عرض الصحف

الثلاثاء - 17 مايو 2022 - الساعة 10:55 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/وكالات:

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة يوم الثلاثاء، آخر تطورات الحرب في أوكرانيا، وسط تقارير تتحدث عن تحرك مجموعة من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لتقديم ضمانات أمنية ”مؤقتة“ للسويد وفنلندا للحماية من ”أي عدوان روسي محتمل“.

وسلطت الصحف الضوء على تقارير أخرى، تزعم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يشارك شخصيا في التخطيط لمعركة دونباس الجارية، حيث يساعد في تحديد تحركات الجنود الروس، ويتخذ قرارات ”عملية وتكتيكية“ في المرحلة الثانية من الحرب بشرق أوكرانيا.

يأتي ذلك، فيما نشرت الصحف تقارير تكشف عن تحرك أممي عاجل، لمنع تفاقم أزمة الغذاء العالمي بسبب الحرب في أوكرانيا، إذ تعتزم الأمم المتحدة إبرام صفقة ”عالية المخاطر“ مع روسيا وتركيا ودول أخرى لاستئناف صادرات الغذاء الأوكرانية إلى الأسواق العالمية.

ضمانات أمنية

وذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، أن مجموعة من أعضاء حلف شمال الأطلسي عرضت على فنلندا والسويد ضمانات أمنية مؤقتة بعد أن أعلنت الدولتان الاسكندنافيتان عزمهما الانضمام إلى التحالف الغربي للحماية من ”أي عدوان روسي محتمل“.

وقالت المجلة إنه ”منذ الإعلان التاريخي للدولتين، أثار المسؤولون الغربيون مخاوف من احتمالية -وإن كان غير مرجح- رد روسي انتقامي ضد فنلندا والسويد خلال الفترة الانتقالية بين الإعلان عن محاولتهما الانضمام إلى الناتو وقبولهما رسميا كأعضاء جدد“.

وأشارت المجلة إلى أن ”النرويج والدنمارك وأيسلندا الأعضاء في الناتو، أصدرت بيانا مشتركا لدعم قرار السويد وفنلندا، وتعهدت بدعم انضمام البلدين السريع إلى الحلف ومساعدتهما ضد أي عمل انتقامي محتمل“.

وأضاف البيان ”أمن فنلندا والسويد هو موضع اهتمام مشترك لنا جميعا. إذا وقعت أي من الدولتين ضحية للعدوان على أراضيها قبل الحصول على عضوية الناتو، فسنساعدهما بكل الوسائل اللازمة“.

تكتيكات هجينة

في سياق متصل، نقلت مجلة ”فورين بوليسي“ عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين قولهم، إن ”احتمال قيام روسيا بأي تحركات عسكرية علنية ضد فنلندا أو السويد، بعيد المنال، لكنهم حذروا من أن الكرملين قد يقوم بالرد على شكل تكتيكات هجينة، مثل الانتقام الاقتصادي أو الهجمات الإلكترونية أو حملات التضليل“.

وأشارت المجلة الأمريكية في تقرير لها، إلى أن ”إضافة عضو جديد إلى الناتو تتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء الحاليين البالغ عددهم 30 عضوا، وهي عملية قد تستغرق أشهرًا؛ إذ يتعين على البرلمانات عبر الحلف الموافقة على خطة توسيع الناتو“.

ورأت المجلة، أنه ”مع تعثر الجيش الروسي في أوكرانيا وعدم تقدمه بسرعة، من المرجح أن تتخذ أي محاولات من جانب موسكو لضرب فنلندا أو السويد، شكل تهديدات غير عسكرية مختلطة“.

وفي هذا الصدد، قالت ”فورين بوليسي“: ”يعتقد المحللون أن الرد الروسي قد يأتي على هيئة هجمات إلكترونية على البنية التحتية، ومحاولات التدخل، والمضايقات العامة فقط“.

ونوهت إلى أنه فيما يتعلق بالسويد، ”تأتي فترة الانضمام للناتو في وقت حساس سياسيّا، قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في أيلول/ سبتمبر المقبل؛ ما يجعلها عرضة للتدخل الروسي من حيث المعلومات والتكنولوجيا“.

واعتبرت المجلة أن ”رد روسيا كان ضعيفا نسبيّا حتى الآن، على الرغم من تحذير موسكو ستوكهولم وهلسنكي لسنوات من الانضمام إلى الناتو، ووصف توسع الحلف بأنه تهديد وجودي لروسيا“.

ولفتت إلى أن انضمام السويد وفنلندا للناتو ”قد يطرح تساؤلات عدة حول الموقف الدفاعي للتحالف“، مضيفة أن البلدين ”يعتبران من دول القطب الشمالي، وهي منطقة تستثمر فيها روسيا بشكل كبير عسكريا“.

وأشارت المجلة إلى أن ”انضمام فنلندا بصفة خاصة، سيؤدي إلى مضاعفة حجم الحدود المشتركة بين الناتو وروسيا“.

ونقلت عن راشيل ريزو، وهي زميلة بارزة في ”برنامج أوروبا“ التابع للمجلس الأطلسي، قولها ”هذا تأثير خطير للغاية على انضمام فنلندا على الأقل. إن ما يعنيه ذلك عسكريّا سيكون شيئا يجب النظر إليه عن كثب“.

خطة دونباس

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية عن مصادر عسكرية غربية زعمها، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أصبح يشارك شخصيا في الحرب ”على مستوى عقيد أو عميد“، حيث يساعد في تحديد تحركات الجنود الروس ويتخذ قرارات ”عملية وتكتيكية“ في المرحلة الثانية من الحرب التي تركز على شرق أوكرانيا.

وقالت المصادر العسكرية، وفقا للصحيفة، إن الزعيم الروسي ”يساعد في تحديد تحركات القوات في معركة دونباس، بعدما عانت قواته الأسبوع الماضي من هزيمة دموية، إذ حاولت في بضع مناسبات عبور نهر إستراتيجي في شرق أوكرانيا“.

وأضافت المصادر أن بوتين ”لا يزال يعمل عن كثب مع الجنرال فاليري جيراسيموف، قائد القوات المسلحة الروسية، على عكس مزاعم أوكرانيا الأسبوع الماضي بتهميش قائد الجيش أو إقالته“.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذا ”يأتي بعدما فشلت القوات الروسية _حتى الآن_ في تحقيق اختراق في دونباس، حيث تشن هجوما منذ شهر فشل بضع مرات في تطويق القوات الأوكرانية“.

وكانت القوات الروسية تعرضت لهجوم الأسبوع الماضي في أثناء عبورها نهر ”سيفيرسكي دونتس“ في منطقة بيلوهوريفكا شرقي أوكرانيا؛ ما أدى إلى تدمير أكثر من 70 مركبة، وفقدان ما لا يقل عن كتيبة واحدة من المعدات، وذلك وفقا لتقديرات تستند إلى التصوير الجوي لموقع المعركة.

وأشارت ”الغارديان“، إلى أن ”الهزيمة الأخيرة كانت خطيرة لدرجة دفعت بعض المدونين العسكريين الروس للتعليق على عدم كفاءة الجيش الروسي“.

وردّا على الهجوم الأوكراني، قصفت القوات الروسية الإثنين، عدة مواقع على الخطوط الأمامية في منطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا، حيث يتركز القتال بشكل متزايد على سيفيرودونتسك، المدينة الواقعة في أقصى الشرق والتي لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية بعد أكثر من 11 أسبوعا من الحرب.

وقالت ”الغارديان“ إنه ”بشكل عام، حققت روسيا مكاسب إقليمية كبيرة خلال 11 أسبوعا من القتال، واستولت على الساحل الجنوبي من خيرسون إلى ماريوبول و90% من لوهانسك“.

في غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين قولهم، إن ”الغرب بحاجة إلى التفكير في خطر الضم، عندما تصل روسيا إلى نقطة تعتقد أنها لا تستطيع التقدم فيها أكثر من ذلك وقد تدير بعد ذلك سلسلة من نوع من الاستفتاءات الزائفة التي تضم على إثرها الأراضي إلى الاتحاد الروسي“.

تحرك أممي

على صعيد آخر، ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، أن الأمم المتحدة تسعى لتخفيف الحصار الروسي على شحن الحبوب في أوكرانيا لتجنب نقص الغذاء، حيث يعرض الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، خفض الحواجز أمام صادرات أسمدة ”البوتاس“ من روسيا وبيلاروسيا.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن دبلوماسيين مطلعين قولهم، إن غوتيريش يسعى إلى إبرام ”صفقة عالية المخاطر“ مع روسيا وتركيا ودول أخرى لفتح صادرات الغذاء الأوكرانية إلى الأسواق العالمية وتجنب أي نقص محتمل في الغذاء العالمي، وذلك بعدما أغلقت روسيا موانئ أوكرانيا على البحر الأسود لإضعاف البلاد عن طريق سواحلها.

وأضافت المصادر، أن غوتيريش طلب من موسكو السماح ببعض شحنات الحبوب الأوكرانية مقابل تحركات لتسهيل الصادرات الروسية والبيلاروسية من أسمدة ”البوتاس“ المحظورة بسبب العقوبات الغربية على مينسك، وظروف الحرب على موسكو.

وقال الدبلوماسيون إن روسيا ”لا تبدو في الوقت الحالي منخرطة في مفاوضات جادة للتوصل إلى اتفاق“، إلا أنهم أكدوا أن تركيا ”أعربت عن استعدادها للمشاركة في صفقة، بما في ذلك عن طريق إزالة الألغام من البحر الأسود، وإدارة حركة الشحن“.

وقالت الصحيفة ”بين تعطل الصناعة الزراعية الأوكرانية بسبب الحرب، وحصار روسيا للموانئ الأوكرانية، يخشى مسؤولو الأمم المتحدة من ارتفاع الأسعار والنقص المحتمل أن يزعزع استقرار البلدان الفقيرة التي تعتمد على الحبوب الأوكرانية وتؤدي إلى صراع، إذ سجلت أسعار القمح مستويات قياسية منذ الغزو الروسي في شباط/ فبراير الماضي“.

وأضافت ”دون قرار من الأمم المتحدة أو اتفاق على المدى القريب، من المتوقع أن تواصل الدول التي تعتمد على القمح الأوكراني الضغط على موسكو للسماح بشحنات محدودة من الحبوب على الأقل، ربما بمرافقة سفن ترفع علم منظمة دولية أو دولة يُنظر إليها كمحايدة أو ودية لموسكو“.