عرض الصحف

الثلاثاء - 23 نوفمبر 2021 - الساعة 10:52 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/العرب:

يستخدم المتمرّدون الحوثيون الموالون لإيران في اليمن خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، كورقة ضغط كلما اشتد الخناق عليهم في الداخل والخارج.

وأعلن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن الاثتين، عن رصد تحركات مريبة للمتمردين في الممر المائي، يأتي ذلك بعد أيام قليلة من إعلان التحالف عن تفكيك ألغام بحرية زرعها الحوثيون في المنطقة.

وقال التحالف العربي، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) “رصدنا مؤشرات على خطر وشيك يهدّد الملاحة الدولية والتجارة العالمية بجنوب البحر الأحمر”.

وأوضح أن تلك المؤشرات شملت “تحركات ونشاطا عدائيا لميليشيا الحوثيين باستخدام زوارق مفخخة”. ولفت التحالف إلى أنه قام “باتخاذ إجراءات عملياتية لتحييد التهديد البحري وضمان حرية الملاحة”.

ويواجه الحوثيون هذه الأيام ضغوطا شديدة في الداخل بعد أن تمكنت القوات الحكومية من وقف تقدمهم في محافظة مأرب وسط البلاد، ونجاح القوات المشتركة الموالية للحكومة في تحقيق نجاحات نوعية ضدهم في الساحل الغربي، وتحديدا في الحديدة، حيث سيطرت تلك القوات على مناطق استراتيجية من بينها مديرية حيس جنوب غرب المحافظة.

تزامن ذلك مع تغير في الموقف الدولي حيال المتمردين وهو ما ترجم في إدراج عدد من القيادات الحوثية على لائحة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي في وقت سابق من الشهر الجاري.

وكانت الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن أبدت تساهلا في التعاطي مع الحوثيين الأمر الذي أدى إلى تمادي الجماعة وضربها عرض الحائط بكل جهود إحياء عملية السلام، بقيادة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ.

ويرى متابعون أن هناك مخاوف جدية من إقدام الحوثيين على نقل المعركة إلى البحر الأحمر عبر الزوارق المفخخة والألغام البحرية والطائرات المسيرة التي مكنتهم طهران من تكنولوجيا تصنيعها، في محاولة من قبلهم لتنفيس تلك الضغوط.

وسبق وأن أعلن التحالف العربي الشهر الماضي عن إحباطه هجمات تستهدف خطوط الملاحة الدولية، عبر قصف مقر لتجميع وتفخيخ الزوارق بمعكسر الجبانة الساحلي بمحافظة الحديدة. وتم تدمير أربعة زوارق مفخخة تم تجهيزها لتنفيذ عمليات إرهابية، ليصل مجموع الزوارق التي دمرت 91 زورقا.

ويقول المتابعون إن التصدي لتهديدات الحوثيين للملاحة الدولية لا يجب أن يقتصر على التحالف العربي، حيث إن على المجتمع الدولي أن يقوم بدوره في هذا الإطار.

ويشير المتابعون إلى أنه لا يمكن قراءة التحركات الحوثية فقط لناحية ما يتعرضون إليه من ضغوط مباشرة. بل الأمر أبعد من ذلك ويتعلق بحليفتهم إيران التي تمارس ابتزازا للمجتمع الدولي قبل الجلوس على طاولة المفاوضات، لعقد صفقة جديدة بشأن ملفها النووي.

ويشكل البحر الأحمر عصب التجارة العالمي، حيث يقدر حجم التجارة التي تمر عبره بـ700 مليار دولار سنويا، كما يبلغ عدد السفن التي تمر من خلاله سنويا بأكثر من 20 ألف سفينة.

وتعتمد الدول الأوروبية على هذا الممر لنقل نحو 60 في المئة من احتياجاتها للطاقة، كما تنقل الولايات المتحدة عبره نحو 25 في المئة من احتياجاتها النفطية.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات، حربا أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

وللنزاع امتدادات إقليمية منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.