آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


الانباء الواردة من افغانستان تغذي عناصر توتر في نزاع اليمن

الانباء الواردة من افغانستان تغذي عناصر توتر في نزاع اليمن
صورة أرشيفية للصراع في اليمن

السبت - 18 سبتمبر 2021 - 04:47 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت | انسايد اوفر- ماورو إنديليكاتو


بعد أقل من شهر على وصول طالبان إلى كابول، عادت الجبهة اليمنية أيضًا إلى الاحماء. وربما ليس من قبيل المصادفة. ما حدث في أفغانستان زعزع بشكل عميق الكثير من التوازنات في الشرق الأوسط وقد تصبح الحرب اليمنية المسرح الرئيسي للمواجهة بين القوى الإقليمية.
وشمل التصعيد تكثيف جماعة الحوثيين الشيعة الموالية لايران هجماتها تجاه السعودية، بصورة ربما لم يتم تسجيلها منذ أشهر.
وزادت الحرب اليمنية اتساعا في مارس 2015، بعد قرار الحكومة السعودية بالتدخل عسكريًا ضد جماعة الحوثيين.
كانت الأخيرة بدعم من طهران قد سيطرت على العاصمة اليمنية صنعاء قبل بضعة أشهر مما أدى إلى هروب حكومة هادي الموالية للسعودية.
لدى الحوثيين معرفة واسعة بالمنطقة، اضافة الى دعم جزء كبير من السكان الشيعة في شمال غرب البلاد، وهي ظروف سمحت للمليشيات بمقاومة الهجمات السعودية.
منذ بدء الصراع، هددت الجماعة الرياض في كثير من الأحيان بإطلاق الصواريخ عبر الحدود. كل هذا كان ممكنًا منذ البداية بفضل التحالف الذي انقطع فعليًا في ديسمبر 2017، بين الحوثيين والرئيس السابق صالح.
وفر الحرس الجمهوري، الموالي دائمًا لرئيس الدولة السابق، للميليشيات الشيعية إمكانية الوصول إلى الصواريخ التي تبرع بها صدام حسين في أوائل التسعينيات. وهي صواريخ سكود السوفيتية القديمة المعدلة.
من الناحية التكنولوجية ليست أسلحة متطورة حقًا، ولكنها قادرة في اي حال على إحداث الكثير من الضرر بالأراضي السعودية.
ويكفي القول إن إطلاق صواريخ في أيلول / سبتمبر 2019 على مصفاة مهمة لشركة أرامكو النفطية، شركة النفط السعودية تسبب بتوقف نصف إنتاج النفط الخام.
بعد شهور من الهدوء النسبي أطلق الحوثيون في 4 سبتمبر الجاري عدة صواريخ سكود القديمة تجاه المملكة العربية السعودية.
وبحسب الرياض تم اعتراض جميع الصواريخ، و حتى لو لم يكن هناك اضرار كبيرة لحقت ببعض البنى التحتية وإصابات بين السكان. الا انه على وجه الخصوص في بلدية الدمام كانت شظايا العبوات الناسفة قد أصابت العديد من المنازل وأصابت طفلين على الأقل.
في رأس تنورة استهدفت الجماعة أيضا منشآت النفط وأطلقت صواريخ أخرى باتجاه مناطق نجران و جيزان.
بالنسبة للمضادات الجوية السعودية كانت ساعات درامية وعمل مكثف. تم الإبلاغ عن مزيد من التهديدات في الأيام التالية، في تأكيد آخر للتوتر الذي عاد إلى اليمن والتسارع الجديد المحتمل لأحداث الحرب في هذه المنطقة المنكوبة.

•شد الحبل الأبدي بين الرياض وطهران
غالبًا ما يُشار إلى الحرب اليمنية على أنها مواجهة بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران. رأى السعوديون وصول الحوثيين إلى صنعاء كمحاولة من الجانب الإيراني لوضع حكومة معادية جنوب المملكة. ومن هنا جاء التدخل العسكري الذي لم يحقق نجاحات كبيرة حتى الآن ومايزال يتسبب في معاناة السكان كل يوم.
يُعزى الجمود الحالي في الصراع على وجه التحديد إلى تضارب المصالح بين الرياض وطهران. فالأول لا يريد التخلي عن فكرة التخلص من الحوثيين، والأخير يواصل دعم المليشيات الموالية للشيعة. علاوة على ذلك فإن معركة استراتيجية للاستيلاء على مأرب تجري في الميدان منذ عام على الأقل، وهي مدينة نفطية مهمة على بعد خطوات قليلة من الجبهة. تمكن الحوثيون من تطويقها لكن الجيش اليمني الموالي لحكومة هادي ينجح حاليا في الصمود وعدم الاستسلام.

•عناصر توتر تغذيها جزئيا الأنباء من أفغانستان
إن الاستيلاء على كابول من قبل طالبان قادر على زعزعة استقرار الصورة الشرق أوسطية بأكملها. وعلى ضوء ذلك لا توجد جهة فاعلة إقليمية في هذه المرحلة مستعدة على السيطرة الكاملة او التراجع.
و في ضوء التنافس التاريخي بين المملكة العربية السعودية وإيران، فلا الرياض ولا طهران لديهما مصلحة في التخلي عن حذرهما في ساحات القتال المختلفة. واليمن هو ساحة معركة رئيسة الان بين البلدين.
يجب قراءة استئناف إطلاق صواريخ الحوثيين وبشكل أعم عودة التوترات الأكبر في الصراع اليمني في هذا الاتجاه. وأيضًا لأن الغارات الجديدة من قبل الميليشيات الموالية للشيعة لم تؤثر فقط على الأراضي السعودية ولكن أيضًا على الداخل. ففي 28 أغسطس الماضي اصاب صاروخ حوثي قاعدة العند، وهي الأكبر في البلاد ، مما أسفر عن سقوط 30 ضحية على الأقل.