عرض الصحف

الخميس - 18 أغسطس 2022 - الساعة 11:38 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/إرم نيوز:

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، أخر التطورات الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية، وسط تقارير تتحدث عن تهديد جديد لمكانة الرئيس، فلاديمير بوتين، بعد سلسلة الهجمات التي ضربت شبه جزيرة القرم خلال الأيام القليلة الماضية.

وسلطت الصحف الضوء على آخر مستجدات محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وسط تقارير تكشف عن ”مماطلة إيرانية“ بعدما طالبت طهران بضمانات جديدة من الولايات المتحدة، وذلك في ردها على النص الأوروبي.

وعن أزمة المحيط الهادئ المشتعلة، رأت الصحف أن الحل الأفضل لتجنب حرب كارثية بين الصين والولايات المتحدة هو تطبيق ”نموذج النمسا“ على تايوان في شرق آسيا.

انفجارات القرم ومكانة بوتين

ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، أن أوكرانيا تطبق استراتيجية جديدة لاستنزاف قدرات القوات الروسية من خلال مهاجمة أهداف عسكرية رئيسية في عمق الأراضي التي تحتلها موسكو.

وهزت انفجارات عنيفة شبه جزيرة القرم يوم الثلاثاء، قالت موسكو إنها ناتجة عن عمل تخريبي دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، في حديث للصحيفة الأمريكية، إن افتقار القوات التقليدية الأوكرانية إلى الأسلحة والذخيرة اللازمة لشن هجوم بري واسع النطاق لاستعادة الأراضي المحتلة من الروس دفعها إلى تبني الاستراتجية الجديدة.

وأوضح أن الهدف من مهاجمة المنشآت العسكرية الحساسة داخل روسيا هو ”تدمير مخزوناتها ومستودعاتها ومقرها القيادي“، على حد وصفه.

واعتبرت ”واشنطن بوست“ في تحليل بعنوان ”تحد جديد للزعيم الروسي“نشرته اليوم، أن بعض الانفجارات المذهلة في شبه جزيرة القرم لفتت الانتباه إلى الاستراتيجية الناشئة ودور القوات الخاصة الأوكرانية في تنفيذها.

وقالت الصحيفة إن ”شبه جزيرة القرم تُعد طريق الإمداد الرئيسي لروسيا بالأسلحة والذخيرة التي تصل إلى الخطوط الأمامية عبر منطقة جنوب أوكرانيا التي احتلتها القوات الروسية في الأيام الأولى من الغزو. وتستخدم أيضًا كقاعدة للطائرات الحربية التي تشن هجمات صاروخية على البلدات والمدن الأوكرانية، مما يجعلها هدفًا عسكريًا مشروعًا“.

واعتبرت الصحيفة أن الانفجارات تشكل تحديا جديدا للرئيس فلاديمير بوتين، بعدما جعل من استيلاء روسيا على شبه الجزيرة محور حكمه على مدار 22 عامًا.

وقالت الصحيفة إن سلسلة الهجمات في شبه جزيرة القرم تثير التساؤلات حول الأمن هناك، كونها المفتاح الأمني للجهود العسكرية الروسية، وأنها تهدد مكانة بوتين السياسية في الداخل.

وأضافت: ”لم يثر أي إجراء واحد اتخذه بوتين في حكمه على مدار  22 عامًا قدرًا كبيرًا من النشوة المؤيدة للكرملين بين الروس مثل ضمه شبه الدموي لشبه جزيرة القرم، وهو الإجراء الذي عزز صورته كزعيم يعيد إحياء روسيا كقوة عظمى“.

وتابعت: ”وفي الفترة التي سبقت الغزو، كانت شبه جزيرة القرم المنطقة التي استشهد بها بوتين مرارا وتكرارا باعتبارها موقعا لما أسماه تهديدا أمنيا وجوديا تمثله أوكرانيا، محذرًا من أن محاولات أوكرانيا المدعومة من الغرب لاستعادة السيطرة على المنطقة قد تؤدي إلى حرب مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)“.

واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: ”السؤال الآن هو كيف ترد روسيا على الهجمات. وفي أبريل، حذرت موسكو من أنها سترد على الضربات الأوكرانية المستقبلية على الأراضي الروسية من خلال استهداف مراكز صنع القرار في العاصمة كييف“.

تايوان.. و“نموذج النمسا“

رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن الحل الأفضل والسلمي لنزع فتيل الأزمة المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين هو أن تجعل واشنطن تايوان ”نموذج النمسا“ في شرق آسيا، معتبرة أن أي حل غير ذلك سينذر بصراع غير معلومة عواقبه بين قوتين عظميين.

جاء ذلك بعدما تصاعدت التوترات في مضيق تايوان بسرعة إلى مستويات تنذر بالخطر، عندما فاجأ رد الفعل ”العنيف“ للصين على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، للجزيرة العديد من المراقبين الصينيين.

وقالت المجلة: ”لم تكن احتجاجات بكين لإدارة بايدن أكثر حدة من ذي قبل فحسب، بل جاءت من أعلى المستويات، حيث أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ لنظيره الأمريكي أن الزيارة ستشجع الانفصاليين في تايوان وتضر بشكل كبير بالعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وحذر الأخيرة من اللعب بالنار.“

وأضافت المجلة في تحليل إخباري لها: ”يبدو أن استراتيجية الرئيسة التايوانية، تساي إنغ وين، للسعي إلى مزيد من الفضاء الدولي واحترام تايوان (ودفع هذه الظروف نحو الاستقلال) تبدو قوية كما كانت دائمًا. ويبدو أيضاً أن أصدقاء تايوان في الولايات المتحدة عازمون بشكل خاص على جعل واشنطن تعامل الجزيرة كشريك ديموقراطي وحليف اقتصادي وعسكري“.

وتابعت: ”مما يزيد الطين بلة، يدرس الكونغرس أيضًا تشريعًا جديدًا حول (قانون سياسة تايوان) من شأنه أن يجدد بشكل أساسي سياسة الولايات المتحدة تجاه تايوان ويؤثر على سياسة ’الصين الواحدة‘ الرسمية لواشنطن. وعلى الرغم من أن البيت الأبيض يسعى بهدوء لتأجيل هذا الإجراء، فإنه سيكون تحت ضغط هائل لقبول مثل هذه التغييرات“.

وفي هذا الشأن، رأت المجلة أن أفضل حل – وربما الطريقة الوحيدة – من شأنه أن يمنع وقوع ”كارثة عسكرية وشيكة“ مع الحفاظ على المصالح الأكثر أهمية لكل من الولايات المتحدة والصين، هو تبني ”نموذج النمسا“ لتايوان.

وأوضحت: ”في رغبة نادرة لتقديم تنازلات، وافق الاتحاد السوفيتي والقوى الغربية على استعادة النمسا الموحدة، التي كانت مقسمة إلى عدة مناطق، كل منها يسيطر عليها أحد الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية“.

وتابعت المجلة في تحليلها: ”فرضت معاهدة 1955 حيادًا صارمًا على النمسا، وبعد ذلك، ظلت فيينا بمنأى عن صراعات القوى المختلفة في الحرب الباردة التي ابتليت بها معظم الأجزاء الأخرى من أوروبا. وفي الواقع، حاولت النمسا الحفاظ على موقفها المحايد حتى يومنا هذا“.

في المقابل، قالت المجلة إنه لسوء الحظ، يتطلب الحل هذا ”تنازلاً وطنياً كبيراً“ من جانب بكين، حيث سيتعين على القادة الصينيين التخلي صراحةً عن الهدف الطويل الأمد المتمثل في إجبار التايوانيين على الموافقة على إعادة التوحيد السياسي مع البر الرئيسي“.

وأضافت: ”وبالنسبة لواشنطن، يجب أن تتخلي أيضاً عن طموحاتها لاستخدام تايوان كعنصر رئيسي في استراتيجية لإدامة هيمنتها في شرق آسيا. وبالتالي، على الرغم من الفوائد المحتملة الواسعة النطاق لجميع الأطراف المعنية، فمن غير المرجح للغاية أن يتبنى قادة الولايات المتحدة والصين مثل هذا الحل الوسط الحكيم“.

واختتمت المجلة تحليلها بالقول: ”لكن إذا أرادت بكين تجنب حرب كارثية مع واشنطن، فسيتعين عليها التضحية ببعض الكبرياء الوطني والقبول بنتيجة أقل من مثالية. ومع ذلك، فإن وضعًا محايدًا مضمونًا لتايوان سيضمن مصالح الصين الحيوية الملموسة في ما يتعلق بالجزيرة“.

مماطلة إيرانية.. ومطالبات بالمرونة

من ناحية أخرى، سلطت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية الضوء على ما اعتبرته ”مماطلة إيرانية“، بعدما جددت طهران مطالبتها بضمانات أمريكية في محادثات إحياء الاتفاق النووي، حيث تسعى للحصول على ضمانات إذا انسحبت واشنطن من الاتفاقية مرة أخرى.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين تحذيرهم من أن الجانبين قد لا يتوصلان إلى اتفاق إذا لم تظهر إيران بعض المرونة.

وقالت الصحيفة إن المطالب الإيرانية الجديدة بضمانات من الولايات المتحدة مرة أخرى قد أعاقت الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، تاركة واشنطن والعواصم الأوروبية غير متأكدة من إمكانية التوصل إلى اتفاق.

وكانت إيران قد أرسلت، الاثنين، رداً إلى الاتحاد الأوروبي الذي يترأس المحادثات النووية، حيث لم يقبل أو يرفض مسودة نص اتفاق الاتحاد الأوروبي، لكنه أثار عدة قضايا تريد إيران إدراجها في الاتفاق. وكان الاتحاد الأوروبي قد صرح بأن مسودته كانت ”النص النهائي“ لاتفاق محتمل عندما أرسله، معلناً انتهاء المفاوضات.

وطالبت طهران في ردها بضمانات بأن الشركات الغربية التي تستثمر في إيران ستتم حمايتها إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية مرة أخرى كما فعلت في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب. كما طرحت آليات في الاتفاق من شأنها أن تسمح لها بزيادة أنشطتها النووية بسرعة إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق.

في غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي رفيع قوله، الأربعاء، إن طهران وواشنطن بحاجة إلى الموافقة على مسودة النص أو لا، رافضًا فكرة استئناف المحادثات بين الطرفين. يأتي ذلك في وقت صرح فيه مسؤولان غربيان أنهما لا يتوقعان أي إعلان عن صفقة وشيكة، رغم أنها لا تزال ممكنة في الأيام المقبلة.

وبدا أن إيران هذا الربيع تقبل التأكيدات الأمريكية بأن إدارة بايدن ستلتزم بالاتفاق طالما كان في منصبه وكانت إيران ملتزمة بالاتفاق. كما وضع المفاوضون فترات إنهاء مهمة للشركات الغربية لإنهاء أعمالها في إيران إذا انسحبت واشنطن بالفعل من الاتفاق وأعادت فرض العقوبات الأمريكية على إيران.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الرد الإيراني على مسودة نص الاتحاد الأوروبي قد تتسبب في ردود أفعال متباينة بين الأطراف الأخرى في الاتفاق، التي تشمل روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وإيران.

ونقلت الصحيفة عن كبير المفاوضين الروس ميخائيل أوليانوف، الذي عمل عن كثب مع فريق التفاوض الإيراني، قوله ”إن هناك فرصة كبيرة لعبور خط النهاية. إن القرار يقع الآن في يد واشنطن. النتيجة النهائية تعتمد على كيفية رد فعل الولايات المتحدة على آخر الاقتراحات الإيرانية المعقولة“.

وأوضحت الصحيفة: ”يتمثل أحد الخيارات في أن يكون رد الولايات المتحدة على إيران أساسًا لمشروع نص الاتحاد الأوروبي المعدل الذي يمكن إرساله إلى الأطراف للموافقة عليه. والشيء الآخر هو استمرار تبادل الأفكار بين العواصم دون تحديد موعد نهائي صارم لإنهاء المحادثات“.