عرض الصحف

الثلاثاء - 23 فبراير 2021 - الساعة 10:01 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/وكالات:

انخرطت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في تقديم تنازلات كبرى لطهران بحثاً عن إعادتها للالتزام بالاتفاق النووي، دون مقابل، أو نتائج تُذكر.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، اعتبرت تقارير إخبارية أن إيران رفعت وتيرة التصعيد للحصول على المزيد من التنازلات الأمريكية، معتمدة على موقف الإدارة الجديدة المناهض لسياسات الرئيس السابق دونالد ترامب.

لزوم ما لا يلزم
وفي "الشرق الأوسط"، قال نديم قطيش: "في إيران احتفالات مبكرة بما يروّج له النظام على أنه تراجعات أمريكية كبرى، وهذا مفهوم بعد سنوات من الإذلال العلني الممنهج الذي مارسته إدارة ترامب لنظام الملالي، وحاجة النظام لترميم بعض الهيبة والحضور".
واعتبر الكاتب أن رسالة الإدارة الأمريكية إلى الأمم المتحدة عن سحب قرار البيت الأبيض السابق إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران "بمثابة لزوم ما يلزم، حيث إنه لا توجد دولة من دول مجلس الأمن كانت معنية فعلاً برسالة ترامب، يشبه الأمر بيع إيران من كيسها، حيث أن إدارة بايدن تعطل قراراً لم تكن له أي مفاعيل حقيقية، في حين أن العقوبات الأخرى القائمة، التي لا يشي شيء بقرب التراجع عنها، كبدت إيران، باعتراف محمد جواد ظريف، ما يفوق التريليون دولار".
وللرد على تجاهل الإدارة الأمريكية لمواقف دول الجوار ومصالحها، شدد الكاتب على أن "المنطقة باتت تتحدث بلسان واحد، منطوقه يقول إن الاتفاق السابق مضر بمصالحها المباشرة، وتجاهلُ إدارة بايدن ذلك هو أقصر الطرق إلى حرائق الشرق الأوسط، خصوصاً أن دول المنطقة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تهديد مصالحها أو السماح لواشنطن بأن تقرر عنها ما يهدد أو يحمي أمنها القومي".

فخ بايدن
في صحيفة العرب اللندنية، قال علي الصراف، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قرر "أن يقع في فخ لم ينصبه له أحد، نصبه بنفسه فضحك الإيرانيون ملء أشداقهم" بدا لهم كمن يقطع غصناً من شجرة وهو على الطرف الفالت فعرفوا أنه غبي، وهذا ما كان".
وأضاف "عندما سُئل بايدن في إحدى أحدث مقابلاته هل ستلغي العقوبات على إيران قبل أن تمتثل لالتزاماتها بالاتفاق النووي؟ أجاب بكلمة واحدة، لا. ولم يُزد عليها، هذه الـلا أعطت انطباعين متضاربين، الأول أنه صارم، والثاني أنه لا يعرف ما يقول من بعدها".
وأشار الكاتب إلى أن بايدن يرى في إيران تهديداً نووياً، ولا يراها "دولة عصابة، دولة ميليشيات، دولة جرائم وانتهاكات، ودولة تهديدات من كل نوع آخر، وهي لا تحتاج لممارستها إلى سلاح نووي، يكفي أن تعطيها المال لتواصل ما تفعل وتنتعش".

نكتة احتواء إيران
من جهتها، قالت سوسن الشاعر في الوطن البحرينية إن "التفاوض مع إيران الإرهابية وهي الدولة التي حققت أكبر عدد من الاغتيالات خارج حدودها عن طريق دبلوماسييها بحجة احتوائها، ثم معاقبة السعودية والتشديد عليها لادعاءات بمسؤوليتها عن اغتيال واحد من معارضيها، أصبحت نكتة الموسم".
وأضافت أن "التناقض المفضوح وانعدام الحجة يتضح بعد أن عادت أوروبا والإدارة الأمريكية الجديدة لمغازلة إيران من جديد، مكملة ما توقفت عنه في السنوات الأربع الماضية بحجة الاحتواء ومنعها من تطوير برنامجها النووي، يكشف مدى استهانتهم بعقولنا".
وأوضحت الشاعر "إن كانوا يعدون اغتيال المعارضين في الخارج إرهاباً فبهذا القياس البطولة لإيران دون منافس، فهم يعرفون أننا نعرف أنهم يعرفون عن تفوق إيران على أي دولة في العالم بعدد اغتيالات المعارضين في الخارج، بل هم يعرفون أننا نعرف أنهم يعرفون أن إيران تستخدم مقرات وأعضاء بعثاتها الدبلوماسية لتنفيذ هذه الاغتيالات".
وأكدت أنه "منذ وصول هذا النظام إلى السلطة عام 1979، تورط في عمليات اغتيال ومؤامرات وهجمات إرهابية في أكثر من 40 دولة، وشملت حملته الإرهاب العالمية عن ما يقرب من 360 اغتيالاً مستهدفاً في دول أخرى، وهجمات بالقنابل أدت إلى مقتل وتشويه المئات".

دون ردع
في صحيفة الشرق اللبنانية، قال خير الله خير الله: "خلاصة الأمر أن إيران تريد من الإدارة الأمريكية الجديدة رفع العقوبات التي فرضتها عليها الإدارة السابقة، والعودة إلى الاتفاق النووي، هل هذا ممكن؟ هل يمكن لإدارة جو بايدن أن تستسلم للشروط الإيرانية؟ هذا ما يبدو على المحك هذه الأيام".
وأضاف "يبدو أن إيران تتابع ممارسة لعبة التصعيد ما دام ليس هناك من يردعها، تبدو مصرة على ذلك الحصول على مزيد من التنازلات الأمريكية من خلال التشديد على أن واشنطن تعمدت تمزيق الاتفاق النووي من جهة، وفرض سياسة العقوبات القصوى من جهة أخرى".

وأضاف "ترفض إيران الاعتراف بأن العالم تغيّر بين 2015 و2021، وأن الموقف الأوروبي صار واضحاً في ما يتعلّق بضرورة توسيع إطار أي اتفاق جديد يتناول الملفّ النووي الإيراني"، مشيراً إلى قناعة أمريكية بالعودة إلى اتفاق 2015، لكن بعد توسيعه ليشمل الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة لدى إيران فضلاً عن سلوكها في المنطقة.
وأردف الكاتب "الواضح أن الإدارة الأمريكية الجديدة عند مفترق طرق، والأكيد أن الدبلوماسية تبقى دائماً أفضل من الحرب، تغليب الدبلوماسية على الحرب واجب، ولكن هل هذه حجة كافية لتستسلم أمريكا أمام إيران؟".