اخبار وتقارير

الأربعاء - 10 مارس 2021 - الساعة 10:52 م بتوقيت اليمن ،،،

كتب / محمد علي العولقي .


لا يمكن أن تذهب إلى أي مكان عام أو خاص في مجالات المنطقة الوسطى، دون أن تسمع حديثا مفتوحا ذا شجون مليئا بالضجيج حول بطولة (تحديث ليج) لفرق المنطقة الوسطى ..

لا يتوقف الحديث عن الإبهار الذي غلف افتتاح دور الثمن نهائي على ملعب الشيخ (عبدالله الحامد) بالعين، وهو الملعب الذي سيستضيف جميع الأدوار اللاحقة حتى مسك الختام ..

حضرت مهرجان الافتتاح ، كان مهرجانا كرنفاليا شبابيا فجر في داخلي الكثير من أصداء العيد، ولأول مرة منذ زمن بعيد فرحت بهلال العيد بعد ما ثبتت رؤيته ، فرحت فرحا صاخبا دفعني لمغادرة بيت (المتنبي)، فلم اسأل فارس (التحديث) الأخ (أمين قنان) : بأي حال عدت يا عيد ..؟

حمدت الله أن نظارتي الطبية التي شاخت و هرمت ولم تعد صالحة للاستعمال أخفت دمعة ساخنة فرت من عيني رغما عني، فأنا - و أعوذ بالله من شر نفسي و سيء عملي - نسيت مواكب الأفراح بعد أن استبدلها تجار الحروب بمواكب أتراح لا لها بداية ولا لها نهاية، ولم تعد تربطني برياضة أبين سوى اجترار ذكريات زمان الوصل بلوعة و جوى ..

تعلب ملعب (الحامد) بأضواء قزاحية حولت الملعب إلى حفلة ضياء للألعاب النارية، ستة عشر قمرا كرويا أنارت الافتتاح بألوان طيف الشمس، لكن رغم كل هذا الطوفان القزاحي أعترف لكم أن جماهير المنطقة الوسطى كانت ولا زالت نجوما فوق العادة ، فهي دائما مع كرة القدم عاشقة و غلبانة على رأي الشحرورة (صباح) ..

تنفست أخيرا من مسامات الرياضة الحقيقة البعيدة كل البعد عن الحسابات السياسية، صرخ لاعبو المنطقة الوسطى للعالم من قلب تحديث ليج :
نحن حمائم سلام .. تناغم و انسجام .. تكامل و وئام .. لا نريد أن نكون حطبا لحرب وقودها أبناء أبين ..

لا يهم أن رسائل بطولة (تحديث ليج) لم تصل إلى صندوق بريد تجار الحروب، لا يهم أيضا أن هناك من تبرم من هذا الاصطفاف الرياضي الشبابي فراح ينفخ في كير الادعاء المتوتر، ثم راح بقلة عقل يصطاد في الماء العكر ، المهم أن بطولة (تحديث ليج) أحيت جثث الفرح من جديد ، أعادت لكرة المنطقة الوسطى روحها و لبنها المسكوب على رصيف السياسة، كسرت هذه البطولة بالغة الفخامة أسطوانة الفئة التي تبغي، و انتصرت لكبرياء منطقة ما فتئت تقدم من مخزونها الإبداعي العملات الصعبة التي تسر الناظرين، ربح الأخ (أمين قنان) مدير مؤسسة تحديث اللعبة بالنقلة الشطرنجية الرهيبة (كش ملك)، و حشر من يدعون وصلا بأبين و أبين لا تقر لهم بذلك في زاوية حادة أفقدت المترهلين ذهنيا صوابهم ..

ويا مليون سبحان الله ، تابعوا هذه المفارقة : بطولة تحديث تصنع الأمل ، و جنرالات (تخريب حرب) يصنعون الألم ، اضطداد تتمايز معه كل الأشياء، رجل أبيني وفي يطبب جرحا غائرا بكرة القدم، و آخر تاجر حرب يضاعف الدمامل و الأورام و يغتال المواهب الشبابية ظالما و عدوانا، ثم يحرق حقول الياسمين الأبيني ويرقص على جماجم ضحاياه ، تمعنوا في مفارقة أخرى كشفتها بطولة (تحديث ليج) : شاب أبيني مغرم صبابة بكرة القدم في يمينه عطاياه ، و سياسي أبيني عاشق للألعاب الدراكولية في يساره ضحاياه..

شاهدت الافتتاح الكرنفالي غير المسبوق ، ضحكت لهؤلاء الشباب المنظمين للحدث بمنتهى الدقة و الروعة و التألق والإبداع ، سألت نفسي : ماذا لو أن هؤلاء هم من يقودون الرياضة النقية من الميدان، وليس من مكتب مكيف في (الدوحة) أو من فلة فارهة في (معاشيق) ..؟
من دون شك ستنقلب المعادلات رأسا على عقب، و سنرى تخطيطا دقيقا يضع كل ريال في محله، و سنشاهد رؤية وطنية رياضية حقيقية تعتمد على تجليات الواقع، وليس على انفعالات أوهام المراهقين في عز الظهر ، لكن يا أقطاب (تحديث ليج) من يعلم الرباح أكل التفاح ..؟

عموما .. شكرا لفرسان (تحديث ليج) الذين أعادوا لنا أملا كادت نيران الحروب تلتهمه، شكرا لأنهم حملوا على عاتقهم أمانة أشتكت منها الجبال و الأرض في زمن الحرب و كورونا، شكرا لأنهم قالوا لتجار الحروب الذين يقودون شبابنا إلى حتوفهم مستغلين بطالة قاتلة : لرياضة أبين بقية، مادام فيها منهم على شاكلة الأخ (أمين قنان)، و فريق عمله الدؤوب الذي يعمل من ميلاد الشروق حتى زوال الغروب، و مبارك عليكم جميعا نجاح البطولة مقدما ..!