اخبار وتقارير

الثلاثاء - 03 ديسمبر 2019 - الساعة 12:05 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث.نت

تحل الذكرى الثامنة والأربعون لليوم الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة، وهي تشهد تطورا كبيرا في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والسياسية والتمكين لمختلف فئات المجتمع، وتقدمت الامارات في العديد من المؤشرات التنموية على صعيد المنطقة والعالم.

الثاني من ديسمبر، يوم استثنائي في تاريخ الإمارات، وإحياؤه مناسبة لاسترجاع ذكرى المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه الآباء المؤسسين، الذين أرسوا قواعد قوية لدولة أبهرت العالم، بما حقّقته من نهضة حضارية شاملة، وبما وفّرته لمواطنيها والمُقيمين فيها، كما أكد رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في كلمة وجّهها عبر “مجلة درع الوطن” بمناسبة اليوم الوطني الـ48 للدولة.

وحافظت الامارات على موقعها في الكثير من المؤشرات الإقليمية والعالمية، بينما حققت تقدماً كبيراً في العديد من المؤشرات الأخرى، سواء في القطاعات الاقتصادية أو الاجتماعية أو العلمية أو البنية التحتية، حيث تبوأت، على سبيل المثال لا الحصر، المركز الأول عالمياً في مؤشرات عدة أهمها، مؤشر الدولة الأكثر استعداداً لتلبية متطلبات سوق العمل عالمياً، ومؤشر الدولة الأكثر جذباً للخبرات والمهارات العالمية، بحسب تقرير «ترتيب المواهب العالمية». كما حققت الإمارات نقلات نوعية في قطاعات حيوية ونجحت في إرسال أول رائد فضاء عربي وإماراتي إلى محطة الفضاء الدولية.

السرّ في نجاح الإمارات هو الوحدة؛ السياج الذي حمى دولة الإمارات وحافظ على موارد الإماراتيين ومكتسباتهم على مدى عقود.

العلاقات الخارجية

على الصعيد السياسي واصلت الدبلوماسية الإماراتية نجاحاتها على أكثر من صعيد، حيث تمكنت الدولة بفضل قيادتها الرشيدة ورؤيتها المتعلقة بالتضامن العربي، من تعزيز علاقاتها مع شقيقاتها الدول العربية الأخرى، وخاصة المملكة العربية السعودية، بينما نجحت الدولة في تنويع علاقاتها الخارجية، حيث تعززت علاقاتها الثنائية مع العديد من دول العالم، وخاصة الكبرى منها كروسيا والصين والهند، بينما حافظت على علاقاتها التحالفية مع الدول والقوى الكبرى الأخرى؛ كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول التي تتمتع معها الإمارات بعلاقات تحالف رسمية وغير رسمية.

كما عززت الإمارات من موقعها، كأهم مركز تجاري في المنطقة، فقد تحولت خلال السنوات الماضية إلى مركز مالي عالمي، وإلى نقطة ارتكاز حيوية لوسائل النقل والاتصالات بين القارات، وإلى مقصد سياحي عالمي يجتذب أهم المشاهير في مختلف المجالات، هذا بالإضافة إلى الإنجازات التي تحققت في مجال الخدمات كالتعليم والصحة، تلك التغيرات الكبيرة التي تم التحضير لها من خلال إقامة بنى تحتية تُعدّ من ضمن أفضل البنى التحتية في العالم.



اليوم يتعزز دور الإمارات في مسيرة التقدم ويتعاظم تأثيرها في محيطها الإقليمي والدولي، وتضرب المثل في إرادة التفوق والتميز، وتدخل إلى المستقبل بثقة وتفاؤل، ويتعمق إيمانها بأنها تسير على الطريق الصحيح. لا تترك الإمارات شيئاً للمصادفة، ولا تركن إلى ردة الفعل، كما يؤكد الشيخ محمد بن زايد،



قدرات عسكرية حاسمة

وحينما تتحدث عن بلدان الخليج العربي تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة، كأحد النماذج الاقتصادية الصاعدة التي حققت نسبة معتبرة من الرفاه لشعبها، والتي تسعى لحماية منجزاتها من أي اعتداءات محتملة عبر تعزيز قوتها العسكرية، وبمسؤولية إقليمية بأن تكون جزءًا رئيسيًّا من أمن الخليج العربي والاستقرار الإقليمي.

ويبدو واضحًا أن الإمارات العربية قد استثمرت بكثافة في تطوير قدرات قواتها المسلحة خلال العقدَين الماضيين؛ إذ نجحت بالفعل في إعداد واحد من أكثر جيوش المنطقة حداثةً وقدرةً.

وبخلاف إعطائها الأولوية للجانب الدفاعي، فهذا لا ينفي حقيقة امتلاك الإمارات قدرات هجومية حاسمة في مواجهة الخصوم المحتملين، ناهيك عمليات التطوير المستمرة، وسعيها لامتلاك أحدث المنظومات العسكرية في العالم، وطموح كبير للتفرُّد بوضع عربي في عملية التصنيع والتصدير العسكري.

وبشكل عام، ووَفق إحصاءات نشرها مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية لتقديرات عن العام الماضي 2018 حول الاتزان الاستراتيجي في المنطقة، فإن الإمارات تملك جيشًا يضم 63000 مقاتل، و421 دبابة معارك رئيسية “Battle Tanks“، ومئات المدرعات، وما يزيد على ألف ناقلة جنود، ومئات الأسلحة المدفعية، وما يزيد على 150 طائرة مقاتلة، و10 طاردات، وعشرات السفن الساحلية الحربية. ووَفق المصدر ذاته، فقد بلغ إجمالي نفقات الإمارات العسكرية في عام 2017 ما يقرب من 30 مليار دولار، أي تقريبًا ضعف ما أنفقته دولة مثل إيران في العام ذاته (16.035 مليار دولار).



المركز الاول عالميا

لا تتخذ الإمارات من مؤشرات النمو الاقتصادي، على أهميتها، معيارا وحيدا لقياس نجاح المشروعات الإنتاجية والخدمية، بل تقيس النجاح بما تكسبه تلك المشروعات لجودة الحياة من قيمة مضافة ملموسة، وبما تحدثه من نموّ متوازن ومستدام، وبما تخلقه من فرص عمل وتدريب وتأهيل.

ولا تقتصر جهود الإمارات على الداخل، فقد احتلت الدولة المركز الأول عالمياً في نسبة مساعداتها الخارجية من ناتجها المحلي الإجمالي.

كما قامت بدور رائد في التصدي للفكر المتطرف والقوى التي تدعمه أو تشجعه، وهي لا تكتفي بأن تقدم للعالم نموذجاً حياً على التسامح والتعايش بين العشرات من الجنسيات التي تنتمي إلى أديان وأعراق وثقافات مختلفة على أرضها، وإنما تتحرك إقليمياً ودولياً من أجل نشر وتعزيز ثقافة التسامح والحوار بين البشر من خلال جهد مؤسسي.

وقد كانت “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي وقعت أثناء زيارة بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر إلى الدولة خلال شهر فبراير 2019، بمثابة رسالة حضارية خرجت من أرض الإمارات إلى العالم.