آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


تعنت الحوثي وفشل الاخوان في حسم المعركة... هل يفرض على التحالف دعم استقلال الجنوب؟

تعنت الحوثي وفشل الاخوان في حسم المعركة... هل يفرض على التحالف دعم استقلال الجنوب؟

الأربعاء - 24 مارس 2021 - 12:30 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت /خاص

فشلت اودات المملكة العربية السعودية في تحقيق انتصارات على مليشيات الحوثي خلال ست سنوات حرب في جبهات الشمال، بل ان هناك تغيير في بوصلة المعارك فقد تحول الحوثي من مدافع الى مهاجم على مختلف الجبهات، واخرز تقدم في جميع الجبهات وابرزها مأرب التي اصبحت تحت الخطر وقد تسقط بيد المشروع الإيراني في أقرب وقت ممكن.

واعتماد الرياض على قيادات عسكرية متحزبة لها علاقة مع أطراف إقليمية ودولية مناهضة للتحالف العربي ومشروعه أدى ذلك إلى إرباك المشهد العسكري وتعقيده خصوصا في جبهات الشمال، حيث تمت الخيانه لصالح الحوثي الأكثر مستفيدا وحقق انتصارات في نهم والجوف واقترب كثير من آخر مقاعل الشرعية في الشمال.


المعركة بحاجة إلى استراتيجية جديدة


ويرى مراقبون ان المملكة فشلت في إدارة المعركة شمالا بسبب اعتمادها على حزب الإصلاح وقياداته العسكرية وعلى رأسها نائب الرئيس علي محسن الأحمر، ووزير الدفاع محمد المقدشي وغيرهم، فيما نجح الجنوبيين في تحقيق انتصارات لعاصفة الحزم في أقل من عام حيث تمكنوا من دحر مليشيا الحوثي من المحافظات الجنوبية.

وقال سياسيون ان الفشل في الشمال سيفرض على الرياض تحصين الجنوب عسكريا والحفاظ عليها من المطامع الإيرانية، نظرا لموقعه الاستراتيجي الهام الذي يعد محل اطماع دولية وإقليمية لذلك يبقى الحفاظ على الانتقالي الجنوبي كشريك اساسي فاعل جنوبا سيصب في مصلحة المملكة ومشروعها القومي العربي في المنطقة.

وفي ذات السياق قال الكاتب الجنوبي البارز صالح الدويل ان ‏تعنت الحوثيين وفشل الاخوان في الحرب وغباء ادوات المملكة في ادارتها "ما اريكم الا ما ارى"
سيفرض على المملكة ان تلجا لخيار استقلال الجنوب مالم فان عليها ان تنتظر جبهة صفوية ايرانية من حدود المهرة الى تخوم جيزان شاءت ام أبت.


واضاف الدويل :"من المعلوم بالضرورة فقد اعلنت ايران انها اسقطت عاصمة عربية في مشروعها، ما هو البديل؟

وأشار إلى الرهان على الاخوان والفلول الفاشل وادارتها بادوات فاشلة اوصل الحرب الى الفشل.


إلى ذلك دعا مساعد الامين العام في المجلس الانتقالي الجنوبي، فضل الجعدي التحالف العربي إلى تغيير الاستراتيجية المعركة شمالا للانتصار على الحوثي.
وقال الجعدي في تغريدة له على "تويتر":"الذي سلم عمران وصنعاء وحجور ونهم والجوف لن يكون جديرا بالدفاع عن مأرب. مضيفا ان :" المعركة بحاجة الى استراتيجية جديدة بوجوه جديدة وقيادات صادقة لا تستثمر ولا تكدس الاسلحة ولا تختلق معارك جانبية من العدم ، ولا تبني جيشا على ورق ومن ورق .


المبادرة السعودية والمرجعيات الثلاث.. الرياض تتجنب الحرج

وكانت الرياض قد اعلنت عن مبادرة سياسية لإنهاء الحرب في اليمن، الاثنين دعت فيها الحوثي والشرعية إلى وقف شامل لاطلاق النار والبدء في مشاورات شاملة للحل في اليمن.


وأكدت الرياض حرصها على الحل في اليمن وفق المرجعيات الثلاث قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، التي كانت سببا في اندلاع الحرب وانقلاب الحوثي وأيضا الانقلاب على القضية الجنوبية حينها.

وقالت الخارجية السعودية ان مبادرة المملكة تتضمن بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة بناءً على مرجعيات قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل في إطار دعم جهود المبعوث الأمم لليمن والمبعوث الأمريكي لليمن.

قال الأكاديمي الجنوبي خالد السالمي ان الحديث عن المرجعيات الثلاث في بيان المبادرة السعودية الأخيرة يأتي من باب تعزيتها مشيرا إلى أن هذه المرجعيات قد انتهت وشبعت موت.

السالمي قال في منشور له على "الفيسبوك":"المرجعيات الثلاث انتهت وشبعت موت، والحديث عنها من باب تعزيتها فقط، فلم تعد المبادرة الخليجية التي نصت على تقاسم السلطة في صنعاء بين المؤتمر والاصلاح لها معنى بعد ان أصبحت صنعاء بيد الحوثي وأصبحت قيادات المؤتمر والاصلاح تتسكع بمقاهي الخارج، مضيفا ان الستة الاقاليم التي رفضها الحوثي لم تعد تصلح بعد ان أصبح معظم الشمال تحت يده، ولم يعد قرار مجلس الأمن القاضي بسحب سلاح الحوثي له قيمة، بعد ان عجزت الحرب عن سحبه، وبعد ان تخلى مجلس الأمن نفسه عن ذلك القرار.

وأكد السالمي ان أي تسوية جديدة ستفرض واقع جديد لمصلحة الطرف الأقوى وهو الحوثي، والذي يعتقد ان ذلك مجرد هراء، عليه ان يتسمك بما يظنه أنه يقين إلى يوم الدين.

ويرى مراقبون ان السعودية حشرت المرجعيات الثلاث، في ذيل مبادرتها تجنباً للحرج فقط، بحيث انه لا يعقل أن تكون مغفلة، لدرجة التفكير بنزع سلاح الحوثي أو عودة هادي رئيساً الى صنعاء.


الجنوب ومقومات الدولة


نجح المجلس الانتقالي الجنوبي، منذ انشاءه قبل أربع سنوات ان يضع نفسه ضمن القوى الفاعلة على الساحة اليمنية الرئيسة التي سيكون لها حضور سياسي وعسكري قادم وطرف رئيسي في المنطقة تستطيع الدول العربية والإقليمية والدولية بناء تحالف سياسي وعسكري معه في الجنوب.

إلى ذلك قال المحلل السياسي السعودي الدكتور أحمد ضيف الله، إن خبيرا روسيا لم يكشف اسمه قدم اقتراح على التحالف العربي بدعم الجنوب لإعادة دولته التي احتلها النظام الشمالي عام 94م.


وقال ضيف الله في تغريدة له على "تويتر":"‏صديق روسي خبير باليمن قال لي: شمال اليمن معضلة مركبة خلاصها من داخلها على العكس فجنوب اليمن مرن و واعي، وبه كل مقومات الدولة النموذجية.

واقترح الخبير الروسي بحسب ضيف الله على التحالف العربي ينتقل إلى سيناريو عودة ‎جنوب_اليمن إلى ما قبل الوحدة المفروضة، ثم توحيده و الدفاع عنه وبناءه وتنميته، وختم مستاءلا: مارأيكم في مقترح الروسي!؟.

اقامة دولة الجنوب إنقاذ من الحوثي!


وردا على تغريدة ضيف الله اكد السياسي اليمني نبيل الصوفي ان قيام دولة في الجنوب اليوم هو نجاة من الحوثي، موضحا ان تعزيز جبهة الجنوب، سيضعف الحوثي شمالا.

وقال الصوفي:" ان الحوثي اعاد اليمن كلها الى الستينات. موضحا انه الحوثي اسقط الجمهورية اليمنية على ارض الواقع.مضيفا:" لهذا فان اقامة دولة في الجنوب اليوم، هو نجاة من الحوثي".

وعلى ما يبدو أن الوضع في اليمن ذاهب إلى انفصال جنوب اليمن عن شمالة، حيث وان المبادرة السعودية تفرض الحوثي كقوة حاكمة في الشمال فيما الانتقالي الجنوبي لن يسمح ان تقاسمه قوى الشمال في الجنوب وثرواته وقد تكون هناك تغييرات سياسية وعسكرية، ستقلص من نفوذ حزب الإصلاح في الحنوب الذي يسيطر على شبوة واجزاء من حضروموت وهي مناطق غنية بالنفط.

وتأكيدا على ذلك اكد مسؤول مكتب الانتقالي الجنوبي في روسيا الأستاذ علي الزامكي، أن ورقة الجنوب ستكون حاضرة كلاعب رئيسي في العملية السياسية القادمة، مشيراً إلى أن الشرعية لن يكون لها حضور سياسي قادم.

وقال الزامكي، في منشور له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ورقة الشرعية انتهت، وستكون ورقة الجنوب حاضرة في المسرح السياسي الإقليمي، موضحا أن ورقة الجنوب في المرحلة القادمة ستكون الورقة الوحيدة واللاعب الرئيسي في العملية السياسية اليمنية والإقليمية.

ودعا الزامكي إلى ضرورة توحيد الموقف السياسي الجنوبي، في حالة وافق الحوثي على المبادرة السعودية، ما لم فالجنوب سيكون جسر مرور سياسي للحل واستثمار سياسي لصالح أطراف يمنية إقليمية على حساب قضية الجنوب.

وعن المبادرة السعودية يرى الزامكي أن المبادرة في حال وافق عليها الحوثيون، فإن المملكة سوف تستبدل ورقة الشرعية اليمنية المنتهية الصلاحية بورقة قضية الجنوب الحية والمقدسة، وسوف تقايض بها لترتيب وضعها مع الحوثي على حساب قضية شعب الجنوب ومستقبله السياسي.


ما مصلحة الجنوب من التحرك الروسي في المنطقة؟


من المتوقع ان تستضيف موسكو مباحثات بشأن الأزمة في اليمن حيث تعتبر روسيا الأقرب لجميع الأطراف لذلك قد تلعب دورا محوريا في الحل بين الأطراف، حيث تعتبر الضامن للحوثي كما لديها علاقة مع الانتقالي الجنوبي الذي قام وفد منه بزيارة روسيا الشهر الماضي، قال الانتقالي انها ناجحة.

وأكد الخبير الأمريكي المقيم في روسيا أندرو كوربيكو، في تقرير ترجمة موقع سوث 24 ان موسكو تفكر بالفعل في شيء من هذا القبيل فيما يتعلق باليمن بعد استضافة المجلس الانتقالي الجنوبي الشهر الماضي في حين أنّ عرض إسلام آباد بالوساطة بين الرياض وطهران لا يزال مفتوحًا، ويمكن إنجاز هذا الأخير بشكل غير مباشر من خلال استضافة المحادثات اليمنية.

وكان أحمد صالح العيسي قال في حواره الأخير مع مركز صنعاء للدراسات، إن روسيا تبدي اهتمام بالجنوب، وترفض اي تمدد حوثي باتجاه الجنوب، حيث على ما يبدو أن الروس يركزون على الجنوب. ما يؤكد أن الروس قد يلعبون دورا كبيرا لصالح الجنوب وا تبني روسيا تحالف سياسي وعسكري مع المجلس الانتقالي الجنوبي الطرف الجنوبي الأبرز والاقوى على الساحة.

استفتاء في الحرب الحل العادل؟


إلى ذلك اكد الخبير والمحلل السياسي الأمريكي أندرو كوربيكو المقيم في موسكو ان الحل العادل الوحيد هو السماح الجنوبيين بممارسة حقهم في تقرير المصير الديمقراطي الذي تكرسه الأمم المتحدة في إطار استفتاء حر ونزيه، والذي يمكن تحديد جدوله الزمني طوال المراحل النهائية من عملية السلام.

وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دعم استفتاء شعبي في الجنوب لتقرير مصير الجنوب.