوة تجعل للكلم وزنآ ويحسب لها الف حساب .

حان الوقت لأن يمد الجميع يده للجميع .. والجنوب ليس ملك فئة أو جماعة أو قبيلة أو عرق ..

الجنوب فيه شعب يجب على الجميع أن يحترم تضحياته وصبره وشقائه .