عرض الصحف

السبت - 21 مايو 2022 - الساعة 09:52 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/وكالات:

تشهد ليبيا فصلاً جديداً من الصراع بين حكومتين نتيجة التعثر في الانتقال الديمقراطي الحقيقي إلى دولة قانون.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم السبت، فإن سيادة عقيدة العنف نتيجة حالة من الاحتراب والصراع الحاد على السلطة تذكي الفُرقة والخلاف وتعيد كل الجهود المبذولة والمكتسبات المحققة إلى الوراء.
الضغط على السياسيين
لا تزال محاولة رئيس الوزراء الليبي المكلف من البرلمان فتحي باشاغا دخول العاصمة طرابلس من أجل اتخاذها مقرا لمباشرة مهام عمله، وما ترتب على ذلك من مواجهات مسلحة بين جماعات متناحرة موالية له وأخرى محسوبة على رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، تلقي بمفاعيلها السلبية على الساحة الليبية.
ووفق تقرير لصحيفة العرب اللندنية، يرى متابعون أن الدبيبة سيتخذ من المواجهة المسلحة الأخيرة ذريعة لإصدار قرارات أكثر جرأة من أجل إحكام القبضة على طرابلس، رغم التزام قائد الأركان محمد الحداد وعدد من الكتائب المسلحةِ الحيادَ. وهذه المرة الثالثة منذ مارس الماضي التي يحاول فيها باشاغا دخول طرابلس برا دون أن يتمكن من ذلك لأن تصدي القوات الموالية لحكومة الوحدة، وفي مقدمتها قوة الردع المشتركة بقيادة عبدالغني الككلي (غنيوة)، أفشل هذه المحاولات.
ويشير المتابعون إلى أن الدبيبة بعد المواجهة الأخيرة سيركز كليّا على ضرب وتحجيم الفصائل الموالية لباشاغا في طرابلس وفي مقدمتها كتيبة النواصي التي يقودها مصطفى قدور، نائب رئيس جهاز المخابرات، والتي تسيطر على أجزاء حساسة في قلب العاصمة، بينها مقرات رسمية، ويقع مطار معيتيقة الدولي ضمن نطاق نفوذها في منطقة سوق الجمعة.
وخلص تقرير الصحيفة إلى أن إن وصول الخلاف السياسي إلى مواجهات مسلحة يزيد الضغط على السياسيين، وعلى رأسهم مجلسا النواب والأعلى للدولة، للخروج باتفاق سريع لإنهاء الأزمة قبل انفلات الأوضاع واتجاهها إلى الأسوأ.
العودة إلى الوراء
من جهتها اعتبر الكاتبة في صحيفة البيان الإماراتية، ليلى بن هدنة، أن "النخب السياسية تتجاهل للأسف التحديات الحقيقية والخطيرة التي تواجه الليبيين وتستهين بمعاناتهم، ليتقدّم الانقسام والاقتتال على فرص الحوار بعد فشل تنفيذ الاستحقاق الانتخابي طبقاً لخريطة طريق الأمم المتحدة، فهم المسؤولون عما يعانيه الشعب الليبي من نزوح وركوب قوارب الموت بحثاً عن بلد آمن ما يجعل البلد على شفير انفجار اجتماعي وانفلات أمني".
وأضافت "لا شك في أن الوضع المركب والمعقد الذي آلت إليه ليبيا هو نتيجة الآمال الكاذبة والوعود الجوفاء، وتغذية الجماعات المسلحة بالأحقاد والسلاح، فالميليشيات التي ما زالت تستمد قوتها من ضعف الدولة وضعف مؤسساتها، فاحتمالات تفجر النزاعات المسلحة، قائمة في ظل الانسداد السياسي ومحاولة إبعاد الليبيين عن جوهر الحل الكامن في إرساء دولة القانون لِما يحاك للبلاد من إجراءات تعمل على رسم خريطة جديدة للدولة الليبية".
وخلصت الكاتبة إلى أن "ليبيا تقف أمام خيارين لا ثالث لها إما بناء الدولة الليبية الواحدة الموحدة، وإشراك الجميع في الجهد الوطني السلمي لتتحرر من هيمنة المتدخلين في شأنها، وإما العودة إلى الوراء والدخول في حرب أهلية، علماً أن الوقت يضيع والفرص تتقلص".
معجزة
وفي تقرير لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، فإن مراقبين يرون في مغادرة باشاغا، طرابلس، وقراره باتخاذ مدينة سرت الساحلية مقراً لحكومته بعد احتدام المواجهات "حقناً لدماء الليبيين"، أغلق ولو مؤقتاً باباً جديداً للعنف، لكنه أظهر جلياً مدى سطوة الجماعات المسلحة، وحقيقة أن عدم توحيد مؤسسات الدولة سيظل حجر عثرة رئيسياً أمام جهود الخروج من الانسداد السياسي.
وعلى الصعيد السياسي، اعتبرت المصادر ذاتها أن "تحريك الأمور يتطلب معجزة"، فالوقت ينفد، حيث من المقرر أن تنتهي "خارطة الطريق" لمنتدى الحوار السياسي الليبي، التي أنشئت بموجبها المؤسسات المؤقتة القائمة في طرابلس، وهي حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي، في 22 من يونيو (حزيران) المقبل. وقالت المصادر إنه "موعد نهائي دقيق، ولكنه سياسي وليس قانونياً، وربما لن يحدث شيء مهم في الأسابيع القليلة المقبلة، وكذلك في 22 يونيو".