كتابات

الأحد - 17 أبريل 2022 - الساعة 01:00 م بتوقيت اليمن ،،،

كتب/ محمد مرشد عقابي:

شكلت المعارك الأسطورية التي دارت رحاها في محيط قلعة الأسد وجبل مشيقر جنوب شرق مدينة المسيمير في العام 2015 للميلاد، بين المقاومة الجنوبية بقيادة الشيخ محمد علي الحوشبي، وجحافل المليشيات الحوثية ممثلة بوحدات القناصة والمدفعية والدعم الحربي وما يسمى كتائب الحسين، نقطة التحول التاريخية في مسار تاريخ الصراع المستمر بين المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران الصفوية من جهة، والقبائل العربية الأصيلة في جنوب شبة الجزيرة ودول الخليج العربي من جهة أخرى.

وفي جبل مشيقر تمكن إبن الحاج علي حفظه الله ورعاه ورفاقه الميامين من التصدي لأكثر الزحوفات والإغارات الشرسة والعنيفة التي شنتها المليشيات الإرهابية وتضمنت عشرات العمليات الهجومية المباشرة ومن مسارات متعددة والتي شارك فيها المئات من عناصرها النخبوية وجحافلها الإنتحارية أهمها ما يسمى كتائب الحسين التي قادت عملية الإجتياح الحوثية الأخيرة صوب مركز المسيمير في يوليو من العام نفسه.

وبالعودة إلى مكامن قوة الإستراتيجية العسكرية للقائد "أبو الخطاب"، التي وضعها آنذاك فقد كانت واحدة من أقوى وأعظم عمليات الدفاع في تاريخ الحروب العالمية، حيث استطاع بتلك الإستراتيجية التي تنم عن خبرة وحنكة عالية، منع التقدم الحوثي للسيطرة على جبل مشيقر وقلعة الأسد التي كان يرابط فيها عدد قليل من المقاومين الحواشب بسلاح الكلاشنكوف وكانا يمثلان مركز انطلاق العمليات الإستباقية لأبطال المقاومة، في الوقت الذي كانت تملك فيه المليشيات دبابات ومدرعات ومصفحات وآليات عسكرية ومدفعية تنتشر في مواقعها على نسق خطوط جبهة القتال الأمامية فقط، ناهيك عن ترسانة كبيرة من الأسلحة النوعية والذخائر الحية والمدمرة التي كانت بحوزة مليشيا إيران في ذلك الوقت والتي لايمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها بسلاح المقاومين البسيط والمتواضع.

وفي ظل تلك الظروف المعقدة والمحاولات الحوثية المستميته والمستمرة بالتقدم صوب مركز بلاد الحواشب آنذاك، تمكن إبن الحاج علي من نصب أكبر كمين مسلح أطاح بفلول المليشيات في معركة بطولية مشهودة قل نظيرها على أسوار جبل مشيقر، واستطاع من خلال هذه العملية النوعية وبمعية رفاقه الأبطال من قتل وجرحى عدد كبير من العناصر الحوثية بينهم قيادات رفيعة تنتمي للصف القيادي الحوثي الأول.

وبعد ذلك توالت الإنتصارات التي قادها الشيخ محمد علي ورفقائه المغاوير، وأجبر صمودهم وثباتهم جحافل المليشيات الإيرانية على جر أذيال الخيبة والهزيمة، تاركين ورائهم مئات الجثث لعناصرهم، ومخلفين لأنفسهم وأجيالهم الخزي والعار وذكريات مأساوية أليمة وتاريخاً مريراً يشهد على سقوطهم المذل وإنكسارهم المهين على يد هذا البطل الحوشبي الثائر ورفاق دربه الأشداء الذين سيظل احفاد الخميني يتذكرون مآثرهم البطولية وملاحمهم الأسطورية مدى الحياة.

ونستنتج من هذه المحطة التاريخية والمواقف البطولية المشرفة، خلاصة مفادها بان القائد محمد علي أبو الخطاب، يبقى واحدا من أوائل القادة الأحرار الذين حملوا على كاهلهم الدفاع عن قضية الدين والوطن وهرعوا للتصدي لمشروع الحوثي منذ بداياته الأولى، وبذلوا لأجل ذلك كل أشكال التضحيات حتى تحقق الإنتصار وكسرت شوكة هذا العدو على أيديهم في الجنوب وهو الذي فتحت شهيته لإلتهام كل المحافظات بعد ان أبتلع وبسرعة قياسية مناطق الشمال (اليمن) الواحدة تلو الأخرى منذ أيلول من العام 2014 للميلاد.

القائد أبو الخطاب حفظه الله ورعاه، المولود في منطقة دجران بمديرية المسيمير (الحواشب) محافظة لحج مطلع التسعينات، يعد من أبرز القيادات الثورية الجنوبية المتواجدة حاليا على الساحة المحلية، حيث انخرط في مواجهة المشروع الصفوي الحوثي الذي تتبناه دولة ملالي إيران لإستهداف العقيدة وقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف منذ البدايات الأولى، وبرز في هذا الخط حاملاً لواء الدفاع عن حياض الأرض والعرض والدين متمسكا بثوابته التي لم يتزحزح عنها قيد أنملة حتى هذه اللحظة، ومنذ الوهلة الأولى لإنطلاقته في هذا المضمار ورغم حداثة سنه إلا أنه كان عنصراً فعالاً وشاباً نشيطاً يستمد قوته وإرادته وعزيمته من مبادئه الدينية والوطنية والأخلاقية لتظهر فيه مبكراً ملامح القيادة والشجاعة والنخوة والإقدام والثبات على الموقف السليم.

يمثل القائد محمد علي أبو الخطاب في هذه المرحلة وبإجماع الكل، رجل الحواشب الأول الذي لعب أدوار بطولية ونضالية وعسكرية وأمنية وأجتماعية كبيرة، وكان محل توافق وحب واحترام وإجماع كافة الأطر والمكونات والأطياف في المجتمع، كما انه من أندر الشخصيات والقيادات التي تحظى بشعبية ساحقة نظراً لحنكته وشهامته وأخلاقه العالية وتواضعه ومناقبه وجهوده وإسهاماته الوطنية والإنسانية والخيرية الكثيرة والمتعددة.

أشرف القائد أبو الخطاب، على تأمين معسكرات تدريب أبطال المقاومة الجنوبية وحماية مناطق الحواشب منذ العام 2015، وقام بتنفيذ العديد من المهام والعمليات العسكرية والأمنية ضد مليشيات العدو الحوثي ولايزال في مختلف الجبهات الحدودية تكللت غالبيتها بالنجاح، وما ذكرناه آنفاً في هذا العرض الموجز ليس سوى سرد يسير لجزء بسيط من سيرة نضال مظفرة وتاريخ بطولي عظيم نحتاج لتخليده والوفاء له الكثير من الكتابات والمقالات والمجلدات.