عرض الصحف

الأربعاء - 18 مايو 2022 - الساعة 10:43 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/إرم نيوز:

تصدر انتهاء ”معركة ماريوبول“ واستسلام آخر الجنود الأوكرانيين المدافعين عن المدينة، عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء.

ووصفت الصحف معركة ماريوبول بـ“الرمزية“، بينما اعتبرت السيطرة الروسية على المدينة الاستراتيجية ”انتصارا طال انتظاره“ بالنسبة لموسكو.

وسلطت الصحف الضوء على المصير المجهول للجنود، بعد ورود تقارير تفيد بأن السلطات الروسية ربما تحقق معهم بشأن ما إذا كانوا متورطين في جرائم ارتكبت ضد المدنيين.

انتصار طال انتظاره

ووصفت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية ”معركة ماريوبول“ بـ“الحدث الذي هز القلوب، نظرا لبسالة المدافعين عن المدينة الأوكرانية الساحلية، والذين واجهوا خطر الموت جوعا بسبب الحصار الذي فرضته القوات الروسية منذ بدء الحرب في 24 شباط/فبراير على المدينة“.

وقالت الصحيفة إنه ”بعد استسلام آخر جنود الجيش الأوكراني الذين كانوا مختبئين داخل مصنع الصلب في منطقة آزوفستال، أنهت المقاومة الأوكرانية هناك معركة استحوذت على انتباه العالم، تاركة مدينة في حالة خراب وربما آلاف القتلى من المدنيين“.

وزعمت الصحيفة في تحليل لها، أن ”حصار ماريوبول حدد واحدا من أكثر الأحداث وحشية للعدوان الروسي على أوكرانيا“.

وأشارت إلى أن ”ماريوبول كانت واحدة من أولى المدن التي تم تطويقها لأهميتها الاقتصادية وباعتبارها نقطة انطلاق في بناء جسر بري من روسيا إلى شبه جزيرة القرم“.

وذكرت الصحيفة أن ”ما ميز ماريوبول على أنها مختلفة، هو قربها من القوات المتحالفة مع روسيا في منطقة دونيتسك الانفصالية“.

وفي الأيام الأخيرة، قالت الصحيفة إنه ”مع تقدم الروس أكثر من أي وقت مضى في المدينة، أصدرت القوات المدافعة بيانات تعكس موقفها الخطير، حيث نفدت الذخيرة منهم وأصبحوا غير قادرين على رعاية مئات الجرحى، مما أجبر الوحدات على الاستسلام“.

وكان قد استسلم أكثر من ألف جندي من مشاة البحرية الأوكرانية الأسبوع الماضي، بمن في ذلك عشرات الضباط والعديد من البريطانيين الذين يقاتلون في المدينة.

ومن جانبها، وصفت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، ماريوبول بأنها أصبحت ”رمزا للمقاومة الأوكرانية“، بعد استسلام أكثر من 260 جنديًا ونقلهم إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، حيث تأمل كييف في تبادل أسرى، وهو أمر لم توافق عليه موسكو علنًا.

ورأت الصحيفة أن ”استكمال الاستيلاء على ماريوبول يعد انتصارًا طال انتظاره لروسيا، التي كافحت لتحقيق أهدافها ضد القوات الأوكرانية، لكنها أشارت إلى أن النصر جاء بتكلفة باهظة“، موضحة أنه ”من خلال الصمود لأسابيع، قيد المدافعون الأوكرانيون أعدادًا كبيرة من القوات الروسية، ومنعوا انتشارها في أماكن أخرى“.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن ”القوات الروسية سيطرت على مدى أسابيع على ممر بري يربط شبه جزيرة القرم بمنطقة دونباس الشرقية“.

وأشار المحللون، وفقاً للصحيفة، إلى أنه ”على الرغم من اكتسابها للأرض، كافحت القوات الروسية لتطويق الجيش الأوكراني في الشرق بعد أسابيع من القصف والاعتداءات المستمرة“.

وذكرت الصحيفة: ”عانت ماريوبول، التي كان عدد سكانها 430 ألف نسمة قبل الحرب، من أسوأ الخسائر البشرية في الحرب الروسية على أوكرانيا، وأصبحت المدينة رمزًا للثمن الذي سيدفعه الأوكرانيون مقابل تحديهم، الذي لا يمكن التعرف عليه الآن بعد القصف الروسي العشوائي“.

واختتمت الجورنال: ”استسلام آخر المدافعين عن ماريوبول لا يغير الحرب من منظور أوكرانيا، حيث تم قطع ماريوبول بالفعل عن الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا.. وتتوقف آمال أوكرانيا في النصر حاليًا على جبهة القتال الرئيسية في الشرق واستمرار توريد الأسلحة من الغرب“.

”مصير مجهول“

وسلطت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الضوء على المصير المجهول للجنود المستسلمين، بعدما قالت ”لجنة التحقيق الروسية“، وهي جهاز يعادل ”مكتب التحقيقات الفيدرالي“ الأمريكي، أمس، إن المحققين سيستجوبون الأسرى ”للتحقق من تورطهم في جرائم ارتكبت ضد المدنيين في ماريوبول“.

وقالت الصحيفة إن ”التهديدات الروسية ضد السجناء أثارت تساؤلات حول جدوى الشروط التي تفاوضت كييف عليها مع موسكو لاستسلام جنودها، وإلى أي مدى سيذهب هؤلاء المقاتلون في المعتقلات الروسية، خاصة أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعتبر الكتيبة المدافعة عن ماريوبول نازية“.

وفي أوكرانيا، ذكرت الصحيفة أن ”الشعب تلقى أخبار أمر استسلام الجنود الأوكرانيين في ماريوبول بقلق، حيث تعمقت الكراهية تجاه روسيا منذ الحرب“.

وأضافت أن ”الكثيرين أعربوا عن مخاوفهم من أن آخر المدافعين عن ماريوبول سيعانون كسجناء لروسيا، رغم أن البديل الأكثر ترجيحًا هو الموت المؤكد داخل مصانع الصلب“.

في المقابل، أشارت الصحيفة إلى أن ”الحكومة الأوكرانية سعت لتمجيد شجاعة المقاتلين الذين رفضوا الاستسلام حتى أمرتهم بذلك، لكنها حذرت من أن مصير الجنود الأسرى يمكن أن يخلق مشاكل سياسية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي عززت قيادته خلال الحرب من شعبيته في الداخل وفي الدول الغربية الصديقة“.

وفي الوقت نفسه، زعمت صحيفة ”التايمز“ البريطانية في تقرير لها أن القوات الروسية ”اقتادت أكثر من 34 ألف أوكراني من سكان ماريوبول عبر الحدود بالقوة“.

وذكرت الصحيفة أنه على سبيل المثال، تم نقل مجموعة من 300 مدني من ماريوبول إلى منطقة بالقرب من بلدة ناخودكا في سيبيريا، على بعد ما يقرب من 6000 ميل على الساحل الروسي لبحر اليابان“.

وأوضحت أنه ”تم اكتشاف رحلتهم عندما اتصل متطوعون روس منشقون بجماعات حقوق الإنسان الأوكرانية لطلب المساعدة في الحصول على جوازات سفر لهم حتى يتمكنوا من مغادرة روسيا“.

ونقلت الصحيفة عن نشطاء حقوقيين قولهم إنه ”لا يوجد طريق واضح لعودتهم، حيث يمكن استخدامهم كرهائن من نوع ما في المستقبل“.

وأضافوا أن أولئك المشتبه في صلتهم بالجيش الأوكراني أو الشرطة أو المتطوعين ”تم أخذهم للتعذيب والاستجواب في شبه جزيرة القرم“.

في غضون ذلك، نقلت ”التايمز“ عن جماعات حقوقية أوكرانية زعمها أن ”آخرين يختفون ببساطة أثناء عمليات التفتيش الروسية“.

اعتراف أمريكي ”خطير“

وقالت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية إن ”وزارة الدفاع (البنتاغون) قدمت اعترافا“ نادرا وخطيرا“ بأن قرار الرئيس جو بايدن الانسحاب من أفغانستان في آب/ أغسطس الماضي، عزز على الأرجح تنظيم ”القاعدة“ المتشدد.

وأشارت المجلة إلى أن ”الاعتراف جاء ضمن تقرير أعده المفتش العام بالوزارة أمس، وقيم العمليات الأمريكية في أفغانستان، الأمر الذي يضاف إلى المخاوف من أن الإرهاب قد يتصاعد نتيجة لرحيل الولايات المتحدة من المنطقة“.

وأوضح التقرير، وفقا للمجلة، أن ”القيادة المركزية الأمريكية تتوقع أن حركة طالبان الأفغانية المتشددة ستخفف على الأرجح قيودها على تنظيم القاعدة خلال العام أو العامين المقبلين“.

وقالت المجلة إن ”التقرير يأتي في الوقت الذي أثار فيه الخبراء مخاوف بشأن حقوق الإنسان داخل أفغانستان، لا سيما في ما يتعلق بحقوق النساء والفتيات“.

وكانت ”طالبان“ قد أمرت بتغطية النساء ”من الرأس إلى أخمص القدمين في الأماكن العامة“، بينما لم تتم إعادة فتح المدارس الثانوية للفتيات على الرغم من الوعود السابقة من قادة طالبان.

واعتبرت المجلة أن ”المرجح أن تسمح القواعد المخففة للقاعدة بالحصول على قدر أكبر من حرية الحركة، فضلا عن القدرة على التدريب والسفر وربما إعادة تأسيس قدرتها على العمليات الخارجية“.

وأثار التقرير الأخير أيضًا أسئلة حول استراتيجية المخابرات الأمريكية المستخدمة في أفغانستان، مستنكرا الطريقة التي انسحبت بها القوات الأمريكية من هناك، والتي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها ”سيئة التنفيذ“، مما أدى إلى عودة ”طالبان“ سريعًا إلى السلطة.

وخلص التقرير إلى أن حركة ”طالبان“ كانت ”أقل حزما في التعامل مع القاعدة“ مما كانت عليه مع فرع تنظيم ”داعش“ في ولاية خراسان، الذي ظل يمثل التهديد الإرهابي الأكثر أهمية في أفغانستان، حيث يعمل حوالي 2000 عضو في البلاد.