تحقيقات وحوارات

الجمعة - 23 أغسطس 2019 - الساعة 03:58 م بتوقيت اليمن ،،،

(تحديث نت ) الاتحاد


أكد المحلل السياسي ورئيس مركز «عدن للدراسات والبحوث» حسين حنشي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دوراً محورياً وبارزاً في إطار التحالف العربي من أجل نصرة اليمن وإنقاذه من الهيمنة الإيرانية التي كانت تقودها ميليشيات الحوثي الإرهابية على الأرض.
وأوضح حنشي في حديثه لـ«الاتحاد» أن «الدور الإماراتي في التحالف العربي والمعركة العربية ضد المخططات الإيرانية فاق التوقعات وأكثر التزاماً والتصاقاً بالدور السعودي من أجل نصرة أشقائهم سواء في اليمن وباقي الدول العربية الأخرى»، مشيراً إلى أن السعودية والإمارات تمثلان ثنائياً فاعلاً على الأرض وفي الخطوط العسكرية وعلى الخط السياسي والتنموي والإغاثي.
وأشار حنشي إلى أن الإمارات كانت السابقة في تنفيذ أهداف التحالف العربي بدءاً من دعم الشرعية وإعادة الدولة اليمنية وتصحيح المسار السياسي لحل الأزمة في البلد بعد انقلاب ميليشيات الحوثي وسيطرتهم على السلطة وبدء اجتياحهم للمحافظات.
وأوضح أن القوات المسلحة الإماراتية كانت أكثر فاعلية في قتالها ضد الحوثيين والأكثر تواجداً على الأرض إلى جانب تبنيها أهداف استراتيجية للتحالف من تدريب وتأهيل وتسليح الجيش والأمن وتسليمه زمام الأمور لمقاتلة الحوثيين من مأرب شمالاً وصولاً إلى عدن جنوباً، حيث كانت قياداتها وضباطها وجنودها في كل الجبهات كتفاً بكتف مع أشقائهم اليمنيين من أجل تحقيق الانتصارات والوصول إلى الأهداف الاستراتيجية التي وضعها التحالف العربي لإيقاف التمدد والتوسع الإيراني في اليمن.
وأضاف رئيس مركز «عدن للدراسات والبحوث»، أن الإمارات الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات المقدمة للشعب اليمني وهو ما يدل على استجابتها الإنسانية الكبيرة وحرصها على إنعاش المناطق المحررة بالمشاريع والإغاثة ومستلزمات عودة الحياة فيها، وأوضح في إطار حديثه لـ«الاتحاد» أن الإمارات في إطار التزامها بأهداف التحالف العربي تجاه الأزمة اليمنية عسكرياً وإغاثياً وإنمائياً خطوة استراتيجية من أجل إرساء الاستقرار والسلام وإجبار الحوثيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتجاه نحو الحل السياسي، مشيراً إلى أن ما حققته دول التحالف العربي مثل أساساً تنموياً وإغاثياً للحكومة للاستناد عليها في إعادة بناء الدولة.
وقال حنشي: «إن التحالف العربي لا يزال صلباً خصوصا في ظل التنسيق والتشاور الدائم من أجل تحقيق كامل الأهداف الرامية لحل الأزمة اليمنية وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران وإرساء الأمن والاستقرار في اليمن»،
موضحاً أن صلابة التحالف تأتي من بعدين أولهما قانونية وعدالة القضية التي يدافع عنها والبعد المحلي اليمني والقومي العربي في إيقاف التوسع الإيراني في المنطقة، في حين يمثل البعد الثاني متانة العلاقة الإماراتية السعودية وإيمان قيادتيهما بما يقومان به سويةً والتزام كل منهما للآخر وهذا ما تعكسه الانتصارات المحققة عسكرياً وإغاثياً وتنموياً وفي محاربة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار.
وأشار رئيس مركز «عدن للدراسات والبحوث» إلى أن الإمارات لعبت دوراً ريادياً في جانب محاربة الإرهاب بدءاً من بناء القدرات للقوات الأمنية اليمنية وتأهيليها وتقديم الدعم اللازم لها للقيام بمهامها في التصدي لعناصر «القاعدة» و«داعش»، موضحاً أن الدعم المقدم من الإمارات أسهم بشكل كبير في درء خطر الإرهاب على المحافظات المحررة إلى جانب تدريب الآلاف من الجنود عبر تشكيلات أمنية مختلفة حققت انتصارات نوعية في الحرب ضد الإرهاب.
وأضاف أن فرع تنظيم «القاعدة» في اليمن كان يمثل تهديداً كبيراً في اليمن وتمكنت عناصره من إعلان عدد من المدن إمارات ظلامية إلى جانب بروز تنظيم «داعش» وشن هجمات وعمليات إرهابية في المحافظات المحررة ما حتم على التحالف العربي التوجه نحو محاربة الإرهاب والقضاء على بؤره، مشيراً إلى أن الإمارات كانت سباقة في تحقيق هذا التوجه من خلال تدريب الآلاف من القوات اليمنية والتشكيلات الخاصة لمحاربة العناصر الإرهابية وتقديم الدعم المادي والعسكري اللازم للقيام بمهامها، حيث أسهمت تلك الجهود بتحرير مدينة المكلا وساحل حضرموت في أبريل 2016 ودحر خطر الإرهاب عن المحافظات المحررة بدءاً من عدن وصولاً إلى محافظات لحج وأبين وشبوة، حيث انتهت خطورة تلك العناصر الإرهابية في أقوى معاقلها وأصبحت لا تمثل خطراً.
وأوضح أن الإمارات التزمت أيضاً بإنجاح اتفاق استوكهولم وإسناد جهود الأمم المتحدة من أجل إنجاح الاتفاق الذي حظي بإجماع دولي، لافتاً إلى أن التحركات العسكرية في معركة الساحل الغربي والحديدة كانت العامل الرئيس في مباحثات السويد وإجبار الحوثيين على توقيع الاتفاق لإنجاح جهود الحل السياسي والوصول للسلام.
وأكد المحلل السياسي حسين حنشي، أن التزام الإمارات جاء كجزء من التحالف العربي الذي يسعى إلى تحقيق حل سياسي للأزمة اليمنية وإنهاء الانقلاب الحوثي والتمدد الإيراني، مشيراً إلى أن مبادرة الإمارات الأخيرة في إعادة الانتشار تأتي من أجل جهود إنجاح اتفاق استوكهولم والسماح للأطراف اليمنية بالجلوس لمناقشة الترتيبات لتنفيذ الاتفاق الذي لا تزال ميليشيات الحوثي تتنصل من تنفيذه. وقال إن «عملية تحريك القوات في مناطق اليمن الأخرى هي تكتيك عسكري، يخضع لمتطلبات الأمور سواء بزيادة عدد القوات في جهة معينة أو خفضها»، لافتاً إلى أن أي حرب يجب أن تكون مبنيه على استراتيجية عسكرية وإجراءات تكتيكية تسهم في تحقيق الانتصارات.
وأوضح أن قرار إعادة الانتشار للقوات المسلحة الإماراتية في الحديدة ومأرب جاء عقب تنامي القدرات العسكرية اليمنية وقدرتها على إدارة العمليات العسكرية في تلك الجبهات بفاعلية ودون الحاجة لأي مساندة خارجية، كما أن إعادة الانتشار يدفع بالتوجه نحو جبهات أخرى لدحر الأطماع الإيرانية التي تقودها الميليشيات الحوثية وهو ما حدث في الضالع التي حظيت بدعم واهتمام كبير من قبل القوات الإماراتية وإسناد جهود القوات المحلية لتحقيق انتصارات ساحقة وصولاً إلى عمق محافظتي إب وتعز المجاورتين للضالع.
وأكد حسين حنشي رئيس «مركز عدن للدراسات والبحوث» أن الاستفزازات الحوثية الأخيرة وشنها هجمات بطائرات مسيرة مفخخة ضد أهداف مدنية في السعودية تمثل أكبر خطر على العملية السياسية في اليمن وتكشف حقيقة الدور الإيراني خلف تلك الهجمات، موضحاً أن الأزمة اليمنية تقف خلفها إيران، وميليشيات الحوثي لا تختلف عن ميليشيات «حزب الله» اللبناني والجماعات المسلحة التابعة لطهران في العراق وسوريا فهي مجرد أدوات ومخالب لا غير في استراتيجية النظام الإيراني الذي يسعى للتمدد في المنطقة العربية وبسط نفوذه وتحقيق أجندته التدميرية.
وأشار إلى أن التحركات الحوثية وتكثيف ضرباتها ضد السعودية يعكسان حالة الحصار المفروضة على إيران جراء العقوبات الأميركية، موضحاً أن إيران تسعى من خلال هجمات الحوثيين إلى تخفيف الضغط المفروض عليها في محاولة للانتقام من التحركات الدولية تجاه الانتهاكات التي يمارسونها في المياه الدولية بالخليج العربي.
وقال إن «التحالف العربي حقق أهدافا استراتيجية بدءاً من إفشال مخطط إيران في السيطرة على كل تراب اليمن وضم باب المندب وخليج عدن إلى مضيق هرمز في الحرب التي تشنها ضد العالم»، لافتا إلى أن إيران سعت إلى استخدام اليمن كمنصة إيرانية جنوبية لضرب دول الخليج تزامناً مع مخطط مواز في العراق لتهديد الأمن القومي لدول الخليج.
واختتم رئيس مركز «عدن للدراسات والبحوث» بقوله «إن اليمن اليوم يعيش تحقيق أهداف استراتيجية بوساطة التحالف بدءاً من منع إيران من السيطرة على اليمن وإعادة الاستقرار، كما أسهم التحالف في إعادة بناء قوات الجيش والأمن في اليمن الذي بات يدير عملياتها بنفسه وعدم السماح للميليشيات بالعودة إلى المناطق المحررة وهو ما سيعجل بالتوجه نحو الحل السلمي وإنهاء الأزمة والانقلاب الحوثي».