عرض الصحف

الأحد - 09 يناير 2022 - الساعة 10:30 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/وكالات:

تناولت صحف عالمية صادرة اليوم الأحد، عددا من أهم القضايا والملفات الطارئة على الساحة الدولية، وجاء في مقدمتها المشهد في كازاخستان، وسط تقارير تتحدث عن ”مستقبل قاتم“ ينتظر البلاد مع تفاقم الأزمة هناك.

وسلطت صحف أخرى الضوء على الأزمة الأوكرانية، وسط تقارير تكشف عن تقارب روسي صيني في حال فرض الغرب عقوبات مشددة على موسكو إذا نفذت غزوها لكييف. يأتي ذلك وسط دعوات لردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال ”العمل العسكري“ وليس العقوبات فقط.

كازاخستان.. ومستقبل قاتم

رأت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أنه مع استعادة النظام في كازاخستان، أصبح مستقبل البلاد أكثر قتامة من أي وقت مضى، حيث كشفت الأحداث المأساوية التي وقعت الأسبوع الماضي، والتي راح ضحيتها العشرات، عن توترات سياسية خفية.

وذكرت الصحيفة أنه بالنسبة للعديد من الكزخيين، تظل القصة الكاملة وراء الاضطرابات التي حدثت الأسبوع الماضي غامضة مثل الضباب الذي غلف مدينة ألماتي، أكبر مدينة في البلاد ومركز العنف في نفس الوقت.

وأضافت أن الشعب لم يكن قادراً على الوصول إلى معلومات دقيقة، حيث أدى انقطاع الإنترنت إلى تجميد كل إمكانية الوصول إلى العالم الخارجي تقريبًا خلال أيام قليلة مأساوية من العنف، حيث اجتازت المركبات العسكرية الشوارع، وأحرقت المباني الحكومية، وحمل التلفزيون الحكومي تهديدات متتالية بأن ”قطاع الطرق والإرهابيين“ سيتم القضاء عليهم دون رحمة، في إشارة إلى المتظاهرين.

وتابعت الصحيفة أنه يبدو أن كازاخستان نجحت في إدارة الانتقال الصعب للخروج من وطأة رئيسها السابق الطويل الأمد، نور سلطان نزارباييف، الذي قاد البلاد من الاستقلال في عام 1991 حتى عام 2019، والانتقال إلى خليفته المختار، قاسم جومارت توكاييف.

وأردفت ”الغارديان“ في تحليل لها: ”تحولت الاحتجاجات السلمية إلى اشتباكات عنيفة، وأعلن توكاييف أنه أمر قوات الأمن بإطلاق النار للقتل، دون سابق إنذار، وأن قوات التحالف العسكري الذي تقوده روسيا (منظمة الأمن الجماعي) موجودة على الأرض بعد أن دعا توكاييف إليها“.

واستطردت: ”كان هناك شك طوال الأسبوع في أنه قد يكون هناك ما هو أكثر من انتفاضة شعبية مباشرة، وقد تعزز ذلك من خلال الإعلان أمس عن اعتقال كريم ماسيموف، رئيس الأمن الوطني السابق القوي ورئيس الوزراء، بشبهة الخيانة العظمى“.

ووفقاً للصحيفة، أفاد العديد من المتظاهرين بأن التظاهرة اختطفت يومي الأربعاء والخميس الماضيين من قبل ”مجموعات عنيفة“، يبدو أن بعضها منظم جيدًا، وقد هاجمت المباني الحكومية واستولت على المطار لفترة وجيزة. وتحدث توكاييف بشكل غامض عن المهاجمين ”المدربين في الخارج“، لكنه لم يقدم تفاصيل ولم يحدد من يفترض أنهم يعملون لصالحهم.

وأشارت ”الغارديان“ إلى أنه لا تزال هناك العديد من الأسئلة حول دور نزارباييف في المشاجرات الظاهرة خلف الكواليس هذا الأسبوع، حيث كان توكاييف قد أعلن الأربعاء أنه أقال نزارباييف من رئاسة مجلس الأمن، دون أن يوضح ما إذا كان ذلك بموافقة الرئيس السابق أو دونه، قائلة: ”كانت هناك شائعات مستمرة طوال الأسبوع بأن نزارباييف وعائلته قد فروا من البلاد“.

ووصفت الصحيفة البريطانية غياب نزارباييف بأنه ”مفاجئ“ بالنسبة لسياسي جسد كازاخستان على مدى العقود الثلاثة الماضية.

صراع بين النخبة

في سياق متصل، أيدت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية رواية ”الغارديان“، وذكرت أن الأحداث المؤسفة في كازاخستان وروايات المتظاهرين وغياب نزارباييف عن المشهد والتفاف الشائعات حوله، تؤدي إلى تساؤلات حول ما إذا كان هناك صراع على السلطة بين النخبة وسط أعمال العنف.

وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها: ”يقول دبلوماسيون إن معسكرين منفصلين متحالفين مع كل من الرجلين (نزارباييف وتوكاييف) يتنافسان في بلد حيث يمثل القرب من السلطة والصلات الأسرية طرقًا للحصول على الخدمات والوظائف“.

وأضافت: ”يرى محللون أنه لطالما كان من المتوقع حدوث أزمة سياسية حول انتقال السلطة، سواء كان هذا هو سبب أو نتيجة العنف، بالإضافة إلى ثروات نزارباييف غير الواضحة“.

وتابعت: ”يعتقد بعض المراقبين أن توكاييف يحاول أن ينأى بنفسه عن نزارباييف الذي لا يحظى بشعبية على نحو متزايد.. ووضح ذلك جلياً عندما تجمعت الحشود في وقت سابق من الأسبوع الماضي وهتفوا ضده بغضب“.

واختتمت ”الجورنال“ تقريرها بالقول: ”على مدى عقود، شكل نزارباييف شخصيًا النظام السياسي للبلاد، حيث ركز السلطة في أيدي نخبة صغيرة وثرية تمتعت بحماية الأجهزة الأمنية المدربة جيدًا في البلاد، ما أشعل فتيل الأزمة التي نراها الآن“.

النظام العالمي الروسي

ذكرت صحيفة ”جيروزاليم بوست“ العبرية أن روسيا تعمل علي تعزيز علاقتها مع الصين لإحباط أي زيادة مستقبلية في العقوبات الغربية التي قد تُفرض في حال نفذت موسكو غزوها المحتمل لأوكرانيا.

وأضافت الصحيفة أن غداً الاثنين سيشهد افتتاح المحادثات الأمنية بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا في العاصمة السويسرية جنيف، مشيرة إلى أنه مع ذلك، قد تتطور هذه المحادثات لأن روسيا ستضع ”أسلحتها“ على طاولة المفاوضات محملة بحشدها العسكري الهائل على حدود أوكرانيا.

ورأت الصحيفة العبرية أنه سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا، سيكون من الحكمة أن يأخذ الغرب في الاعتبار عددًا من العوامل الجيوسياسية في تخطيطه المستقبلي، مهما كانت قاتمة.

وفي مقال للرأي نشرته ”جيروزاليم بوست“، جاءت تحذيرات عدة من أن روسيا قد تقرر غزو بقية أوكرانيا بهدف السيطرة الكاملة على العاصمة الأوكرانية، كييف. ويرى المقال أنه من وجهة نظر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فإن أوكرانيا، مهما كانت مشوهة، هي التي يؤكد من خلالها هيمنة موسكو في ”أوراسيا“.

وقال: ”حتى التزام أوكرانيا بعدم السعي للحصول على عضوية الناتو قد لا يثني زعيم روسيا عن ذلك.. كم يبدو من الغباء في نظر موسكو أن تكون مجموعة الدول السبع قد كتبت في مسودة بيانها في 12 ديسمبر أن أي دولة ذات سيادة لها الحق في تقرير مستقبلها، حيث يرى بوتين أن أوكرانيا دولة حرة غير شرعية“.

وأضاف المقال الذي حمل عنوان ”ماذا يعني النظام العالمي الروسي الصيني الجديد لأوكرانيا“، أنه قد يكون بوتين مصمماً على اغتنام هذه الفرصة لإظهار عجز الغرب، خاصة الولايات المتحدة، على المسرح الجيوسياسي العالمي.

وتابع: ”تراقب موسكو عن كثب الرد الأمريكي الخجول على الهجمات الإلكترونية المستوحاة من روسيا، فضلاً عن كارثة أمريكا والغرب في أفغانستان.. سيتضاعف هذا بشكل خاص في نظر روسيا من خلال استخفاف الرئيس الأمريكي جو بايدن، بل وخضوعه لمكائد إيران، حيث تتقدم الأخيرة بثبات نحو الاختراق العسكري النووي“.

وأشار: ”في الوقت نفسه، تعمل موسكو على تعزيز علاقاتها مع الصين لإحباط أي زيادة مستقبلية في العقوبات الغربية.. حتى الهند يبدو أنها انضمت إلى الخطة الروسية بصفقة نفط وأسلحة جديدة ضخمة مع موسكو“.

وفسر المقال خطة بوتين المحتملة بالقول: ”إنه يريد غزواً واحتلالاً وإنشاء (نظام دمية) في كييف.. دعم بوتين للديكتاتورية في بيلاروسيا، وهي أيضًا جمهورية فيدرالية سوفييتية سابقة، حتى من دون غزو، قد عزز النظام المتوافق هناك، وبالتالي فإن النموذج موجود للاستخدام في أوكرانيا بعد الغزو“.

وأردف: ”ستكون موسكو بعد ذلك في وضع يمكنها من عرض سحب قواتها مقابل إزالة جميع العقوبات، القديمة والجديدة، التي بدأت أولاً بضمها لشبه جزيرة القرم في العام 2014.. ويمكن أن يضاف إلى ذلك طلب بوتين للقبول الغربي الضمني بدمج منطقة دونباس الروسية ذات الإثنية العالية، في جنوب شرق أوكرانيا، في الاتحاد الروسي“.

واستطرد: ”في ظل هذه الظروف، قد تفترض موسكو أن على الغرب الإذعان لمطالبها، أو بمعنى أوضح أوامرها.. إذا كانت رسالتها لا تزال غير واضحة، فقد تبدأ روسيا في حشد قوات على حدودها مع دول البلطيق، التي كانت أيضًا جزءًا من الاتحاد السوفييتي، حيث يقيم مليون روسي.. قد تكون المقايضة المتوقعة لانسحاب القوات الروسية، في الغرب والشمال، أكثر وضوحًا لأوروبا الغربية“.

ردع بوتين

في غضون ذلك، ذكرت مجلة ”فورين أفيرز“ الأمريكية أن العقوبات الاقتصادية وحدها، بغض النظر عن مدى إيلامها الشخصي لبوتين ورفاقه، لن تكون كافية لمنع الكرملين من استخدام التكتيكات التي أثبتت فاعليتها في الماضي.

وقالت المجلة في تحليل لها: ”في السنوات التي انقضت منذ آخر مواجهة روسية كبرى مع الولايات المتحدة وحلفائها، كان بوتين يشحذ مهاراته في الترهيب، مستخدمًا التعبئة العسكرية، وحملات التضليل، والصراع تحت عتبة الحرب لإرهاب جيرانه وإبقاء الغرب دائمًا على حافة الهاوية.

وأضافت: ”عندما يتعلق الأمر بالعقوبات، فإن عتبة الألم التي يواجهها بوتين عالية للغاية، وتبدو مرونته السياسية مقاومة للرصاص.. إنه واثق بشكل متزايد من أنه سيتغلب على خصومه الغربيين، وفي الواقع، لم يبق أي من رؤساء الدول الأجنبية الذين ضغطوا على معاقبة بوتين بعد مغامرته في القرم في منصبه“.

ورأت المجلة الأمريكية أنه لردع بوتين، يجب على واشنطن وشركائها إقناعه بأن استفزازاته ستقابل أيضًا برد عسكري من شأنه أن يضعف تأثير تكتيكاته القسرية المفضلة ويقوض بشكل كبير قدرة روسيا على تقديم تنازلات قوية من جيرانها.

وتابعت: ”من خلال تعزيز قدراتهم العسكرية في أوروبا وزيادة وجودهم على طول محيط روسيا، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها تعزيز ثقة الحكومات المجاورة في قدرتها على مقاومة (البلطجة الروسية) وزعزعة ثقة بوتين بأن خصومه الغربيين يفتقرون إلى الوسائل والإرادة لمقاومة عدوانه“.